العدد 617 - الجمعة 14 مايو 2004م الموافق 24 ربيع الاول 1425هـ

ماوْ عتيق .. زَرِي عتيق!

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

امدح ثم امدح ثم امدح وسيطبل لك أنصاف وأثلاث وأرباع الشعراء من الجهات الست. ذم وستطبق عليك الجهات الست من حيث لا تحتسب. حِرْنا في أمر بعض الشعراء... تكتب احداهن ملاحظات على ما كتب من مغالطات وجهل وسطحية وخلط وقلة معرفة - اللهم الا هوس في الحضور - فيشن حربه غير المعلنة حتى الوقت الراهن على البشر كل البشر من البحرين الى مثلث برمودا! ألا يدل ذلك على فراغ وإفلاس ومرض مستشرٍ في نفوس بعض اشباه الشعراء؟ ما الذي يجب أن نفعله كي يعلم أولئك الأشباه اننا لسنا شركة للدعاية والاعلان للبضائع الكاسدة؟ ما الذي يجب أن نفعله لنثبت لأولئك الذين شربوا مقلب وكذبة انهم شعراء، اننا لسنا عيادة لتجميل القبح والبشاعة والدميم من النفوس؟ ما الذي يجب أن نفعله لنؤكد لأولئك المرضى الحرجة حالهم اننا لسنا جناحا للعناية المركزة ولا نملك أجهزة تنفس اصطناعي أو مضخات لقلب من لا قلب له من الأساس؟ ما الذي يجب أن نفعله ليصدق أولئك النرجسيون اننا لسنا بصدد الطعن في عقدهم وأمراضهم وتوهماتهم ولكن لنا الحق في أن ننزعج ونمعن في الرفض لتلك الحالات التي تسعى إلى فرض روحها المريضة وهيئتها السقيمة التي تشبه رجلا دفن للتو عن طريق الخطأ فخرج من قبره وهو يضج بصفرة الدنيا؟

لا نريد وليس ذلك ديدننا الاساءة لأحد كائنا من كان، ولكننا أتخمنا بسيل من الاساءات والتطاول و«العنطزة على الفاضي»... سئمنا... ليس لأننا بلا نَفَس، بل لأننا نريد أن نحتفظ بنَفَسنا لما يستحق أن يبذل في سبيله مهما طال الشوط وتعرّج المضمار. لن نخجل من القول: ان انصاف وأثلاث وأرباع الشعراء يزعجوننا حتى العظم. نشعر انهم يسعون الى احتلال مساحات ليست من حقهم، فيما هم غير جديرين بمساحة قبر، فما بالك بمساحة نص!.

تسعى إلى التوفيق وبشكل بليد، لأن السعي ذاته في ظل ساحة مُختلف عليها وعلى المتصدين لـ «عرْضتها» ضرب من التصدي لانتحاري قرر ان القيامة قد حان حيْنها لأنه لم يعد قادرا على التلاؤم مع شروط الحياة وان خيارات الموت أكثر مرونة وملائمة!.

توفيق كالذي نحن بصدده لا يعني الرضوخ لحالات من التسطيح أو باقة من الشروط التي ستدفع بك الى عبودية يهون أمامها استعباد وحش في قفص يملكه نجم من نجوم «الجنس الثالث» بل هو إملاء مطعّم بدماثة و«ذرابة» كاذبة ومصطنعة لا شك ستدفع الى تحويلك الى «جنس ثالث» مع مواصفات (Special order)!

ليحولوا قصائدهم الى «جداريات»، على رغم الاساءة الكبيرة التي ستلحق بجداريات «أصيلة» فيما هم يعانون من فقر على مستوى أصالة الموقف والنظر والرؤيا والمسئولية. فأن تكتب بوعي فذلك يعني تورطك ومسئوليتك عن رعايا وعي لا بد أن تعمل على إحداث حال من المفارقة والمغايرة فيهم والا سيؤول أمرك الى أن تصبح واحدا من نجوم «ماوْ عتيق... زَرِي عتيق»!. ولأن الزَرِي لم يعد موجودا كما ألفته وخبرته جداتنا وأمهاتنا، فلن تنال إلا «نحاسا» و«نحسا». فأية جداريات يمكنهم التجرؤ على اقترافها فربما - والحال كما نعرفه - يحنّون الى طبيعتهم بتحولهم الى جرب لائق على جداريات لا يعيرها صاحب حَوَل في الرؤية أدنى التفات!.

لنتفق على ان بعض «شهريارات» هذه الساحة قادر على إنجاب «نملة»... فماذا بعد؟ ما الذي سنفعله بذريات من ذلك الكائن؟ هل يحفظ لنا استمراريتنا واضافتنا وحضورنا؟. لنتفق على ان بعض المرضى بوهم الشعر قادر على إحداث صدمة تعيدنا الى حدود إمكانات هذه الساحة فماذا بعد؟ هل ستنتهي حالات التورم النرجسي والكذب على الذقون ووهم الإتيان بما لم يأت به الأولون والآخرون؟ على العكس من ذلك ستصدر عنهم حالات ليثبيتوا أنهم الأولون والآخرون، وانهم النرجس والفل والأوركيديا!

لا نسعى إلى الإساءة لأحد، ولكن أحدهم بإيعاز من كثيرين يسعى إلى الإساءة لنفسه ولمن أوعز اليه، لأننا ننشد أولا وأخيرا الوصول الى صيغة تحفظ حق القادرين على إحداث فروقات في سماجة ورتابة الحياة، فيما نحن لسنا ملزمين بالنظر في حضور المصابين بالسماجة والبلادة، إذ ليست تلك مهمتنا، فليبحثوا عن هواة لا يجيدون سوى التنفس، فيما هم عاجزون عن استثمار ذلك النَفَس!. ثم انه كيف يمكن لمستيقظ في عز الظهيرة أن يلعن الشروق الذي لم ولن يشهده؟.

انشغلوا بحل الكلمات المتقاطعة التي تعمدون الى تخريبها حين لا تتمكنوا من ملء خانة تبدأ بحرف الألف يرشدكم الى «حروف متشابهة»!. انشغلوا بتحديد الفارق بين الأبيض والأسود، بين إرم ذات العماد، والأقزام في مجاهل غابات الأمازون، بين واصل بن عطاء ووليم بيرنز ، بين قصيد تدفع صاحبها الى الموت، وقصيدة تتيح لصاحبها العربدة في ملهى عمر الخيام في العاصمة البريطانية لندن!.

ليه الشتا دافي؟

أذكركْ كنتْ هناكْ

تشبه سما زرقا

سوده مثل أمسي

وزرقا مثل يومي

أذكركْ في صحوي

واذكركْ في نومي

لو ضعتْ في مبناكْ

آصلكْ في معناكْ

ليه الشتا دافي؟

دامك معي وافي؟

ليه اللظى جنّه؟

دامك تجي والنار

نقشه ثلجها الحنّه!.

يا اللي تبي كذبه

كذبه مثل وهمك

ليت الليالي منصفه وعذبه

كنت امدحك في عز عز ذمك!.

جيتك ابي ظِلّه

ظِلّه تمنّيني لقاك

أهمس واناجي مير

شفت الهُونْ والذلّه

ليه انت مثل الصمت

رغم انك تثرثر حيل

مثل الهم؟

يا لعنبو ها الدم

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 617 - الجمعة 14 مايو 2004م الموافق 24 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً