العدد 584 - الأحد 11 أبريل 2004م الموافق 20 صفر 1425هـ

عبدالوهاب: الوزير جهّز بيته سابقا كعيادة خاصة والآن أصبح إلها

تجدد الانتقادات إلى وزير الصحة

شن الاستشاري في وزارة الصحة عبدالوهاب محمد هجوما جديدا ضد وزير الصحة، مشيرا إلى أن الوزير «هو من اقترح أثناء وزارة فيصل الموسوي أن يظل الأطباء الجدد لمدة عام دون راتب وعارضته أنا وقتها»، جاء ذلك خلال ندوة نظمها مجلس محمد الجزاف في عراد مساء أمس الأول وشارك فيها إلى جانب عبدالوهاب النائب البرلماني عيسى المطوع.

ابتدأ عبدالوهاب محمد الندوة بالقول «عندما تختار القيادة السياسية فردا وتضعه في موقع المسئولية فإن من واجبنا كمواطنين تقديم الدعم والمساعدة له، وذلك تقديرا لرأي القيادة... ونحن كنا سعداء عندما تم تعيين خليل حسن وزيرا للصحة، إذ إنه زميل معنا وعالم بمجريات الأمور وهموم العاملين في هذا القطاع، ونحن نعتبر من قدامى العاملين في هذا القطاع، وبالتالي فإن الفئات التي خدمت يجب أن يكون لها احترام خاص، مثلما يحدث في الدول المتقدمة، ووزارة الصحة كانت في بداياتها إدارة وتطورت شيئا فشيئا حتى أصبحت البحرين ذات ريادة في المجال الصحي، وكنا نتوقع أن أي وزير سيأتي للوزارة فإنه سيبني على ما تم تأسيسه وإن كنا لا ننكر أن هناك سلبيات موجودة، ليس هناك شيء اسمه مريض خاص في مستشفى السلمانية. ونحن لا نفضل مريضا على آخر، ولا نستطيع التعميم حال حدوث أي تجاوز ونقول إن جميع الأطباء خونة، أريد أن أعرف ما هي المراكز التي لدينا وقمنا باستغلالها، إن هذه اتهامات تصدر من رأس وزارة الصحة والمفروض أن يكون هو قدوة لغيره لكننا نرى أن الوزير يرمي التهم جزافا، شخصيا لم يتم إعطائي فرصة واحدة للجلوس مع الوزير ولو لمدة خمس دقائق لأتحدث معه عن أوضاع الوزارة، إن هذا الوزير قبل أن يصبح وزيرا كان يجلس معي بمعدل نصف ساعة يوميا، وبعد أن أصبح وزيرا ذهبت لأسلم عليه ففوجئت به يصافحني بأطراف أصابعه، ولم يتم إعطائي بعد ذلك فرصة للقائه وعرفت حينها أن الأمور لن تكون طبيعية معه، وفعلا ما هي إلا أيام حتى أصدر قرارا سلب به كل صلاحياتي، وتعرضت للمضايقات فمرة يرفع اسمي من فوق كراج سيارتي الخاص في مجمع السلمانية الطبي، وفجأة أصبحت من دون سكرتيرة، وأخرى أفاجأ بعمل اجتماع في مكتبي وفي النهاية جاءوا بآخر وأجلسوه مكاني، ولكنني لم أتأثر وقمت بالتركيز على عملي، لكن تم شطب اسمي من جميع العيادات الصباحية وعيادات الطوارئ، وبعد ذلك قال الوزير إنني أهتم بمرضاي الخاصين فقط، وأوقف راتبي لمدة 14 شهرا، وأنا أتحدى أي شخص يقول إنني أجريت له عملية ثم أخذت نقودا من عنده».

وأضاف «ووصلت الأمور بعد ذلك إلى أن يستدعي الوزير أبنائي لا ليهددهم بل ليقول لهم أنا الوزير، لقد كنت رئيس دائرة عندما أتى خليل حسن يطلب التوظيف في قسم الجراحة لقد كنت رئيسا له لمدة 16 عاما لكنني لم أقم بإيذائه، إن عمليات الانتقام الشخصي لم تطلني بمفردي بل مرة يهدد الوزير بفصل ممرضة ومرة يقول للأطباء غير المثبتين نحن جمعناكم من الشارع، إن الوزير الحالي هو من ابتدع أن يظل الطبيب الجديد عاملا لمدة عام دون راتب، كان ذلك أيام وزارة فيصل الموسوي ولقد عارضته في ذلك، فهل يقبل أحدكم أن يسلم نفسه إلى طبيب غير مرتاح إذ لا يوجد دينار واحد في جيبه، الوزير جمع الاستشاريين ذات يوم وقال لهم لدي فكرة ستريحكم وتريحني، وهي أن تستقيلوا جميعكم وسأعطي كل واحد منكم رواتب خمس سنين، ثم سأقوم بتوظيفكم بدوام جزئي وسأعطيكم راتبا يساوي ثمانين في المئة من رواتبكم الحالية، هل يقبل عقل بشري هذا الأمر، هذا الوزير قال إنه سيفتح خمسة مراكز للطوارئ في المملكة فهل تعرفون كم كلفة هذه المراكز الخمسة، إن عشرة ملايين بل ربما عشرين مليون دينار لا تكفي لهذا الأمر، الوزير الذي ينتقد الآن الطب الخاص كان عمل من بيته عيادة خاصة له وأنا كنت حينها ريسا للجان الطبية، وفجأة الآن أن أصبح الوزير إلها مدافعا عن حاجات الناس، ما يحدث الآن هو نتاج ضغائن شخصية».

ومن جهته قال النائب البرلماني عيسى المطوع «إن من حق مجلس النواب بحسب نص الدستور محاسبة الوزراء، وزير الصحة بدأ هجومه على الاستشاريين الذين ثاروا بعد ذلك، وبدأ الوزير بعد ذلك بإقصاء الكفاءات البحرينية في الطب والتمريض وهذا يعتبر تفريطا في ثروة وطنية، وتناول الإقصاء الوكلاء المساعدين الذين تم تعيينهم بأمر ملكي، وكانت طريقة إبعادهم خاطئة إذ كان لابد أن يحدد الوزير مكامن الخلل في عمل هؤلاء حتى يمكن استبعادهم، وأما الاستجواب الذي كنت أنوي القيام به لوزير الصحة لم يعط مضمونه، ومع الأسف كان الكثير يسأل لماذا هذا الاستجواب وحاول البعض التشكيك في نيتي، إن قسم العناية القصوى يعاني من نقص شديد إذ لا يوجد به سوى أحد عشر سريرا في حين إننا نحتاج في هذا القسم إلى خمسين سريرا بحسب المعايير العالمية، وحين تولى الوزير مهمات الوزارة نادى رئيس قسم العناية القصوى عادل غلوم وقال له أنا جئت وهناك فساد أريد أن أحاربه، وإذا وضعت يدك مع المفسدين فسأقطعها... الوزير يتعامل بهذا الشكل، لدي قائمة مكونة من ثلاثة أسماء ماتوا في شهر واحد بسبب عدم توافر أسرّة في قسم العناية القصوى، لو كنت أنا المسئول فما كنت لأنام ولكنت جهزت تقريرا كي أقدمه الى مجلس الوزراء ولو قام الوزير بهذا العمل لقلت انه معذور، وبعدما تم نشر مضمون الاستجواب في صحيفة «الوسط» استدعى الوزير عادل غلوم، وقال له سنضعك على رأس لجنة لتطوير قسم العناية القصوى، إلا ان عادل غلوم سيذهب بعد شهرين للعيش في أميركا وأنا أتمنى أن يبقى إذ إن تخصصه نادر ولا يوجد سوى شخص واحد في البحرين يحمل تخصصه».

وانتقد المطوع تصرفات الوزير واختتم محاضرة له ذات يوم كانت تحت عنوان «أحلام المواطن» في الصحة، بعبارة: إما الجد والانضباط أو الحجاج، وقال المطوع «إن واجب النائب عندما يرى هذه الأمور أن يتحرك ولا أدري إذا لم يتحرك النواب في مثل هذه الأمور ففي أي شيء سيتحركون».

وداخل بعد ذلك أحد موظفي وزير الصحة (عبدالجبار العويناتي) وانتقد غياب النائب المطوع عن المؤتمر الصحافي الذي نظمه بعض موظفي الوزارة للتضامن مع الوزير خليل حسن واعلنوا فيها عريضة متضامنة مع خطوات الوزير وقع عليها ثلاثة آلاف وخمسمئة، وأجاب النائب بأن كل فرد حر في إرادته، وانه طلب من سكرتيرته الاعتذار نيابة عنه للموظفين قبل مدة كافية من المؤتمر، إلا ان الموظف عبدالجبار العويناتي قال إن سكرتيرة المطوع لم تتصل إلا قبل ربع ساعة من بدء المؤتمر

العدد 584 - الأحد 11 أبريل 2004م الموافق 20 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً