العدد 2767 - السبت 03 أبريل 2010م الموافق 18 ربيع الثاني 1431هـ

سوق النفط الإفريقية تؤكد حجم النفوذ الآسيوي

تبرز سوق النفط الخام في غرب إفريقيا بوضوح مدى تحول موازين القوة في عالم النفط، إذ يعصف بها انخفاض في الطلب الآسيوي المهم.

وتسبب هذا في إضعاف كل أسعار خامات غرب إفريقيا على مدار الشهر الأخيرة، مما يسلط الضوء على تعاظم نفوذ المشترين الآسيويين في سوق كان تركيزها ينصب من قبل على إمداد مصافي التكرير الأميركية.

وكان سعر خامات النفط الثقيلة المنتجة في خليج غينيا والتي يقبل عليها المشترون الصينيون هو الأكثر معاناة في الأسابيع الأخيرة لكن أسعار الخام الخفيف التي غالبا ما تمليها التغيرات في الطلب الأميركي تراجعت هي الأخرى.

وقال متعامل في نفط غرب إفريقيا «الخامات الخفيفة التي لا يقبل الصينيون على شرائها حل بها الضعف وهو ما يظهر الأثر النفسي الذي قد يكون للطلب الآسيوي حتى عندما يكون الطلب الأميركي ضعيفا لكن مستقرا».

وقال تجار إن تكلفة خام داليا الأنغولي الثقيل التي تحسب قياسا إلى عقود برنت تراجعت نحو 50 في المئة مع هبوط الطلب الصيني بسبب انخفاض هوامش أرباح التكرير.

وساهم هذا في تراجع سعر خام كواي ايبو النيجيري الخفيف الذي عادة ما يكون أكثر تأثرا بقوة الطلب الأميركي على البنزين.

وفي ظل تراجع إمدادات الخام الثقيل وانخفاض أسعار الخامات الخفيفة لغرب إفريقيا بمقدار النصف على مدى العامين الأخيرين زاد الاهتمام الآسيوي بكل أنواع الخام التي تنتجها أنغولا ونيجيريا وغينيا الاستوائية وجمهورية الكونغو وهو ما أسفر عن تقلبات في الأسعار.

ويقول محلل النفط في جيه.بي مورجان لورانس ايجلز «حدث بلا ريب تحول في قوة تحديد السعر باتجاه الشرق».

«التغير الثاني بالنسبة لغرب إفريقيا هو أن أوبك خفضت الإنتاج. يعني هذا توافر كميات أقل من الخامات الثقيلة عالية الكبريت مما يعني لجوء شركات التكرير إلى الخامات الخفيفة منخفضة الكبريت».

كانت تخفيضات المعروض التي طبقتها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والتي تركزت غالبا في الخامات الثقيلة لا الخفيفة قد ساعدت على تقليص الفجوة بين مختلف خامات غرب إفريقيا مما عزز الإقبال الآسيوي.

واشترت الهند كميات أكبر من نفط غرب إفريقيا الخفيف منذ تفجر الأزمة الاقتصادية حيث يطرح المنتجون في نيجيريا وأنغولا مزيدا من الخام بأسعار مغرية في ظل ضعف الطلب من جانب المستهلكين الغربيين.

وقالت مديرة تحليل النفط لدى بيزنس مونيتور انترناشونال في لندن هولي باتندن «يقوم المنتجون الأفارقة بإعادة توجيه إنتاجهم صوب آسيا ونلحظ أن مزيدا من منتجي النفط يتطلعون إلى الشرق بدلا من الغرب».

ومع تعافي الاقتصادات المتقدمة سيتحسن الطلب على الوقود ومن المرجح أن تتأثر أسعار خامات غرب إفريقيا بدرجة أكبر بالولايات المتحدة وسائر المشترين الغربيين.

لكن كلا من وكالة الطاقة الدولية وأوبك تقول إن الطلب في الدول المتقدمة لن يعود إلى مستويات ما قبل الأزمة مما ينبئ بتنامي النفوذ الآسيوي. وقالت باتندن «أعتقد أن هذا الاتجاه العام سيتمدد ويتسع نطاقه»

العدد 2767 - السبت 03 أبريل 2010م الموافق 18 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً