العدد 2764 - الأربعاء 31 مارس 2010م الموافق 15 ربيع الثاني 1431هـ

«بداية البدايات» للخزاعي مع أوديب وإليوت وشكسبير

دشّن محمد الخزاعي كتابه الذي يضم مجموعة مقالاته المختارة في النقد الأدبي والذي حمل عنوان «بداية البدايات»، وذلك ضمن برنامج الفعاليات المرافقة لمعرض البحرين الدولي الرابع عشر للكتاب، بحضور المهتمين بمسائل النقد الأدبي والقصص العالمية، إلى جانب المسرح البريطاني وتجارب منتصف السبعينيات في مقارنة ومقاربة لفكر كبار أدباء العرب والغرب.

إذ يشكّل «بداية البدايات» الانطلاقة الفعلية للخزاعي في عالم الكتابة ومجالات النقد والتحليل، من خلال نشر هذه المجموعة من المقالات في صحيفة «الأضواء» الأسبوعية بنهاية الستينيات وبداية السبعينيات، حيث أعاد نشرها في كتابه ليجدّد الرؤية الثقافية آنذاك، ويبرز محاولاته في تفكيك القضايا الأدبية والمسرحية، ولينقل ممارساته المعرفية خلال معايشته لمراحل النمو المسرحي في بريطانيا والبحرين. وقد تنوّعت المادة العلمية والمحتوى الأدبي المطروح عبر تناولها في ثلاثة محاور رئيسية، هي: النقد المسرحي، النقد الأدبي والقصة القصيرة المترجمة، فكانت الفرصة لمناقشة الاختلافات الفكرية ونقل ولع الخزاعي بالأدب والفن والمسرح.

وقد استعان المؤلف بمقالاته كشواهد تاريخية في سرد البعد الثقافي لتلك الفترة الزمنية، وجاء البحث في الفن المسرحي ليطرح مأساة أوديب الشهيرة عبر التطرق إلى معالجات كلٍّ من توفيق الحكيم وعلي سالم، ومناقشة التباين في طبيعة المعالجة الدرامية والمقارنة ما بين الرؤية للجيلين. كما تضمّن الباب الأول مجموعة من الدراسات في النقد الدرامي التطبيقي لأعمال مسرحية حضرها الكاتب فترة دراسته في بريطانيا في مقالتين بعنوان: «مجلس الحب» و»حكاية الشتاء». في حين أن الباب الآخر، قد خُصِّص لدراسات في النقد الأدبي كان من أهمها تلك التي تناولت الشاعر والناقد الأميركي إليوت، والكاتب الروائي البريطاني ديكنز. وفي محاولة لفهم المسرحية التاريخية من منظور شكسبير، فقد عالج الخزاعي من خلال نص «شكسبير والتاريخيات» عدة أفكار، تاركا الكثير من التساؤلات حول فكر هذا الشاعر الإنجليزي. إضافة إلى ملامسة الرابطة «بين المسرح والدين» في دراسة وتحليل لنشأة الفن المسرحي وتطويره كنمطٍ أدبي في بداياته الدينية، وحتى تفاعله وتجاوبه مع المجتمع الكنسي بمسرحيات تناولت المعتقدات، الآلام، الأسرار والمعجزات، ومسرح الأخلاق. وقد انتهى في بابه الثاني إلى مسرح أوال البحريني الذي شخّص بداياته وواقعه. وأخيرا فقد ترجم الكاتب مجموعة من القصص العالمية وروائع الفن الكتابي لدى بعض الكُتّاب ليعيد تصحيح النظرة إلى مفهوم القصة القصيرة واستدراك اللبس في تقنياتها الكتابية.

وفي اهتمامٍ بهذه البدايات، فقد كان اللقاء بجمهور الدراسات الأدبية والنقدية ثريا، إذ سنحت لهم الفرصة بالتعرف إلى طبيعة الفكر أيام السبعينيات، وتناول أبعاد هذه المعالجة الدرامية والتاريخية في مرحلة توثيقية لبداية الانطلاق المسرحي.

العدد 2764 - الأربعاء 31 مارس 2010م الموافق 15 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً