تفاءل المشاركون في مؤتمر «عربال» الحادي عشر الذي بدأ أعماله أمس بأداء صناعة الألمنيوم خلال السنوات المقبلة بناء على معدل نمو في الاستهلاك بلغ 7 في المئة خلال العام الماضي بسبب تحسن أداء الاقتصادات العالمية والطلب القوي الذي تولد في الاقتصادات المتطورة حديثا وخصوصا الآسيوية منها.

وأناب رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة في افتتاح المؤتمر الذي يشارك بحضوره نحو 600 شخص من كبار العاملين في هذه الصناعة، والمعرض المصاحب بمشاركة 30 عارضا.

واستعرض وزير النفط الشيخ عيسى بن علي آل خليفة في افتتاح المؤتمر أمس تطورات صناعة الألمنيوم في البحرين على مدى أكثر من ثلاثين عاما مشيرا إلى أهمية هذا القطاع في توليد قيمة مضافة للاقتصاد المحلي قيمتها 200 مليون دولار أميركي تعادل مابين 7 الى 8 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي وهذه المساهمة مرشحة للنمو الى 300 مليون دولار تعادل ما يتراوح مابين 10 الى 12 في المئة مع اكتمال التوسعة باضافة خط الصهر الخامس الذي يرفع انتاج الشركة من 512 ألف طن إلى 819 ألف طن سنويا الأمر الذي يجعل «ألبا» أكبر منتج منفرد للألمنيوم الخام خارج نطاق أوروبا الشرقية بحلول العام 2005.

كما أشار الوزير في كلمته الى نية الشركة التوسعة باضافة خط الصهر السادس الذي يرفع طاقتها الانتاجية الى أكثر من مليون طن سنويا. كذلك أشار الوزير الى أن مساعي «ألبا» الى تطوير ورفع طاقتها الانتاجية يتواكب مع بحثها الدائم عن أسواق جديدة وعملاء جدد لتسويق هذه الكميات من الانتاج ما دفعها الى توقيع مذكرة التفاهم حديثا مع شركة «الكوا» الأميركية الرائدة في انتاج الألمنيوم الأولي في العالم، والتي تمهد الى تملك «الكوا» لـ 26 في المئة من أسهم «ألبا» تقتطع من حصة الحكومة في الشركة والبالغة 77 في المئة، ومن المتوقع أن يتم بموجب هذه المذكرة استمرار امداد «ألبا» بمادة الألمومينا اللازمة لتوسعة المصهر بمعدل 2,2 مليون طن عند اكتمال خط الصهر السادس.

وفي هذا الصدد قال رئيس شركة «الكوا»، آلان بلدا لـ «الوسط» على هامش مؤتمر أمس إن الشركة ستتخذ قرارا نهائيا بشأن شراء حصة من أسهم «ألبا» في نهاية العام الجاري. والمعروف أن اتفاقا مدته خمس سنوات بين «ألبا» و«الكوا» توفر الأخيرة فيه الى «ألبا» امدادات خام الالومينا سينتهي مع نهاية العام المقبل، وقالت مصادر الشركة أن توقيع اتفاق شراء «الكوا» لأسهم «ألبا» سيلغي الحاجة الى تجديد توقيع الاتفاق لمواصلة الامدادات اذ سيدخل هذا ضمن اتفاق الشراء.

ومن جهته قال أمين عام سكرتارية «عربال» محمد علي النقي في كلمته الى المؤتمر أمس إن «الدراسات تشير الى زيادة الطلب العالمي على خام الالمنيوم ليصل الى 30 مليون طن خلال العامين المقبلين». وقال إن الاستهلاك تجاوز 27 مليون طن من الالمنيوم الاولي، وبلغ الطلب على مادة الألومينا 56 مليون طن في العام نفسه، كذلك تجاوز انتاج البوكسايت 144 طنا للعام نفسه.

وقال النقى على هامش المؤتمر لـ «الوسط»: إن دول منطقة الخليج التي يعادل انتاجها نحو 5 في المئة من الانتاج العالمي تسعى الى زيادته الى 10 في المئة خلال السنوات الخمس المقبلة بزيادة الطاقات الانتاجية القائمة وببناء المصاهر الجديدة.

ومن جانبه تفاءل بلدا بمستقبل جيد للصناعة استنادا الى مؤشرات السوق الحالية وارتفاع الطلب على الألمنيوم بحوالي 7 في المئة، ونمو الاستهلاك الصيني للالمنيوم بحوالي 20 في المئة، بالاضافة الى نمو الاقتصاد الهندي، بالاضافة الى توازن العرض والطلب ما يشير الى أن أية زيادة في الطلب ستؤدي الى رفع الأسعار التي شهدت اصلا زيادة مقدارها 300 دولار للطن خلال فترة الشهور الخمسة الماضية