على هامش أيام عمّان المسرحية بدأت سلسلة من عروض الأفلام الوثائقية والتسجيلية والروائية القصيرة «أيام عمّان الوثائقية» التي تستمر حتى 15 الشهر الجاري، وتشتمل على عدة محاور: «فيلمي الاول جدا» قام بإنجازها شباب وشابات تعتبر محطتهم الأولى في هذا المجال كما تقول سيرين حليلة المشرفة على العروض «إنه ليس من الضرورة أن يكون نتاج هذه الأعمال لأن يكون صناعها مخرجون مكرسون بل يعبرون عن مهاراتهم ورؤيتهم للحياة باستخدام الفيلم كوسيلة في عمل تعبيري ينطلق من أرضية إبداعية أخرى كجزء من المسرح أو بحث دراسي لفئة أو شريحة من الناس لدراستها وتوعيتها».
كما أن الأفلام المشاركة تعكس صورة تلقائية عن حياة الناس وأصواتهم في بلدان مختلفة ومن أعمار مختلفة وبعض هذه الأفلام نتاج لمشروع «قلب الأمور» يقدم عليه «الملتقى التربوي العربي» ومن إنتاج تعاونية عمّان للأفلام، ومركز الأميرة بسمة للشباب إضافة إلى أعمال شباب مستقلين ونتاج بيروت دي سي.
ومن أفلام هذا العنوان تشارك أفلام: «شوبدا» لجعفر حمية، «ريا» ميلسون نصار، «ما بعرف» لندين قنواتي وجميعها من لبنان وتحكي عن أحلام وهواجس فئة من الفتيان تفكر وتتأمل فيها.
وتتيح العروض الفرصة الاولى لعروض أفلام أردنية مثل: «صور» لسهاد الخطيب، «رجل إيطالي حقيقي» ليزن دوغان، وعلاء دياب، من «ورشة تعاونية عمّان لصنع الأفلام» وحكايات عن هموم الحياة لدى شباب يسعون إلى تحقيق رغباتهم في الانطلاق في المجتمع المحلي أو الهجرة وبأسلوبية جديدة ومبتكرة كما يكشف عنها أيضا مثل فيلم «السلاح صاحي» لأصيل منصور عندما يتحدث عن لعبة الحرب ما بين الذاكرة والواقع.
ومن الأفلام الأردنية المشاركة هناك: «البحث عن الإجابة» لوفاء الخطيب ونسرين إبراهيم، وألفت غانم، «عالحفة» لسها نجار، «العودة» لعبدالله راتب، ماهر نزار، وزكريا غزيي وفيلم «الحياة مؤقتا» لمحمد الحشكي، و«عين الكاميرا» عمل جماعي لأحمد شهيم، جعفر مهنا، حمزة أبوهاني، عمر السلال، عبدالله شقير، وفيلم «لما بلشنا نحكي»، عمل جماعي آخر، «أصحاب» لبهار المصري، روان موسى، ساندرا أبوباعي، هيام عبدالهادي، وسيف العطعوط، إضافة إلى سلسلة أفلام من جمعية بيروت من لبنان وأفلام (سمات) للسينما المستقلة بالقاهرة مثل: «لها لسان تحكي»، «يوم في التاريخ»، «اختار صديقك» و«هواياتنا،» و«يوم الإجازة».
واختارت لجنة الأفلام في أيام عمّان المسرحية المكونة من المخرجة غادة سابا، والمخرج بشار شرف وألمى خصاونة إضافة إلى سيرين حليلة وجاء المحور الثاني للأفلام تحت عنوان «العرض الأول في عمّان» وفيه مجموعة من الأفلام الأردنية وأخرى من فرنسا، إسبانيا، وفلسطين وجميعها تعرض لأول مرة في عمّان تحكي كلا منها حكاية شخص/ أشخاص على شكل قصة شخصية يستقي منها حكايات متعددة، ومن بين تلك الأفلام «نقطة تحول» لسوسن دروزة، ويتناول حكاية المخرج المصري خيري بشارة أحد أبرز مخرجي السينما المصرية والذي كانت أعماله دائما خارج السائد منها، والذي قدم أعماله بطريقة حلول إنتاجية وإبداعية لسينما جديدة أعطت فرصة للناس البسطاء التعبير عن حياتهم بروح تسجيلية وحققت أكثر من نجاح نقدي وجماهيري.
ويشارك المخرج بشار شرف من الأردن أيضا بفيلمه (290) الذي يتناول حكاية إحدى الفتيات مع برنامج سوبر ستار ويسلط الضوء على الجانب الآخر من أسلوبية البرنامج الأثيري لدى قطاع واسع من المشاهدين العرب وما يجري في كواليسه.
وفي الفيلم الفرنسي «انترفوا» نحن إزاء تجربة تصوير الجزء الأول من فيلم فرنسي يجمع مواقف كوميدية وموسيقى أردنية لفرقة رم، وهو مستوحى عن قصة صحافي يؤدي كلمة في منطقة الشرق الأوسط ويعيد بناء مغامرته المحملة بحوادث جِسْام.
ويحكي فيلم «وهاب» لتوني سيرا عن مفهوم الحب، واللقاء والوداع في بلد مثل المغرب وتحديدا في مدينة طنجة وتلك الأساطير والموروثات الشعبية. أما الفيلم الإسباني «صغير مقابل كبير» فيتحدث عن لعبة كرة السلة ولقاء ما بين لاعب محترف يتدرب وآخر يعود - بعد غياب - إلى اللعبة كمتدرب ويقرران اللعب كواحد ضعيف أمام آخر قوي وهو عمل مليء بالدلالات والإشارات.
وتشارك المخرجة عزة الحسن بفيلم «قصة هاجر» عن امرأة فلسطينية ونضالها من أجل الحياة في فلسطين وتأثير ذلك على علاقتها بعائلتها.
ويتضمن المحور الثالث من العروض «زاوية مختلفة» أفلاما مثل: «سفر» لسنيثا شقير وديمتري خضر من لبنان ويحكي عن الطاقات والإمكانات الموجودة في المنطقة العربية بكشفه عن خبرات ومعارف كامنة داخل الناس في أكثر من مكان وأيضا هناك فيلم «المربع» لسوسن دروزة الذي يحكي عن الحرب الأميركية ضد العراق وانعكاسها على حياة امرأة محصورة أمام شاشة التلفزيون.
اختتمت أيام عمّان الوثائقية احتفاليتها بالفيلم الأميركي التسجيلي الطويل «الحرب العالمية الرابعة» الذي يحكي عن صور ومشاهد لنضالات شعوب العالم في مواجهة السياسة الأميركية في خمس قارات وفي مواقع لا يستطيع الإعلام أن يصل إليها، كل ذلك يتم بقالب من التضامن الإنساني والتفاصيل الحياتية غير المروية أمام شاشات الإعلام وشبكات الأخبار، إنه موضوع عن نساء ورجال في أكثر من مكان بالعالم من المكسيك، الأرجنتين، جنوب إفريقيا، فلسطين، كوريا، سياتل، جنوا، ومفهوم الحرب ضد الإرهاب من نيويورك إلى العراق، وكشف متين ورصين عن جوانب المشكلة الأساسية للعنف الذي يحاصر جميع البشر، ونضالاتهم المستمرة ضد الحروب، والجوع، والأمراض، والعولمة بحسب مفاهيم أصحاب الإعلام والمال، الفيلم يركز على المضامين الإنسانية في التحرر من قيود الهيمنة وأدوات النظام العالمي الجديد والذي يسميه الفيلم نظام العنف العالمي المخيف الذي يحاصر البشر جميعا
العدد 590 - السبت 17 أبريل 2004م الموافق 26 صفر 1425هـ