تقول التقارير الاعلامية التي صدرت حديثا إن مؤشر الرأي العام في الاردن يؤكد انه : لا يبدي الاسلاميون من شتى الطوائف اي امتعاض او اعتراض على عرض فيلم الام المسيح على رغم ان هذا الفيلم يخالف المعتقدات الدينية للمسلمين والتي تؤكد ان المسيح لم يصلب ولم يقتل وانما رفع الى السماء.
الاردن وهو دولة ذات غالبية مسلمة وأقلية مسيحية تصل نسبتها بين 5 - 7 في المئة يتابع عرض فيلم «آلام المسيح» الذي بدأت دور السينما في العاصمة الاردنية (عمّان) ومدن اردنية اخرى بعرضه وسط اقبال كبير من قبل الجمهور ما دفع بعض دور السينما إلى تخصيص اكثر من ثلاثة عروض في اليوم اضافة الى العروض الخاصة التي تقيمها النوادي والمراكز الشبابية وذلك مع بدء موسم الصيام المسيحي وأحد الشعانين وعيد الفصح.
والمعروف انه بدئ بعرض الفيلم في دول كثيرة في منطقة الشرق الاوسط منذ اسابيع عديدة وسط اقبال شديد من قبل المشاهدين في دول المنطقة على متابعة الفيلم وهو للمخرج الأميركي ميل غيبسون وأثار عرض الفيلم ردودا سلبية في بعض الدول الاسلامية ومنها الكويت إذ اشار بعض رجال الدين هناك الى ان الفيلم يتعارض مع المعتقدات الدينية للمسلمين في حقيقة ان المسيح عليه السلام لم يصلب ولم يقتل.
الى ذلك قال امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور انه لم يشاهد الفيلم كونه لا يرتاد دور السينما. وقال فيما يخص فيلم آلام المسيح يجب ان نفرق بين أمرين، هما: الحقيقة القرآنية وهي ان اليهود بذلوا جهدهم في ايذاء المسيح عليه السلام وحاولوا قتله كما حاولوا قتل نبينا محمد (ص).
وتابع منصور لوكالة «يوبي اي» ان هذا الفيلم يؤكد حقيقة عداء اليهود الأزلي للانبياء وخصوصا انبياءهم». وأضاف «نحن كمسلمين نؤمن بأن اليهود وبحكم طبيعتهم المنحرفة يعادون كل ما هو ليس يهوديا». وأردف: «اما الامر الآخر فنحن كمسلمين نؤمن بالحقيقة القرآنية بأن اليهود لم يصلبوا المسيح ولم يقتلوه». وتابع منصور قوله انه على رغم انه لم يشاهد الفيلم فإنه تابع ردود فعل اليهود عليه وقال انهم منزعجون تماما من عرض هذا الفيلم لانه يعري حقيقتهم التي نؤمن بها نحن المسلمين».
وبالنسبة إلى الدعاوى التي اطلقها بعض رجال الدين المسلمين بعدم جواز عرض هذا الفيلم في دول اسلامية قال منصور: «انه ترتكب مخالفات كثيرة للاسلام في كل الدول الاسلامية ومنها الاردن ولا نريد كاسلاميين ان نقف عند عرض مثل هذا الفيلم».
وزير الاوقاف الاردني السابق ورئيس لجنة الافتاء في حزب جبهة العمل الاسلامي زيد الكيلاني قال: «الفيلم يخالف العقيدة الاسلامية في أمرين، اولهما: حقيقة صلب المسيح وقتله ذلك ان العقيدة الاسلامية تؤكد ان المسيح لم يقتل ولم يصلب اما الآخر فهو تصوير الانبياء وهذا حرام في الاسلام». وقال: «ان الدول الاسلامية ومنها الاردن غير ملتزمة بالشريعة الاسلامية في امور كثيرة ولا يقف الامر عند حد عرض هذا الفيلم»، غير انه يقول: «ان الضجة التي احدثها الفيلم عند اليهود امر يستوجب الوقوف عنده ذلك ان الفيلم يثبت حقيقة اسلامية وهي عداء اليهود للأنبياء».
معظم الكنائس في الاردن دعت المسيحيين إلى متابعة الفيلم من خلال عروض خاصة اقامتها المراكز التابعة لهذه الكنائس.
راعي كنيسة الروم الكاثوليك في عمان ورئيس المركز الاردني للتعايش الديني الاب نبيل حداد قال انه شاهد الفيلم حديثا معتبرا ان الفيلم يمثل بالنسبة إليه بصفته رجل دين عربي مسيحي تصويرا سينمائيا لحوادث وردت في الكتاب المقدس وهي حقيقة تاريخية ودينية يؤمن بها المسيحيون».
وقال حداد: «ان حقيقة آلام المسيح تذكر بالفداء وسفك الدم وهو اقصى ما يمكن للانسان ان يقدمه في دفاعه عن الحق والحرية والعدالة والسلام».
وأضاف حداد «لا يمكننا ان ننظر للفيلم بمعزل عما يجري في الأرض المقدسة وما يحدث هناك من آلام وعذابات على تلك الأرض نفسها التي مشى عليها المسيح متألما عندما حكم عليه اليهود بالموت واستعملوا الصليب»، واصفا ما يجري في الاراضي الفلسطينية من قتل يومي بأنه «صلب جديد» وشبّه حداد اغتيال الزعيم الروحي لحركة حماس أحمد ياسين بأنها «عملية صلب قام بها هذه المرة شارون»
العدد 590 - السبت 17 أبريل 2004م الموافق 26 صفر 1425هـ