العدد 615 - الأربعاء 12 مايو 2004م الموافق 22 ربيع الاول 1425هـ

بوش يجدد شروطه لرفع العقوبات عن سورية

قال الرئيس الأميركي جورج بوش في بيان «لو أظهرت الحكومة السورية نية حقيقية للوصول إلى سلام حقيقي من خلال مواجهة الإرهاب والعنف، ووقف السعي إلى تطوير أسلحة الدمار الشامل، واحترام سيادة واستقلال لبنان، سترد الولايات المتحدة بإيجابية بشأن العقوبات الاقتصادية التي وقعت في وقت سابق أمس الأول». إلى ذلك اتهم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى «إسرائيل» بالوقوف وراء القرار الأميركي.


واشنطن ومشكلة الحدود المستعصية بين سورية والعراق

دمشق - فايز سارة

منذ دخول القوات الأميركية العراق في ربيع العام 2003، برز موضوع الحدود السورية العراقية في حساسيات العلاقات السورية الأميركية، ذلك ان واشنطن اعتبرت حدود العراق مع سورية ممرا لتسلل من وصفتهم بـ «الإرهابيين» الذين يدخلون العراق لمقاتلة قوات التحالف فيه وخصوصا القوات الاحتلال.

وكما هو معروف، فإن معارضة سورية للحرب على العراق في العام 2003، أعطى فرصة لمناهضي الحرب والمعادين للولايات المتحدة استغلال الأراضي السورية والمرور عبرها إلى بغداد، ولم يقتصر الأمر في هذا على وافدين من العرب والمسلمين، بل شمل أعدادا من السوريين، وقد توجه آلاف المتطوعين عبر الحدود السورية إلى العراق قبل وخلال الحرب الأميركية - البريطانية.

وكان انهيار السلطة العراقية في مواجهة قوات الاحتلال، وتصاعد الاتهامات الأميركية لسورية بفتح حدودها لمرور المتطوعين الذاهبين إلى العراق لقتال القوات الأميركية سببا في إعلان دمشق إغلاق حدودها لجهة العراق، وتأكيد أنها لا تسمح بأي مرور لمتطوعين عبر حدودها، لكن التأكيدات السورية لم تضع حدا للاتهامات الأميركية، ولا لتصاعد التهديدات ضد بلاده بوصفها «لا تتعاون» مع واشنطن في موضوع العراق وهو أمر يتضمن اتهام دمشق بعدم إحكام قبضتها على الحدود مع العراق، طبقا لمحتوى رسالة بعث بها وزير الخارجية باول إلى الرئيس بشار الأسد حديثا، قامت السفيرة الأميركية في دمشق مارغريت سكوبي بتسليمها لوزير الخارجية فاروق الشرع «ركزت على ان لسورية مصلحة في قيام عراق موحد ومستقر». وان على دمشق مراقبة «عمليات تسلل إرهابيين وأشخاص يدعمون المقاتلين في العراق عبر حدودها».

لكن مصادر في دمشق قالت ان ادعاءات واشنطن بشأن المرور غير الشرعي عبر الحدود السورية إلى العراق غير حقيقي، وهو في جملة الضغوطات السياسية التي تمارسها واشنطن على سورية لتغيير مواقفها في الموضوعين العراقي والفلسطيني الذين تختلف فيهما سياسات واشنطن ودمشق.

وكانت مصادر رسمية سورية أبرزت اهتمام بلادها «للتعاون في مراقبة الحدود» السورية - العراقية، وهو أمر كانت نفته مصادر أميركية، قبل ان يؤكد لاحقا نائب وزير الخارجية الأميركية ريتشارد ارميتاج وجود «اتصالات بين ضباط عسكريين أميركيين وسوريين» هدفها ضبط الأوضاع على الحدود السورية العراقية التي وصفها «بحدود مشتركة تحتاج إلى مراقبة».

وكما هو واضح فإن هذا التوجه لا يضع حدا لمشكلة الحدود في علاقات سورية مع واشنطن ذلك ان المشكلة سياسية في الأصل وليست أمنية يمكن لضباط ان يعالجوها، وبهذا المعنى، فإن الحديث عن اتصالات بين ضباط سوريين وأميركيين قد تخفف المشكلة ليس إلا، وهذا لم يمنع إدارة بوش من تنفيذ عقوبات أميركية ضد دمشق استنادا إلى قانون محاسبة سورية واستقلال لبنان، وهو الأمر الذي رفضه الجانب السوري باعتباره يدفع بالعلاقات مع واشنطن في مسارات جديدة، تجعل حل مشكلة الحدود مع العراق أصعب مما هي عليه الآن

العدد 615 - الأربعاء 12 مايو 2004م الموافق 22 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً