العدد 617 - الجمعة 14 مايو 2004م الموافق 24 ربيع الاول 1425هـ

السيستاني يدعو الصدر إلى سحب قواته

تبادل اتهامات بين الاحتلال والميليشيا بإلحاق أضرار بقبة مرقد الإمام علي

بغداد، عواصم - عصام العامري، وكالات 

14 مايو 2004

دعا المرجع الديني السيد علي السيستاني، السيد مقتدى الصدر إلى سحب قواته من النجف، في حين دعا الصدر أتباعه إلى التوجه إليها.

في الإطار ذاته، نصح وزير الخارجية الأميركي كولن باول، الصدر بالاستسلام إلى السلطات العراقية. وقال: «آمل أن يدرك انه حان الوقت لأن يستسلم إلى السلطات الشرعية العراقية ليرد على الاتهامات الموجهة إليه وإنهاء مشكلة الجنوب».

واندلعت مواجهات عنيفة امس الجمعة في النجف بين «جيش المهدي» وقوات التحالف وقتل عشرة من عناصر الميليشيا. ونفى مساعد قائد العمليات العسكرية في العراق الجنرال مارك كيميت، أن يكون التحالف هاجم مرقد الإمام علي واتهم قوات الصدر بأنها ألحقت أضرارا بقبة العتبة المقدسة. في حين أكد ناطق باسم الصدر أن ثلاث رصاصات أحدثت ثقبا في قبة الضريح واتهم قوات التحالف بأنها «ارتكبت كبرى الجرائم». وترددت أنباء عن تهديد المرجعية الدينية بإعلان الجهاد إذا لم تنسحب القوات من حول الضريح.

في غضون ذلك قدم رئيس تحرير صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية استقالته بسبب الكشف عن أن الصور التي نشرتها الصحيفة ويظهر فيها جنود بريطانيون يسيئون معاملة معتقلين عراقيين مركبة.


الإفراج عن 315 معتقلا وبريمر يتوقع الانسحاب وباول يتابع ما بعد نقل السيادة

الصدر يدعو أنصاره إلى التوجه للنجف والسيستاني يطالب بالانسحاب

بغداد، عواصم - عصام العامري، وكالات

تباينت مواقف الزعيم الديني المتشدد مقتدى الصدر مع رأي المرجع الديني السيد علي السيستاني إذ دعا الأول أنصاره إلى التوجه إلى النجف ومساندة «جيش المهدي» فيما دعا الأخير ميليشيا الصدر وقوات الاحتلال إلى الانسحاب من المدينة. ويأتي ذلك في حين أفرجت قوات الاحتلال عن 315 من المعتقلين في سجن أبوغريب وتحدث الحاكم المدني بول بريمر عن انسحاب محتمل للأميركيين عقب تسليم السلطة.

وانسحبت القوات الأميركية أمس من محيط النجف بعد اشتباكات عنيفة استمرت ثماني ساعات وأسفرت عن سقوط كثير من الضحايا من المدنيين و«جيش المهدي». وذكر مدير مستشفى الحكيم بالنجف أن ستة عراقيين لاقوا حتفهم وجرح 11 آخرون إصابة أربعة منهم خطيرة.

كما أسفرت الاشتباكات عن سقوط قذيفة على الروضة الحيدرية مقام الإمام علي (ع) من الجهة الغربية ما أحدث ثقبا في الروضة. وانتشر جيش المهدي في محيط المدينة بعد انسحاب القوات الأميركية التي استخدمت الرشاشات الثقيلة والمروحيات أثناء توغلها.

من جهته أعلن الشيخ احمد الشيباني المتحدث باسم الصدر مقتل عشرة من «جيش المهدي» في معارك النجف وقال إن اعنف الاشتباكات جرت في منطقة المدافن غرب المدينة وساحة ثورة 1920 شمال غرب. ودعا الصدر أنصاره إلى الاستمرار في قتال الأميركيين والدفاع عن مدينتهم.

وحذر الصدر الحركات الشيعية ولا سيما «منظمة بدر» من مغبة الوقوف إلى جانب التحالف. وقال «اخص بالفتنة «فيلق بدر» الذي كان أكبر مساند للسيد الوالد في زمن الطاغية، فماذا حدث لا اعلم ما الذي قلب الموازين، الله العالم».

وأضاف «اخصهم بالالتفات إلى مثل هذه الأمور وخصوصا ان العدو الآن يبعث ببعض الجواسيس بين صفوف جيشنا المنصور ثم ما أن كشفناهم حتى ادعوا أنهم من فيلق بدر». وتابع الصدر «إنني لا اصدق هذا فإن هذا إشعال للفتنة بيننا ليس إلا، فالتفتوا إلى ذلك».

كما دعا الشيخ عبد الهادي الدراجي اتباع الزعيم الشاب إلى التوجه إلى النجف لمؤازرة «جيش المهدي». وقال في خطبته في مسجد الحكمة «ادعوكم للذهاب إلى النجف بعد الانتهاء من الصلاة لمؤازرة إخوانكم هناك». وأضاف «إذا ما اقتحمت قوات الاحتلال المدينة فإننا سنعلن من هنا نفيرا عاما لحماية العتبات المقدسة والرموز الدينية وقائدنا وحبيبنا ورمز قوتنا السيد مقتدى الصدر».

في المقابل دعا معاون السيستاني القوات الأميركية وميليشيا الصدر إلى وقف القتال والانسحاب من النجف. وقال محمد باقر المهري معاون السيستاني المقيم في الكويت إن القتال يتسع سريعا وانه يخشى على المواقع المقدسة وعلى حياة السيد السيستاني.

وفي كربلاء ابلغ مدير المستشفى الرئيسي أن ما لا يقل عن أربعة عراقيين قتلوا واصيب 13 آخرون خلال اشتباكات وقعت الليل قبل الفائت. وألغيت صلاة الجمعة في ضريح الإمام الحسين في كربلاء بسبب التوتر. وأعلن احد ضباط الشرطة أن مسلحين (ع) من أنصار الصدر هاجموا بعد الظهر مركزا للشرطة في الناصرية وأطلقوا سراح 16 معتقلا بعد أن فر عناصر الشرطة.

في غضون ذلك تحدث بريمر بوضوح أمس عن احتمال رحيل الأميركيين من العراق، وقال انه «من غير الممكن بالطبع البقاء في بلد لسنا فيه موضع ترحيب». وقال «إذا طلبت منا الحكومة الانتقالية الرحيل، فسنرحل لكن لا اعتقد أنها ستفعل ذلك».

ويقول أمر تنفيذي وقعه بوش الثلثاء الماضي لكنه لم ينشر علانية أن وزارة الخارجية ستضطلع بالدور الرئيسي في معظم العمليات الأميركية في العراق من «البنتاغون» بعد نقل السيادة. وقال مسئولون إن الأمر التنفيذي ينهي فيما يبدو صراعا على السلطة بين الخارجية والبنتاغون بشأن من يجب أن يقود عمليات الحكومة في العراق بعد 30 يونيو.

وشكا نواب في الكونغرس من أن خطة إدارة بوش لإعادة السيادة للعراقيين لا تتضمن سوى حكم ذاتي محدود وقد تضر بجهود منح العراقيين سيطرة حقيقية على بلادهم الغنية بالنفط. كما عبر عدد من الأعضاء عن خشيتهم من أن ينتهي الأمر بطرد القوات الأميركية بعد نقل السلطة.

والتقى وزراء خارجية دول مجموعة الثماني في واشنطن أمس في اجتماع يركز على العراق. وتود الولايات المتحدة أن تترافق عملية نقل السلطات مع صدور قرار جديد عن مجلس الأمن الدولي. وأعلن مسئول حكومي بريطاني كبير أن لندن تتوقع أن يكون قرار الأمم المتحدة جاهزا بعد 15 يوما على أن يصادق عليه مجلس الأمن.

في تطور متصل أطلقت سلطات الاحتلال أمس سراح 315 معتقلا عراقيا من سجن أبو غريب. وجاء الإفراج عن هذه الدفعة الثانية منذ الكشف عن فضيحة التعذيب، غداة زيارة وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد السجن. ولوح المعتقلون الذين تم الإفراج عنهم بأيديهم فرحا إلى نحو مئة عراقي كانوا ينتظرون عند أبواب السجن.

وقال احمد العاني «كان الخوف ينتابني كلما اقتادوني إلى الاستجواب وتمر أمام عيني صور التعذيب». ويضيف «صحيح لم أر الصور ولكن تفاصيلها كانت محور أحاديثنا كل الوقت حتى أننا لم نعد نميز الواقع من الخيال».

وقال آخر «رأيت جنودا يثبتون أسلاكا كهربائية على لسان ابن عمي وأعضائه التناسلية وأرغموني على حمل صندوق مليء بالمواد الغذائية طوال ست ساعات وحظر علي وضعه أرضا». وأكد مجيد الحسن انه خضع للتعذيب ولممارسات جنسية شاذة.

إلى ذلك أعلن مسئول عسكري أميركي في بغداد أن جنديا أميركيا رابعا متهما بسوء معاملة المعتقلين سيمثل أمام محكمة عسكرية. على صعيد متصل قالت وزارة الدفاع الدنماركية إن أطباء في الجيش العامل في العراق شاهدوا سجينين في مستشفى ميداني بريطاني تعرضا للضرب احدهما حتى الموت. وأخطر المسئولون البريطانيون بالواقعة في سبتمبر.

وأفادت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية نقلا عن مصادر عسكرية أن كتيبة لانكشر الملكية التي كانت في صلب الاتهامات يمكن أن تحل بسبب عدم انضباط جنودها.

وأعلن وزير الدفاع الهندوري فيديريكو بريفيه أن بلاده تجري تحقيقا لمعرفة ما إذا كانت القوات الأميركية استخدمت كتيبا عن التعذيب اعد في الثمانينات لمكافحة المد الشيوعي في هندوراس.


مقرب من الصدر يصف كيميت بأنه «صحّاف أميركا»

بغداد - أ ف ب

انتقد الشيخ عبدالهادي الدراجي من مكتب الزعيم الديني مقتدى الصدر أمس وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد ونائب القائد العام للعمليات في العراق الجنرال مارك كيميت، واصفا هذا الأخير بأنه «صحّاف أميركا».

وقال الدراجي في خطبة الجمعة «بدأت قوات الاحتلال في الآونة الأخيرة بالتلاعب بالإعلام، وبالتصريح على لسان صحاف أميركا كيميت بأنها قتلت أعدادا كبيرة من جيش المهدي»، وأضاف «من يسمع هذا المعتوه الكاذب يعتقد أن الشعب العراقي سينتهي قتلا أو تشريدا». ودعا الدراجي وسائل الإعلام إلى «التأكد والتحقق من المصادر الطبية في المناطق التي تحصل فيها مواجهات حتى لا تصطبغ بصبغة صحاف أميركا نفسها»، وقال «زيارة وزير إدارة الشر (دونالد) رامسفيلد ما هي إلا مباركة لجهود جنوده وما عملوه من فظائع داخل السجون العراقية»

العدد 617 - الجمعة 14 مايو 2004م الموافق 24 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً