العدد 2757 - الأربعاء 24 مارس 2010م الموافق 08 ربيع الثاني 1431هـ

الحمدان يرصد تحديات المسرح الخليجي في غياب الند

في ورقة عرضها بمركز كانو الثقافي

«تستوقفني كلمة التحديات حين ترد في قاموس واقعنا المسرحي الخليجي، ذلك أنها ترد غالبا في غياب الند، القادر على المواجهة، المتمكن من أدواته الفكرية والفنية، المدرك لحجم التحدي الذي ينوي تعاطيه أو استثماره أو مضاهاته»، هذا ما ذهب إليه الناقد المسرحي يوسف الحمدان في ورقة قدمها بعنوان «المسرح الخليجي في ظل غياب الند» بمركز كانو الثقافي بحضور مجموعة من المهتمين المثقفين ورواد المركز.

استهل الحمدان ورقته بحزمة من الأسئلة المتلاحقة «ما هي نوعية التحديات التي ينبغي علينا مواجهتها أو القبول بها كرافد ثقافي وفني وفكري ضروري لحراك مسرحي ممتد ومتنامٍ وكوني يتجاوز حدود المفردات التقليدية المتعاطاة في مسرحنا الخليجي؟

هل يمكن قبول الحديث عن العولمة والفضائيات والانفجار المعلوماتي والعصرنة وتجليات الحداثة كتحديات ينبغي على مسرحنا مواجهتها وهو لايزال غارقا في إشكاليات تفصل بينه وبين الغياب شعرة؟

هل يمكن الحديث عن التكنولوجيا في مسرحنا الخليجي في ظل غياب منتجها؟

هل يمكن الحديث عن المسرح الخليجي كظاهرة فنية وثقافية أخذت حيزها الطبيعي والمفترض في مجتمعنا الخليجي وبالتالي أصبحت مهيأة وتتملك قابلية تعاطي كل ما من شأنه أن يسهم في تجذيرها وتفعيلها أم أنها تراجعت لتصبح حتى دون هذا التحدي الذي يضمن في أقل المفترض إطار اللقاء بين المسرح وجمهوره؟

لماذا تراجع مسرحنا الخليجي عن سبعينيات وثمانينيات جمهوره الذهبي الذي كان في حينه يشي بقدرته على مواكبة التحولات السريعة في العالم وتحدياتها اللامتناهية أيا كان يأسه وبؤسه ليصبح في منطقة ضيقة وخانقة

في زمن لهاثي اختراقي نووي في كل تفاصيل إيقاعاته الحياتية اليومية؟

لماذا تشكلت هذه المفارقة الغريبة واللامقبولة في زمن يقتضي من أهل البوصلة الاعتراكية مد جسور الرؤية بفاعلية إلى المتجدد والمتغير والمتحدي بلا هوادة في هذا الكون؟

هل يمكن الحديث عن التحديات التي تواجه مسرحنا الخليجي في غياب الظاهرة المسرحية؟

إذن أيهما أولى في أن نطرق أبوابه؟ التحديات التي تواجه مسرحنا الخليجي أم أسباب غياب ظاهرة المسرح في الخليج باعتبارها تحديا سلبيا يقتضي منا مواجهته بشفافية للوقوف على إمكانات بث الروح في هذه الظاهرة أو استعادة بعض أنفاسها؟

وعن المسرح بوصفه ظاهرة أشار الحمدان إلى أنه تمثُل أمامنا مساحات اكتسبت مقومات تناميها واستمراريتها من قدرتها على خلق وبلورة فعلها التراكمي وفق رؤية جماعية مسئولة تدرك أهمية ودور اللقاء المسرحي الحي وتأثيره في المجتمع، فهل تحقق لدينا هذا الفعل التراكمي في مسرحنا الخليجي أم أن أوصاله تشتتت وانقطعت منذ منتصف الثمانينيات ليظل بعدها حالة استثنائية تقوم على جهود مسرحية استثنائية غير معضدة إلا بما أوتيت من حب ربما لا يشاركها فيه إلا من آثر أن يكون استثنائيا في الدعم والتلقي؟

كيف إذن يمكن لهذه الظاهرة أن تنمو وتستمر وتمتد وتتحدى وتواجه التحديات بمختلف أنواعها وهي غير المؤسسة على فعل تراكمي عريض ينخلق من قلب المجتمع وفيه ويعتمل معه وعيا ورؤية وأفقا؟

هناك تجارب مسرحية تطفو على السطح ولكنها سرعان ما تنحسر وتتلاشى، هناك تجارب تدفعنا لأن نضع أيدينا على قلوبنا باستمرار خشية أن نفقدها لأسباب تتعلق بعزل المستثنى من مجتمع ظاهرة التغييب للمسرح وغيابه.

وحول الاهتمام بالمسرح أكد الحمدان أنه لا يمكن أن تتأسس ظاهرة في المسرح دون إيمان الجهات المعنية بالمسرح والمسرحيين والمجتمع بدورها الفاعل والمؤثر والخلاق، والظاهرة بقدر ما تقتضي فعلا تراكميا متناميا ومتواصلا، تقتضي طاقات تتخلق من رحم الفرق المسرحية، وأعني هنا بالفرق المسرحية البؤر الجماعية التي حددت رؤيتها للقضايا التي ينبغي أن تطرقها في عروضها المسرحية ومن منطلق مستقل وفق اتجاه فكري نقدي شاخص يحدد بوصلة هذه الفرقة ومعملها المسرحي، لا من منطلق مزاجي النزعة، مرتبك، كسيح، مختل الرؤية والوعي، تارة مع هذه الرؤية وتارة مع تلك، تارة مع هذا الاتجاه وتارة مع ذاك، ينتظر الإيعاز من هذه الجهة أو تلك حتى يؤدي واجبه وبمجرد انتهاء فترة الإيعاز فض مولده وانحسر.

وأضاف الحمدان منتقدا أن هذا النوع من المزاج لا يمكن أن يؤسس لفرقة تؤسس لجمهور يزيدها اتساعا وحضورا في الأرض، كما تطلع الكاتب الراحل سعدالله ونوس في بياناته المسرحية الجديدة إلى تحققها، إنه النوع الطارئ والعابر الذي يعلن في كل سانحة عابرة طارئة موت الظاهرة المسرحية في خليجنا، وعليه نتساءل:

كيف نكون أهلا للتحديات الكبرى في هذا الكون ونحن أعلنا عجزنا عن تشكيل كياناتنا المسرحية التي عبرها ننطلق في فضاء هذه التحديات؟ ألا يعتبر السعي وراء تشكيل الفرقة المسرحية المستقلة ـ الطموح والحلم ـ تحديا لطاقتنا الفكرية والجسدية في المسرح؟ ألم نتساءل لماذا نحن نعمل في المسرح بمعزل عن أسئلتنا ما إذا كنا نعمل في حيز الفرقة أم دونها؟ ما إذا كنا نعمل من أجل العرض المسرحي ذاته أم من أجل الفرقة والعرض؟ ما إذا كنا نعرض للجمهور أم لضيوف العرض؟ ما إذا كان هذا العرض سيستمر بعد عرضه في أذهان الجمهور أم سينتهي وننتهي معه بعد العرض؟ أليست هذه الأسئلة جدير بأن يطرحها ويجيب عليها أو يؤججها من يعمل في حيز الفرقة؟ ألا تعد تلك الأسئلة أو بعضها تحديات تحدد مدى انتمائنا للمسرح من عدمه؟

وأضاف الحمدان إذا ما استثنينا الجهود التي يبذلها بجدية وفاعلية صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة من أجل بلورة الهيئة العربية للمسرح والتي من خلالها نلمس اتصالا فاعلا بكل ما من شأنه الارتقاء بالحركة المسرحية في الخليج والوطن العربي تغذي المسرح بالورش وبالدعم وبالتوثيق والنشر والترجمة وحرص هذه الجهود على التأسيس لمهرجان مسرحي نوعي ستنطلق باكورته في أبريل/ نيسان القادم، إذا ما استثنينا هذه الجهود فإن الظاهرة للأسف الشديد تأطرت في عروض المهرجانات والمناسبات، فبالرغم من أهمية المهرجانات المسرحية التي من خلالها يشاهد الجمهور باقة متنوعة من التجارب المسرحية ويتعرف على التماعات مسرحية تشي بمستقبل أدائي وتقني مميز، إلا أن هذه الظاهرة المهرجانية لا يمكن التعويل عليها في تأسيس ظاهرة مسرحية مجتمعية تستمد حضورها من تراكم فعلي في المسرح ومن نتاج مسرحي كلل حضوره بترشيحه للمشاركة في هذا المهرجان أو تلك المناسبة، فأغلب العروض التي تشارك في المهرجانات المسرحية الخليجية أعدت لهذه المهرجانات قبل الجمهور، ويشاهدها جمهور المهرجانات في الغالب، بل ان بعض العروض لا يشاهدها جمهور المنشأ على الإطلاق إذا اقتضى الأمر عرضها في بلد آخر، مثل هذه العروض كيف يمكن الاتكاء على قيمتها الفكرية والفنية في غياب إخضاعها لتحديات التلقي الذي كدنا نفتقده في المسرح اليوم والذي للأسف الشديد لم يسعَ مسرحنا الخليجي للتواصل معه باعتباره ركيزة أساسية لتشكيل ظاهرة الجمهور المسرحي بمختلف أنواعه وتباين أذواقه ورؤاه، وإذا كانت هناك ظاهرة لجمهور مسرحي فهي ظاهرة جمهور المسرح التجاري الهابط الذي أسهم مسرحيونا بسبب تقاعسهم وانصرافهم عن همهم المسرحي الجاد إلى فسح المجال لهذا الجمهور واسعا كي يكون لقمة سائغة بديلة في فم المسرح التجاري.

ألا تعد استعادة هذا الجمهور للمسرح النوعي في رؤيته وتوجهه تحديا من التحديات التي كادت أن تكون شاقة ومقلقة وامتحانا حقيقيا لأهل المسرح النوعي في مدى اهتمامه الجاد بلغة التواصل الحي والتفاعلية في المسرح؟

يبدو أننا بحاجة إلى قطع أشواط طويلة كي نكون على مقربة من التمثل لهذه التحديات أو في مواجهتها، ولا يمكن تمثلها أو تحديها إلا إذا تخلق الكيان المسرحي من منطلق كونه تيارا مسرحيا يخضع رؤيته وتجربته لمختبر فكري وفني دائم ومستمر ويكون مستعدا باستمرار لطرح الجديد والمغاير في بحثه وأسئلته التي يدشنها في مشروعاته المسرحية وقادرا على استثمار الرؤى التي من شأنها رفد هذه المشروعات.

وإذا كان لمسرح السبعينيات ما يبرر كونه تيارا مسرحيا اجتماعيا تقاطع مع الكثير من القضايا والمطالب المستنيرة التي كانت تطرح على أرض الواقع إبان تلك الفترة وتجسدها، فإن مسرح اليوم يوشك أن يهجر هذه القضايا والمطالب والتطلعات اجتماعيا وفنيا، وإذا كانت هناك ثمة رؤى راسخة بعمقها الفكري والتقني في مسرحنا الخليجي اليوم كتجارب المخرجين عبدالله السعداوي وسليمان البسام وحمد الرميحي وإبراهيم خلفان وعبدالله المناعي باختلاف رؤاهم وتوجهاتهم على سبيل المثال لا الحصر، فإن المشكلة التي تواجه هذه الرؤى هي العمل من خارج رحم الفرقة ووفق اجتهادات يقتضيها عرض التجربة في حينه، واشتغالها في حيز أوشك أن ينهي عقده الاجتماعي مع المسرح النوعي الذي تتحرك هذه الرؤى في أفضيته.

ألا يعتبر عجز مسرحنا الخليجي مجبرا أو مضطرا عن قدرته في أن يشكل تيارا مسرحيا مؤثرا في وسطه المسرحي والاجتماعي هو إقرار معلن بعجزه في أن يكون ندا لهذا التحدي الذي ينبغي أن يتخلق في رحم تجربته؟

كيف يمكننا الحديث عن حراك مسرحي في ظل عجزنا عن الإفراج عن هواء الرؤية بوصفه تيار التحدي في مواجهة الآخر وفي بناء وتشظية جسد الفعل المسرحي في المجتمع؟

ربما يبرر البعض عجزه عن تشكيل هذا التيار بغياب هامش الديمقراطية والعوائق الناجمة عن هذا الغياب والتي بوجودها يتعذر على المسرح والمسرحيين التحكم في قيادة دفة المسيرة المسرحية وتوجيه بوصلتها بسلاسة ويسر، ولكن ألا يعتبر هذا الغياب بمنسوباته المتباينة والمختلفة الدافع الفعلي والحقيقي لدى المسرحيين النوعيين في تحدي كل ما ينجم عنه؟ ألا يعتبر الصدى الرقابي وانعكاساته على صعيد جمهور المسرح والرأي العام دافعا آخر أكبر للتحدي؟ ألا يسهم هذا الصدى في توسعة رقعة التحدي؟ كيف إذن نتحدث ونتعلل بالغياب في ظل غياب من يواجهه ويتحداه؟

وبشأن التحديات المجتمعية دعا الحمدان إلى مواجهة صريحة - دعونا نواجه أنفسنا بصراحة وبشراسة خالصة، ألا تعتبر السلطة الدينية الضالعة بتطرفها وعنفها وإرهابها في أرض واقعنا الاجتماعي هي أقوى وأفظع السلطات التي من شأنها أن تئد أي فن وجمال وحياة يتنفسون على هذه الأرض؟ ألا تعتبر مواجهتها أولى وأهم التحديات التي ينبغي أن يتسلح بها وعي المسرحيين؟ إذن لماذا يترك الحصان وحيدا حسب الشاعر الراحل الباقي محمود درويش في مواجهة هذه السلطة المتناسلة بهوادة في وعلى هذه الأرض؟ لماذا نترك أبو حيان المؤلف المخرج حمد الرميحي وهاملت المخرج الروائي سليمان البسام وعاصفة المخرج عبدالله السعداوي يواجهون هذا الحصار الأرعن الفاتك والمركب دون رفد مسرحي مواز يخلق ويعزز التحدي بوصفه صنوا ملازما للظاهرة المسرحية؟

وحول دور المؤسسات المسرحية تابع الحمدان لنقترب من الكارثة أكثر، وتحديدا معاهدنا وأكاديمياتنا المسرحية والتي من شأنها أن تشكل أفقا نوعيا يرفد هذه التحديات ولنتساءل: ما الذي يدعو بعض طلبتها وأساتذتهم إلى العمل مع مسارح النقيض لما يتلقونه مسرحيا في هذه الأكاديميات والمعاهد؟ ما الذي يدعو بعض القائمين على تولي مهامها الأكاديمية إلى تبني الأفكار العقائدية الضيقة ودسها بخبث فاضح في التجارب المسرحية التي تعرض في هذه الأكاديميات أو خارجها؟ أليست هناك مؤامرة فعلية ضد المسرح النوعي الجاد والمستنير والخلاق؟ ألا يمكن أن تنبع مثل هذه المؤامرة من بيئة هذه المعاهد والأكاديميات؟

مجرد سؤال يروم البحث عن أسباب ازدواجية وتداخل بل وتفاعل هذه اللغة في النقيضين؟ ألا تعد مواجهة مثل هذه المؤامرة واحدة من أهم التحديات التي ينبغي على أهل المسرح النوعي الوقوف عليها وتأملها بعين شاخصة وفاحصة؟

وبخصوص تحديات الورش المسرحية تابع الحمدان حتى الورش المسرحية التي تنظمها هذه المعاهد والأكاديميات وبعض المؤسسات الثقافية والفنية الرسمية في الخليج تتكئ في معطياتها ومحاورها ـ غالبا ـ على الجانب التقني الخالص في تدريب الجسد أو في تشكيل الفضاء المسرحي دون أدنى وقوف على الفكر الذي أنتجها ولماذا أنتجها وكما لو أن هذا الجانب التقني صالح لكل مكان وزمان ولكل عقيدة ومذهب ولكل من هب ودب، والدليل أننا نشاهد أحيانا عروضا مسرحية متميزة في معطياتها الأدائية والتقنية الورشية ولكنها للأسف الشديد متخلفة في معطياتها الفكرية، هذا إلى جانب تعاطي هذه الورش باعتبارها ملخصات لتجربة مختبرية عميقة وباحثة وغالبا ما يجري اختبارها من غير مؤسسيها أو الدارسين لها أو تلاميذها العارفين بتفاصيلها أو الضالعين في اختبارها عبر تجاربهم، وهذه طامة أخرى ابتلت بها بعض عروضنا المسرحية في الخليج، حيث لا يمكن إزاء هكذا حال أن يتشكل اتجاه في المسرح، حال لا تأبه بالمنتج الفكري للورشة وتتعاطى الاتجاه بوصفه ملخصا، تخبط وابتسار لوعي مسئول وعدم مراكمة مسئولة لمنتج الورشة المتعاطاة، وزعم بالتجريب في غياب أبجديات استيعابه فكرا وفنا، كيف يمكن إزاء هكذا تشويش أو (تلبيخ) خلق تيار مسرحي متنامٍ وممتد ومتفاعل مع فضاء التلقي الأوسع؟ لذا يمثل الفكر الورشي أمامنا بوصفه واحدا من التحديات التي يتأسس على ضوئها الوعي المسرحي النوعي الخلاق والذي بدوره يسهم في مد جسور التواصل الفاعل مع الجمهور.

وخلص الحمدان في ورقته إلى أن الفكر لا يمكن له أن يتجذر ويتفعل حضوره الخلقي في بيئة ترفضه وأحيانا تمقته، لا يمكن أن يتأجج وهجه دون وعي يستبره ويتمثله ويؤمن به وينافح من أجله بوصفه إكسيرا أو كسيجنيا لازما للاستمرار على هذه الأرض الشائكة، وحاضنة هذا الفكر تتجسد في مركز للأبحاث المسرحية مهمته الاشتغال على كل ما من شأنه تدعيم ركائز المسرح على هذه الأرض وفتح الآفاق واسعة أمام المشتغلين فيه لاكتشاف مناطق خلق مسرحي أخصب وأبدع، فهل يوجد في مسرحنا الخليجي مركز للأبحاث المسرحية يؤسس لمسرح نوعي متنوع وخلاق ولباحثين يتملكون قراءات فكرية مسرحية من شأنهم إضاءة المسرح وجمهوره باستمرار أمام المشتغلين في أفضيته برؤاهم الفكرية والمعملية؟ ألا يعد هذا المركز الذي نحلم بتحققه على أرض الواقع الخليجي منذ عقود تحديا يواجه المؤسسات المعنية بالمسرح والمسرحيين أنفسهم؟ هل تحركت أو (تزحزحت) الاتحادات والجمعيات المسرحية في الخليج من أجل المطالبة بتأسيسه؟ وهل غاب عنها أنها طرف مسئول في تأسيسه في كياناتها؟ أم أن هذه الاتحادات والجمعيات تعمل في ظل غياب الفرق التي تمثلها وفي ظل غيابها ذاته؟ هل حلمنا يتفرع إلى درجة بات فيه التحدي ملتبسا على رؤسنا؟ هل نعتبر مركز الأبحاث المسرحية تحديا لإنجاز وعي مسرحي مغاير أم نعتبر هذه الاتحادات والجمعيات تحديا لوجود بدائل عنها وأكثر أهمية وفاعلية وجدوى منها؟

هل يكفي أن يقتصر هم هذه الاتحادات والجمعيات على تمثيل البلد في المهرجانات المحلية والخارجية بعرض من العروض المسرحية التي تنتجها هي أو تنتجها الفرق المسرحية أم أن همها ينبغي أن يقف على الإشكالات التي تواجهها الفرق المسرحية والمسرحيون وكيفية التغلب عليها ودراسة الواقع المسرحي بكل جوانبه وكيفية إنعاش حراكه في المجتمع ودراسة أسباب عزوف الجمهور عن المسرح والتخطيط لمستقبل هذا المسرح والوقوف على أسباب محدودية وتردي البنى التحتية للمسرح وكيفية التفكير في خلق أفضية جديدة للمسرح والمطالبة باستمرار ودون هوادة لتفريغ من يستحقون التفريغ للمسرح ومواجهة المؤسسات التربوية والطفلية .

العدد 2757 - الأربعاء 24 مارس 2010م الموافق 08 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً