العدد 2760 - السبت 27 مارس 2010م الموافق 11 ربيع الثاني 1431هـ

لن نرث الماء من آبائنا بل نقترضه من أبنائنا (3)

هيلاري رودام كلينتون comments [at] alwasatnews.com

لذلك السبب، سنعتمد نهجا يطال كافة هيئات الحكومة حيال هذه المسألة.

وإلى جانب وزارة الخارجية ووكالة التنمية ومؤسسة التحدي الألفية نقوم بتوظيف خبرات هيئات تقنية ومعارف مجموعة هيئات الاستخبارات وأفضل الممارسات لدى أولئك الذين كانوا يعملون على معالجة هذه التحديات هنا في الولايات المتحدة.

ومثال على ذلك مبادرة مشتركة ترعاها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لتأسيس نظام رصد وتصوير للأرض في جبال الهمالايا. ذلك لأن الأنهار الجليدية في سلسة الجبال تلك هي بمثابة برج تخزين لمياه آسيا يمد بالمياه أكثر من 1.4 مليار إنسان وبالتعاون مع بلدان مجاورة تعكف وكالة التنمية وناسا على تطوير نظام يقدم صورة أوضح للعرض والطلب على المياه في المنطقة ويسهل جهودا للتكيف مع التغير المناخي.

وفي الوقت الذي نتواصل فيه داخل هيئات الحكومة الأميركية للمساعدة في التصدي لهذه التحديات سنحتاج لتوظيف الطائفة الكاملة لروابطنا خارج الحكومة.

ولهذا السبب فإن الجانب النهائي لجهودنا في مجال المياه يقضي بتوسيع مدى شراكاتنا. وبتركيزنا على مقوماتنا وتوظيف جهودنا في مقابل ما يقوم به آخرون سيكون بمقدورنا أن نحقق نتائج تفوق نتائج مجموع الأجزاء المنفردة.

كما أن المنظمات غير الحكومية وغير الربحية، بما فيها منظمات ممثلة هنا اليوم، تمارس دورا محوريا كعناصر تنفيذ ودفاع عن قضايا المياه. وهناك مؤسسات خيرية من القطاع الخاص مثل مؤسسة بيل وميليندا غيتس، ومؤسسة كونراد هيلتون، ومؤسسة روتاري الدولية، التي يتزايد تعاطيها بمسألتي المياه والصرف الصحي.

والقطاع الخاص مجال آخر حيث نحتاج أن نقيم أواصر أقوى معه. فبعض من شركاته مثل شركة كوكاكولا وشركة بيسبسيكو، لديها مصالح أساسية متصلة بقضايا المياه وسجل بالعمل على ترقية معايير الماء وكفاءتها. لكن حتى في الصناعات التي تبدو غير مكترثة بالمياه فإن تركيزا على هذه القضايا يمكن أن يكون له أثر ملحوظ. على سبيل المثال شركة إنتل التي حافظت عن طريق الاقتصاد على أكثر من 30 مليار غالون (113 مليار ليتر) من الماء في العالم قاطبة على مدى العقد المنصرم.

ونحن نرغب في أن نحدد فرصا استراتيجية للعمل مع شركات القطاع الخاص واستقدام مهاراتها الفنية واجتذاب رساميلها ليكون لها أثر على معالجة التحديات التي تجابه قطاع المياه. وفي وزارة الخارجية نعكف على تأكيد أهمية قضايا المياه ضمن «مبادرات الشراكات العالمية».

ويوم الثلثاء، 23 مارس/ آذار الحالي، سننظم أول ما أتوقع أن تكون لقاءات عديدة مع شركات كبرى ومؤسسات لدراسة كيفية معالجة تحديات المياه بصورة أفضل من خلال شراكات مشتركة من القطاعين العام والخاص والعمل سوية نحو تعاون طويل الأجل.

والآن إن دمج هذه الروافد الخمسة من العمل في مسار نهر جبار يخترق كافة أقسام أجندتنا الدبلوماسية والتنموية لن يكون سهلا. لكن لحسن الحظ لدينا فريق مناسب لتلك المهمة. فقد طلبت من وكيلة وزارة الخارجية أوتيرو ومدير وكالة التنمية راج شاه أن يقودا عملنا في هذا الملف. ولولا سفر راج هذا اليوم لكان معنا هنا.

لكن هذين المسئولين سيعملان على ضمان أننا سنعتمد نهجا شاملا.

فبغض النظر عما إذا كنا نعمل على إدارة مستجمع مائي أو مسألة الكفاءة أو الصرف الصحي أو الإنتاج يتعين علينا أن ننظر إلى تلك التحديات بصورة مكتملة وسيكون المسئولان مكلفين بالمحافظة على الصورة الأشمل في ذهنهما.

وهكذا، مع مضينا قدما سيساعدانا في تحديد ما الذي يعمل وما الذي لا يعمل. وسيساعدانا في الاستثمار في هذه المناهج التي تثمر نتائج مستدامة وقابلة للقياس. وسنتمكن من الحفاظ على تصور أطول أجلا لهذه التحديات. وعلينا أن نتيقن أن العمل الذي نقوم به في قضايا المياه لن يكون عملا آنيا فحسب بل في الحقيقة يثبت بقاءه على مدى الزمن.

وفي الوقت الذي نجابه هذا التحدي فإن من الأمور التي ستحافظ على ديمومتها التزام الولايات المتحدة بقضايا المياه. ونحن في هذا للمدى البعيد. وأنا على قناعة أنه إذا نجحنا في تمكين المجتمعات والبلدان من مواجهة تحدياتها وتوسيع مساعينا الدبلوماسية والقيام باستثمارات رشيدة وتشجيع الابتكار، وبناء شراكات فعالة، سيكون بمقدورنا أن نحرز تقدما حقيقيا وأن نغتنم هذه الفرصة التاريخية.

صحيح أن علينا الآن أن نقوم بذلك من أجل أنفسنا لكن ينبغي علينا أيضا أن نفعل ذلك للأجيال المستقبلية. ونحن نلمس رؤية واحدة لمستقبل المياه العالمية في أماكن مثل صنعاء العاصمة اليمنية، حيث تجابه المدينة أخطارا محدقة بنفاد المياه الجوفية في السنوات القادمة.

لكن ثمة فرصة بمستقبل أفضل بكثير حيث نلتقي سوية فعلا لاتخاذ قرارات لتأمين موارد (الماء) للأجيال القادمة. وهذا ليس لمنفعة أفراد فحسب بل للمساعدة في إيجاد غد حيث يبدي جميعنا احتراما أكثر لبيئتنا وتقديرا أكبر للمياه التي هي جوهر الحياة، وأن نثمن أكثر إنسانيتنا المشتركة.

إن الماء الذي نستخدمه هذا اليوم كان يجري وينساب في الأرض منذ بداية الدهر. وهذا الماء يجب أن يسند البشرية طوال عمرنا على هذه الأرض. وبهذا المعنى إننا لن نرث هذا المورد من آبائنا بل إننا في الحقيقة، وكما تذكرنا ثقافات محلية كثيرة، نقترضه من أبنائنا. ورجائي هنا هو أنه من خلال جعل ملف الماء قضية ذات أولوية بل أولوية قصوى في حواراتنا الوطنية والدولية سيكون بمقدورنا أن نمنح أبناءنا وأحفادنا المستقبل الذي هم جديرون به

إقرأ أيضا لـ "هيلاري رودام كلينتون"

العدد 2760 - السبت 27 مارس 2010م الموافق 11 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:42 ص

      مواطـــــــــــــــــــــــــــــن

      أنتي لو شاطره بهالموضوع وأعني (الماء) كان حافظتي على الماء

اقرأ ايضاً