العدد 2769 - الإثنين 05 أبريل 2010م الموافق 20 ربيع الثاني 1431هـ

التطبيع مع الذات أم مع «إسرائيل»؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ماذا بعد إعلان الصحافي الإسرائيلي جيرشون باسكين عن زيارته للبحرين للمشاركة في مؤتمر الطاقة النووية؟ هل بدأت إجراءات التطبيع على المكشوف؟

الإسرائيلي الذي وصل مطارنا الدولي على متن ناقلتنا الوطنية، ونزل في أحد فنادقنا، اتفق مع مضيّفيه على إخفاء هويته الإسرائيلية حفاظا على «أمنه الشخصي» وعلى «سمعتهم». وشارك في «المؤتمر الدولي الثاني بشأن التكنولوجيا النووية لخدمة المجتمعات الإقليمية» الذي أنهى أعماله في 28 مارس / آذار 2010... ولكنه نشر مقالا في صحيفة «جيروزاليم بوست» بعد عودته إلى «أورشليم» وذلك في 1 أبريل / نيسان 2010!

لم تمض أيامٌ على «التطبيع النووي»، حتى تصاعد الحديث عن النية لإرسال المنتخب الوطني للمشاركة في مباراة ودية مع المنتخب الفلسطيني في القدس المحتلة الشهر المقبل (عبر البوابة الإسرائيلية). وهي الخطوة التي تعتبر تصعيدا على طريق التطبيع، في وقتٍ يزيد تعنت الحكومة الاسرائيلية وإصرارها على بناء مزيدٍ من المستوطنات، وتهويد القدس وهدم بيوت الفلسطينيين، وإقامة معابدهم على أنقاض مساجد المسلمين.

خطوة التطبيع الرياضي قابلها رفضٌ شعبيٌ واسع، بل إن اللاعبين رفضوا الذهاب إلى القدس عبر البوابة الإسرائيلية، لإدراكهم ما تعنيه أبعاد المباراة التطبيعية. والكثيرون يتساءلون اليوم: لماذا نزج ببلدنا الصغير في متاهة التطبيع، بينما تحجم الدول العربية الكبرى وتنأى بنفسها عن هذا المستنقع؟ ولماذا نحمّل أنفسنا أوزار اليهود والأريسيين؟

في يوم السبت الماضي، نشرت صحيفة «الاتحاد» الإماراتية خبرا عن رفض نجوم منتخبنا الوطني خوض المباراة باعتبارها تطبيعا واضحا مع الكيان المحتل، مطالبين اتحاد الكرة بإعادة النظر في قرار المباراة. واللاعبون رغم اختلاف انتماءاتهم ومناطقهم وأنديتهم الرياضية، إلا أنهم أجمعوا صوتا واحدا على رفض التطبيع. بل إن أحدهم طالب بدلا من ذلك باستضافة المنتخب الفلسطيني الشقيق على أرضنا، وهو ما يدل على وعي رياضيينا. فهناك إجماعٌ وطني بين مختلف القوى والجمعيات السياسية والتيارات الفكرية على نصرة القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية القومية الأولى.

إننا بحاجةٍ إلى «تطبيع داخلي» ، بدل التطبيع مع «إسرائيل»، والسعي المحموم لمد جسور الثقة وشبكة العلاقات مع اللوبي اليهودي... إننا بحاجةٍ إلى مزيدٍ من الثقة بين مكونات المجتمع البحريني، بدل الاستئثار وممارسة التمييز بين فئات المجتمع في الخدمات والوظائف والبعثات ومؤسسات الدولة. هذه السياسة تحرم الدولة من عطاءات الكوادر الكفوءة التي يطالها التهميش والإقصاء، وتقود إلى مزيدٍ من الشعور بالمظلومية والعنصرية والاستهداف.

لقد تم تسليم أجهزة حساسة في الدولة لتيارات معروفة باستحواذيتها ونهجها القائة على التمييز الممنهج بين فئات الوطن،، ونرى الآن ان التمييز يفرض بالقرارات الفوقية على البعثات الدراسية والدورات التدريبية والزيارات الميدانية التي تقدمها السفارات والبعثات الأجنبية للموظفين الخاضعين لقانون الخدمة المدنية أو منتسبي مؤسسات المجتمع المدني!.

فماذا أبقيتم من مساحةٍ للعمل العام؟ وماذا سيحصل بعد عشر سنوات من الآن؟ هل تنتظرون طوابير جديدة من الناقمين على هذه السياسات ممن يدفعهم اليأس والإحباط إلى عمليات الحرق وتدمير الذات؟ ثم تأتون لإلقاء دروس الوعظ الفارغ عن الوطنية والولاء؟ ولماذا لا تطبعون علاقاتكم مع أبناء شعبكم؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2769 - الإثنين 05 أبريل 2010م الموافق 20 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 2:27 م

      زهراء ...

      نعم هو بالضبط جواب سؤالي عن مقال الأمس ... وأجيبك أنا عن سؤالك : لماذا نزج ببلدنا الصغير في متاهة التطبيع، بينما تحجم الدول العربية الكبرى وتنأى بنفسها عن هذا المستنقع؟ ببساطة ...الجماعة أبناء عمومة يتواصلون ... باختصار .. هي صلة رحم لا غير .. ليش ظن السوء ... بعدين من المهم فهم الإستراتيجية بحذافيرها لدي أبناء العمومة .. بغرض تبادل الخبرات لا غير ... ليش ظن السوء يا سيد ... رحم الله والديك سيد مرة ثانية أفهمهم صح !!!!

    • زائر 15 | 12:40 م

      إلى الزائر 14 مع التحية

      أخى أنا الزائر 11 الظاهر ماخذك الحماس الزائد شوف فكر بعقلانية البعثات صار لها زمان والتمييز فيها واضح بس نحن أبناء اليوم لابد من فتح صفحة جديدة ونترك عنا المهاترات التي ليس من ورائها فائدة شوف اخي أنا خريج إحدى أعرق الجامعات الغربية ومتخصص في مجال الإعلام منذ أكثر من عشرين سنة وتخصصي في قياس وتوجيه الراي العام وآتكلم من خلال خبراتي المتواضعة وبطريقة علمية لاعلي من الحكومة ولاعلي من الوفاق وتوابعها تهمني مصلحة البلد قد أتفق معك ومع سيد أحياناً وقد أختلف معكما أحياناً أخرى فليش الزعل.

    • زائر 14 | 11:19 ص

      الزائر رقم 11

      السيد صادق معنا ومع الحكومة فيما يكتب
      ، واللي يلعب على الوتر هو انت واشكالك. فالسيد قاسم انتقد اخطاء الوفاق كما انتقداخطاء وتجاوزات الحكومة، وانتقد الحرايق كما انتقد قوات الشغب، وكفاية هالتضليل والتهويش على الاوادم.
      ثم يا اخي من اللي بيده التوظيف والبعثات والترقيات؟ لا تقول ليي الوفاق أو وعد أو المنبر الديمقراطي!!!! خلك محترم وبلاش هرار زايد.

    • زائر 13 | 10:25 ص

      التمييز قائم على قدم وساق

      وما يقوله الكاتب واضح وعليه الف دليل ودليل، ولكن البعض يسوي روحه مو سامع ولا داري. ويمكن ما سمع شيء اسمه تقرير المثير. هذه حقائق نعيشها ونضج منها وتخلق جو متوتر في

    • زائر 12 | 7:35 ص

      الحكام من زمان مارسو التطبيع مع اسرائيل..

      ...

    • زائر 11 | 7:02 ص

      اللعب على الوتر

      سيد عزيزي مازلت تلعب على الوتر للبسطاء والعواطف التمييز موجود من قبل الطرفين ومازلت تلتمس العذر للحرق وتدمير الذات يا سيد الحكومة عمرها ماخططت لشي بتخطط لتمييز ممنهج أي هرار اللي تتكلم عنه صدقني وأنت أعلم مني بعض الجمعيان السياسية تخطط وتعمل أفضل من الحكومة ولكن للأسف خدمة لأجندات ضيقية ياريتها للصالح العام وخلط الأوراق بين التطبيع والأوضاع الداخلية ضربة حريف ياسيد بس للعواطف وإذكائها الله يهدي الجميع ونعود شعب موحد لاوجود للنفس الطائفي البغيض فيه.

    • زائر 10 | 5:24 ص

      كذبة إبريل

      سيدنا،ليش تحكمون من طرف واحد؟ وليش تصدقون الإسرائيليين وما تصدقون حكومتكم؟ أمر غريب صدق! وثاني شي انت قلت بنفسك إن تاريخ نشر الخبر في الصحافة الإسرائيلية الأول من ابريل وهذا يوم كذبة إبريل، الرجاء التحقق من المعلومات، وثاني شي الخليج العربي ما عندهم نية لطاقة نووية لأنها خطرة على الشعب والشعب أولى أولوياتهم، يعني يخافون علينا واحنا ما نعرف حتى نصرف فلوسنا لهالسبب هم يحافظون عليها نيابة عنا في مصارفهم وخزاناتهم، حتى الأراضي شافونا ما نعرف نبني أخذوها عنا عن لا نخربط واجد، شفت الحرص،شنبي أكثر؟

    • زائر 9 | 3:58 ص

      نحن وابناء العم سام ابناء عم

      في تصريح من قبل بيغن رئيس وزراء العدو الصهيوني يقول نحن نسيطر على مكة والمدينة والقدس قبلة المسلمين ........ و نحن وابناء العم سام ابناء عم وعلافاتنا من عصر ابويي .

    • زائر 8 | 3:42 ص

      لعبة السلم والحيه

      تفائلنا خيرا بعد الميثاق وقلنا خلاص احنا في صفوف الاماراتيين والكويتيين لا تفرقه وكل الخير لنا سنه وشيعه ....ولكن البحرينيين يوم فوق ويوم تحت

    • زائر 7 | 2:20 ص

      ان العرق لدساس

      يالهاشمي اللي يريد يطبع مع الدولة اليهودية بالطبع هو من شاكلتهم ويهودي بلا ادنى شك ،وشعب البحرين ابي واصلي ،ولو على ودها الحكومة كان من زمان طبعت بالعلن وليس بالسر كما هو حاصل الان والحمد لله رب العالمين ،والموت لاسرائيل ولكل من يشارك ويساعد اسرائيل ،وستبقى القدس اولى القبلتين مهما طال الزمان

    • زائر 6 | 1:06 ص

      ليش

      ما عندنا مشكله عويصه معاهم فقط تغير مكان (ب) و نحن نكون مثلههم و لكن مع الشعب يا الله وجع راس يبيله شغل وايد ..ثلاث ننقط و اضافت (ي) و (ع) وووو.....اشياء كثير ....خلونه مع اولاد العم اريح ..

    • زائر 5 | 1:03 ص

      21 مليون دينار ضايعة في سنابس

      على من يعثر عليها الاتصال بشرطة النجدة على هاتف 999. يوجد مكافأة مجزية.

    • زائر 4 | 1:02 ص

      ابو ملاك

      شكرا سيدنا على القال وتنقل رائع بين الموضوعين، للاسف منا من يفتخر بالطبلة والليوه ويجحد على الشعوب والحكومات المقاومة واما بالنسبة للتطبيع مع الشعب فهذا قضاء على حقد البعض وحاجز لاطماعهم في ما تسمة دولة القانون.

    • زائر 3 | 12:56 ص

      البرلمان جرم الاتصال بإسرائيل و العقوبة تصل لخمس سنوات

      بس أول واحد مر عبر البوابات الإسرائيلية في تل أبيب هو كما نعلم جميعا و نشرت صحيفتكم الغراء قبل أشهر هو الناشط السياسي و الحقوقي عبدالهادي الخواجة. من هذا المنطلق يعني كلكم في الهواء سواء حكوميين أم معارضين.

    • زائر 2 | 12:09 ص

      استفزاز

      لقد اثبت اللاعبون انهم اكثر التزاماً وغيرة وووعيا قوميا من المسؤولين في اتحاد الكرة. فاسرائيل عدونا رقم واحد سنة وشيعة، فلماذا يصرون على التطبيع؟ أليس في ذلك استفزازاً لنا جميعاً؟

    • زائر 1 | 12:00 ص

      انت تسأل؟

      الجواب طبعاً مع اسرائيل، فالاقربون اولى بالمعروف.

اقرأ ايضاً