العدد 2776 - الإثنين 12 أبريل 2010م الموافق 27 ربيع الثاني 1431هـ

الصين تتعامل مع الدبلوماسية النووية بحرص شديد

يشارك الرئيس الصيني هو جين تاو في قمة الأمن النووي ممثلا لقوة عظمى تحت التكوين تمتلك ترسانة نووية صغيرة نسبيا وينتابها القلق من نظرائها الكبار.

لكن الاجتماع غير المسبوق قد يكون اختبارا لموقف الصين التي تحرص على الانتماء لناد خاص للقوى النووية الخمس الرسمية ولكنها في أحيان تتصرف كدولة خارج النادي وتنتقد القوى النووية الأكبر.

وقال خبير سياسات التسلح النووي الصينية بمعهد مونتيري للدراسات الدولية بكاليفورنيا جينغ دونغ يوان «تريد الصين أن تكون في زمرة الدول النووية المعترف بها ولكنها أيضا تريد أن ينظر لها كصوت مؤيد لمطالب الدول النامية غير النووية».

ورغم تنامي ثروتها ونفقاتها العسكرية تحتفظ الصين بمخزون محدود نسبيا يتراوح بين 200 و240 رأسا نوويا ومنذ أن أجرت الصين أول تجربة نووية لها العام 1964 أعلنت أنها لن تبادر باستخدام مثل هذه الأسلحة في أي نزاع.

ولكن الصين تطور بشكل تدريجي صواريخها النووية وغواصات جديدة قادرة على إطلاق صواريخ تحمل رؤوسا نووية كما أنها لم تصدق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية إلى أن تفعل الولايات المتحدة ذلك على الأرجح.

وحثت واشنطن بكين على أن تكون أكثر صراحة فيما يتعلق بترسانتها النووية لتفادي أي حسابات خاطئة كارثية الأبعاد. ويرجح عدد من الخبراء أن تقابل الصين هذه الضغوط بحث القوى الأخرى على التعهد «بعدم المبادرة» باستخدام الأسلحة النووية ومطالبة القوتين النوويتين الكبريين الولايات المتحدة وروسيا بخفض عدد أسلحتهما والدعوة إلى اهتمام أكبر باحتياجات الدول النامية التي تريد تطوير طاقة نووية.

وقال الميجور جنرال تشو تشنغ هو من جامعة الدفاع الوطني في الصين في منتدى ببكين الشهر الجاري «اعتقد أننا سنولي اهتماما اكبر لصوت الدول النامية خلال مراجعة معاهدة حظر الانتشار (في مايو) وفي معاهدات حظر الانتشار النووي في المستقبل».

وتابع «على رغم حدوث تخفيضات مهمة فان أهميتها الرمزية تتجاوز كثيرا الأهمية الفعلية».

وبعد نزاعات حول عدد من القضايا بين بكين وواشنطن أثارت تكهنات بعدم حضور الرئيس الصيني قمة الأمن النووي سيكون وجوده مؤشرا مطمئنا يؤكد تقدير بكين للعلاقات الثنائية والأمن النووي.

ويقول خبير الانتشار النووي بجامعة تسينغ هوا في بكين لي بين إن الصين لا تواجه أي تهديدات ملحة لأمن محطاتها الذرية ومخزونها النووي وليست ضمن الدول التي تسبب مشكلة وتستأثر باهتمام واشنطن. وقال تشو شولونج الأستاذ بجامعة تسينغ هوا الذي يدرس الأمن الدولي «هذه (القمة) ممارسة ترويجية رمزية إلى حد كبير. القضايا مهمة ولكن الأمر يتعلق أيضا بتحديد اللهجة المناسبة للمفاوضات التالية».

ودعت المراجعة التي أجرتها إدارة أوباما في الآونة الأخيرة للوضع النووي إلى شفافية أكبر من جانب الصين. وعقب توقيع اتفاق خفض التسلح الجديد مع اوباما قال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف انه ينبغي على الدول النووية الأخرى أن تبذل جهدا اكبر لتحذوا حذوهما.

وقال يوان الخبير الذي يتخذ من كاليفورنيا مقرا له «لا يتوقع احد أن تقدم الصين أرقاما محددة (بشأن الأسلحة النووية) ولكن ما يريدونه هو فكرة أوضح عن أسباب تحديث الصين لترسانتها النووية والى أين يقود هذا».

ويمكن أن يثير أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي مسألة الصين عند مناقشة التصديق على اتفاق خفض التسلح الجديد مع روسيا وأيضا إذا طلب اوباما من المجلس التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. ويقول بعض معارضي الخفض الكبير للأسلحة النووية أن الخفض يسمح للصين «بقفزة لتتساوى» مع الآخرين.

وقال تشو الأستاذ بجامعة تسينغ هوا إن الصين ليس لديها مثل هذه النوايا ولن تقبل المطالبة بكشف مزيد من المعلومات عن أسلحتها النووية. وأضاف «في الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة على العالم لبذل جهد اكبر لمنع الانتشار النووي لا يمكنها حتى التصديق على هذه الاتفاقية (حظر التجارب). لا تحب الصين أن تشعر بخضوعها لازدواجية في المعايير».

غير أن تشو ذكر أن الصين سترحب بكثير من النقاط الواردة في مبادرات اوباما النووية من بينها خفض عدد الدول التي يحتمل أن تستهدفها الهجمات النووية الأميركية.

وعلى عكس مراجعة الوضع النووي الذي قامت به إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش العام 2002 لم تشر مراجعة إدارة اوباما الأخيرة إلى الصراع حول تايوان وهي جزيرة تحكم نفسها وتزعم الصين السيادة عليها كسبب محتمل لاستخدام الولايات المتحدة الأسلحة النووية.

العدد 2776 - الإثنين 12 أبريل 2010م الموافق 27 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً