العدد 615 - الأربعاء 12 مايو 2004م الموافق 22 ربيع الاول 1425هـ

الأورغنايزر - الديلر - البولبوي

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

اذا حدثك شخص وهو ينظر إليك أثناء الحديث فاعرف أنه صادق. أما اذا كان يرفع عينه إلى السقف أثناء الحديث فاعرف أنه كذاب ومقامر... فالمقامرة في البحرين تسري في دم الشباب والكبار مثل الترياق... وأنا أخص هنا الذكور وليس الإناث... والمقامرة خصوصا لجيل الاربعينات والخمسينات والستينات تبدأ من الصغر وقبل دخول المدارس... فالأولاد الصغار يبدأون بلعب التيلة ومجموعها «تيَـل»، وهي نوع من أنواع المقامرة لأن فيها ربحا وخسارة، ثم يتطور الى لعب الصور «العكوس» وهذه لعبتها صنم «شير» ويذهب المصروف اليومي للطفل كله في شراء العكوس... وفي أيام العيد ترى الكثير من الأشخاص ممن يضعون أشياء محببة للصغار على قطعة خشبية بها أرقام وفي وسطها قطعة حديد لها سهم يشير الى تلك الأرقام وعلى كل رقم لعبة أو عصير أو لا شيء... والصغير يضع نقوده ويلعب ويخرج بلاشيء... وهذه اللعبة تسمى «لاتري» ثم يتطور اللعب عندما يكبر الصغير الى «النخال» وهي لعبة تنخل جيب اللاعب من كل ما فيه ويسميها الاخوة المصريون «لعبة التلات ورآت» وتلعب عادة في مكان نحن نسميه مزرعة وناس يسمونه «دولاب» وفي ليالي الاجازات وفي الشقق المشبوهة يلعبون «الضمره» وهذه لعبة سريعة في الكسب والخسارة ولا يلعبها الا اللاعبون الحريفون جدا وتعرفهم من أشكالهم عندما تراهم «يخرعون» ضروس مكسّره وشعر منفوش ويسمونهم «حشاشة» وبالفارسي «كَردي»... أما شباب اليوم المثقف والدارس الواعي فهو منظم جدا في عملية القمار... وهو بعيد عن لعبة النخال والضمره والتيل والعكوس.

الشباب في هذه الأيام متطورون ويلعبون القمار من خلال الدخول الى مواقع معروفة ومضمونة ومحددة في الانترنت... وهذه المواقع تعرض المراهنات على كل شيء «كرة قدم، سلة، طائرة، يد، سباحة، سباق خيل، سباق كلاب، سباق نمل، انتخابات، حرب، قتل»، والمراهنات تكون دائما بالعملة الصعبة.. وغالبية شبابنا البحريني يقامر على لعبة كرة القدم، ويتكونون عادة من مجموعات يشتركون فيما بينهم ويضعون مبالغ محددة وبالتساوي يجمعونها وتعطى لواحد من بينهم يسمى «الديلر» وهو عادة ما يكون أكثر شخص «عيارة» فيما بينهم وهو المسئول عن الحساب الموجود في موقع الانترنت وهو أيضا الذي يضع الرهان ويجلب الأرباح والتي دائما ما تكون «سراب»... ويوجد في المجموعة أيضا «الأورغنايزر» يعني المنسق وهو الذي ينظم للمجموعة سبل وطرق الرهان وكمية المبالغ التي توضع ومن هو الفريق الرابح، ومن هو الخاسر. وعادة ما تكون آراؤه كلها غلطا «معفوسة» ثم يأتي دور «البولبوي» وهذه كلمة مشتقة من الأولاد الذين يجمعون الكرة في لعبة التنس ويعطونها للاعبين... ومهمة البولبوي في المجموعة احضار جداول المباريات فقط، ولا يسمح له بالتدخل في الرهان لأنه اصغرهم سنا وأكبرهم حجما... وعندما يخسر فريق عريق ومرصع بالنجوم مثل ريال مدريد على أرضه وبين جمهوره من فريق في وسط القائمة أو فريق مغمور فهذا لا يعني شيئا بالنسبة الى المثقفين في البحرين في نادي الخريجين أو في نادي العروبة أو عند الجمعيات السياسية ويعتقدون أنهم هم الغالبية، ولكن الواقع غير ذلك فليلة هزيمة ريال مدريد هي ليلة مظلمة لغالبية شباب البحرين المنهار... الخسران كل نقوده... انها ليلة يكثر فيها انفجار الشرايين والسكتة القلبية، ان الغالبية تفكيرها في القمار وليس في السياسة

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 615 - الأربعاء 12 مايو 2004م الموافق 22 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً