يحيي الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين وعمال البحرين - للعام الثاني على التوالي - «عيد العمال» اليوم، بعد نضال عمالي دام عشرات السنين وبعد تضحيات ومطالب لم تتوقف، وذلك في حفل سنوي يقام بالمناسبة وبرعاية عاهل البلاد، وبمسيرة عمالية تنطلق من أمام مجلس النواب حتى مقر الاتحاد في العدلية.

يأتي «عيد العمال» في وقت مازالت فيه الكثير من القضايا العمالية عالقة لم تجد من يحلها، ليبقى الاتحاد النقابي يراوح في مكانه يطالب هنا وهناك بحل قضاياه على رغم استطاعته - بحزمه - أن يكسب معركة اختيار ممثلي العمال في مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية المعنية بالتأمين على العاملين في القطاع الخاص، والضغط على الحكومة للموافقة على تشكيل لجنة ثلاثية تشمل أطراف الإنتاج (العمال، وأصحاب العمل والحكومة) لإعادة صوغ قانون العمل الجديد، كما أعلنت بذلك وزارة العمل.

إلا أنه - ومع كل ذلك - لاتزال الكثير من القضايا العمالية تتأرجح، ومن أهمها إلغاء تعميم ديوان الخدمة المدنية الذي يحرم بموجبه قيام أية نقابة عمالية في القطاع الحكومي، على رغم مخالفته الصريحة للمرسوم (33) بقانون النقابات العمالية، وقضايا الخصخصة وأن يكون له دور في تعديل القوانين كافة التي تنظم عمليات الخصخصة.

بيانات بمناسبة عيد العمال من مؤسسات المجتمع المدني

بيان «الوفاق»

أكدت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية دعمها لمطالب عمال البحرين من خلال اتحادهم العام وعدم التفريط في مكاسب وجدت في التشريعات السابقة أو انتزعها ممثلو العمال عبر سنوات طويلة من النضال النقابي. ويتضمن هذا المطلب افساح المجال لنمو الاتحاد من خلال ادوار طبيعية تمثل حق العمال في حماية وتثبيت حقوقهم المنتقصة طوال السنين الماضية، ويأتي في المقدمة المشاركة بشكل أساسي في مراقبة ورعاية مدخرات العمال في الهيئة العامة للتأمينات وصندوق التقاعد وصوغ تشريعات وآليات الحماية ضد التعطل والعجز والاعاقة.

ودعت «جمعية الوفاق» الجهات المعنية للتعاون من أجل ارساء الحماية الكافية في سوق العمل ضد التسريح والفصل التعسفي، وعدم تحميل العمال نتائج الهيكلة الاقتصادية والخصخصة.

وشددت على ضرورة تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي من خلال التسهيلات المطلوبة والقوانين اللازمة لتوفير فرص عمل أكثر تغطي حاجة الأعداد الهائلة من الخريجين في كل عام، مؤكدة دعمها لمطالب العاطلين في الحصول على فرص عمل - من دون تمييز طائفي أو غيره - بحيث تتناسب وامكاناتهم وتحقق لهم المستوى المعيشي المطلوب آخذين في الاعتبار حدا أدنى للأجور يتعدى خط الفقر.

كما أكدت أهمية التدريب المهني والعلمي وتطوير مخرجات التعليم لتتناسب ومطلبات سوق العمل.

جاء ذلك في بيان أصدرته «جمعية الوفاق» بمناسبة عيد العمال قالت فيه «يأتي الأول من مايو/ أيار يوم العمال العالمي لهذا العام متوافقا مع ذكرى مولد رائد الحرية والعدل والمساواة خاتم المرسلين النبي محمد (ص). وإذا كانت المصادفة وراء هذا التزامن بين التاريخ الميلادي والهجري، فإن لهذا التوافق معنى أكبر، ففي هذا اليوم وإذ يحتفل عمال العالم برفع شعارات الانصاف والعدل وحق العمل والحماية من مخاطر الفقر والبطالة وفقد مصدر لقمة العيش، نستلهم من الرسول العظيم (ص) مبادئ المحافظة على الأجير واعطاءه حقه قبل أن يجف عرقه، كما قال على آله وصحبه البررة الصلاة والسلام».

بيان «العمل الوطني»

بمناسبة احتفالات البلاد بعيد العمال العالمي في الأول من مايو/ أيار قامت اللجنة العمالية بجمعية العمل الوطني الديمقراطي بتنظيم سلسلة من الفعاليات الداعمة لهذا اليوم المجيد، إذ أصدرت بطاقة تهنئة للعمال، كما أعدت ملفا بشأن الوضع العمالي سيصدر في العدد المقبل من نشرة «الديمقراطي»، إضافة إلى تنظيم سداسية رياضية في كرة القدم وذلك بالتعاون مع لجنة المشروعات والأنشطة بالجمعية، إذ ستقام على ملعب نادي طيران الخليج اليوم، وسيقام على هامش المسابقة الرياضية يوم ترفيهي لأعضاء الجمعية.

ويذكر أن عدد المشاركين في السداسية الرياضية بلغ 100 لاعب تقريبا من الشباب والكبار.

كما أصدرت الجمعية بيانا بهذه المناسبة أكدت فيه أهمية الدفاع عن حقوق ومصالح العمال وصغار الموظفين كما أكدت وقوفها ومن دون تردد مع الحركة العمالية في نضالها الدؤوب.

وجاء في البيان: «تحتفل شعوب العالم في الأول من مايو بعيد العمال العالمي، وذلك تقديرا للطبقة العاملة والسواعد المنتجة التي تقوم على قوة عملها واخلاصها وانتاجيتها ركائز التنمية المستدامة والاقتصاد، إذ تستفيد فئات وطبقات المجتمع من ثمار هذا الجهد والانتاج العمالي. وإذ نحتفل في البحرين بهذا اليوم المجيد وقد حققت الحركة العمالية انجازات ملموسة، فقد تشكلت النقابات العمالية وعقدت مؤتمرها التأسيسي في 14 يناير/ كانون الثاني الماضي وأسست اتحادها العام لنقابات عمال البحرين، الممثل الشرعي والوحيد للطبقة العاملة البحرينية، وإذ أصبحت أمام الحركة العمالية تحديات كبيرة لعل أبرزها الحاجة الملحة إلى وحدة الصف العمالي ورفض الانشقاقات وتأكيد شرعية وتمثيل الاتحاد العام لنقابات العمال للطبقة العاملة والنقابات العمالية وضرورة إلغاء التمييز في حق التنظيم النقابي في جميع القطاعات بما فيها حق تشكيل النقابات في القطاع الحكومي، فوحدة الصف العمالي هي الكفيلة بمواجهة التحديات وانتزاع الحقوق وافشال أية مخططات للنيل من مصالح العمال.

بيان «الشباب الديمقراطي»

أكدت جمعية الشباب الديمقراطي البحريني دعمها للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين والعمل على تكتيل جميع جهود القوى العمالية في جبهة واحدة لتحقيق مكاسب أكثر للطبقة العاملة، كما أكدت وقوفها مع الاتحاد فيما يتعلق بقضية الحد الأدنى للاجور والعمل على ايجاد فرص عمل متكافئة بين أبناء الشعب والسعي إلى توفير التدريب للعمالة الوطنية وإحلالها مكان العمالة الأجنبية وأكدت حق العمل في مستقبل وظيفي آمن ومستقر ولائق والعمل على وضع حد للفصل التعسفي الذي بدأ ينتشر في البلاد من جراء تنفيذ سياسات الخصخصة من دون اعتبار للابعاد الاجتماعية وأمن واستقرار العمال في وظائفهم، في ظل ظاهرة البطالة التي اخذت تزداد حدة وأمام فشل سياسات احلال المواطنين محل العمالة الأجنبية الوافدة وكذلك فشل سياسات تقليص الاستقدام من الخارج.

بيان «المستقبل النسائية»

قالت جمعية المستقبل النسائية في بيان أصدرته بمناسبة يوم العمال «يأتي احتفالنا بهذه المناسبة في هذا العام وقد تحققت عدة انجازات للمرأة البحرينية العاملة، وفي مقدمتها إنشاء نقابات للعاملات في مصانع الألبسة الجاهزة وفي قطاع التمريض وغيرهما. كما تثبت هذه المرأة الكادحة يوما بعد يوم جدارتها وكفاءتها في القيام بواجباتها في العمل على أكمل وأبهى وجه».

وذكر بيان الجمعية أنه «وفي الجانب المقابل، فمازالت المرأة البحرينية العاملة تواجه معوقات كبيرة، مؤدية إلى تدني أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية في مقابل الرجل، فهناك تواضع أجرها نسبة إلى أجر الرجل، واستمرار حال التمييز ضدها في العمل ومواقع الانتاج. كما أن النساء مازلن يواجهن معدلات أكبر من البطالة على رغم اقتحامهن الكثير من المجالات فهناك حوالي 500 خريجة نظام فصل عاطلات. وباختصار، فإن المساواة الحقيقية في فرص العمل بين الرجال والنساء لاتزال بعيدة المنال»