العدد 584 - الأحد 11 أبريل 2004م الموافق 20 صفر 1425هـ

إلى أين أيها الشباب؟!

من دون سابق إعداد مسكت قلمي، ولا أبالغ إذا قلت اني تصورته للحظة وكأنه يكتب لوحده، اذ صار حبره يسيل على الأسطر كالشلال الجارف باندفاع وقوة ولربما أكبر من ذلك. ماذا أرى؟! مشاهد لا تغيب عن مخيلتي، فما أراه شيء لا يصدق ولا يصور، فمنذ أن دخلت هذا الصرح التعليمي وأنا كلي وعي وإدراك أنه صرح متحضر راق، يعكس عاداتنا وتقاليدنا.

كنت في كل صباح أجلس على المقعد المعتاد وبصحبتي صديقاتي أتمعن فيما يدور حولي فتدهشني هذه الصور التي أراها، أفراد قد تغيرت ملامحهم بفعل الملابس الغريبة التي يرتدونها، صحيح أن لكل فرد حريته الشخصية وحريته في التعبير عن ذوقه، ولكن يجب ألا ننسى أنه حتى الطرق لها إشارات تدعو إلى السير والاستعداد والوقوف، فلكل شيء حد. ولكن هؤلاء أراهم أمواتا في صور الأحياء، هذا ما قلته بالضبط عندما رأيتهم، هذه الكلمة تجعلني أفكر بعيدا وأتأمل فيما وراء كلمة شباب! فاذا كان للوطن أن ينهض ويعلو فأين الركائز والقواعد الأساسية التي يقوم عليها!؟

إنهم الشباب فهم الدعامة الأساسية وعلى سواعدهم تقوم الأمم ، فيا ترى ماذا ينتظر هذا الوطن من شبابه؟! ترتيب الحواجب وتشذيبها كالنساء أم قصات آخر موديل؟! وماذا عن القلائد التي تعلق على الصدور كعلامة من علامات التفوق؟! أم ذاك الذي يعلق سماعات الهاتف في أذنه وهو يتراقص مترنما على وقع ألحان الأغاني الأجنبية؟!

عزيزي الشاب لم يحثثنا الدين الإسلامي أبدا على ذلك، ثم ان هذا الصرح التعليمي أسس لكي نتعلم ما يجعلنا متميزين عن غيرنا، فمن خلال نظرة عميقة إلى سلوكياتك أو مظهرك وطموحك المستقبلي الذي يحتاج إليه وطنك ستحقق لنفسك وللأجيال القادمة كل خير، كن عند حسن ظن أهلك ومجتمعك ووطنك، الذي ينتظر منك الكثير لتقدمه إليه بجدك وتفانيك وإخلاصك بدلا من جريك وراء توافه الأمور

العدد 584 - الأحد 11 أبريل 2004م الموافق 20 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً