العدد 634 - الإثنين 31 مايو 2004م الموافق 11 ربيع الثاني 1425هـ

إدارة لا احتلال

غسان الشهابي comments [at] alwasatnews.com

من البديهي القول إن أميركا لم تأت إلى العراق بكل هذا العتاد والرجال، لتحرر هذا البلد العظيم من حكم صدام والبعث وتخليص العالم من نظام دكتاتوري إرهابي، وحتى الذين حاولوا تبرير الغزو على مضض لم يسلّموا بأن أميركا ستتحمل كل هذا العبء لإحلال السلام وتثبيت الديمقراطية وإفشاء الحرية في العراق والمنطقة لأن هذه قيم أصيلة فيها. بالأمس عندما أجل السفير الأميركي في العراق بول بريمر جلسة انتخاب رئيس للعراق، ومن ضمن الأنفار الذين اختارتهم الولايات المتحدة، أكدت هذه القوة العظمى أن نيتها في إدارة العراق لاتزال متوافرة، وأنها لا تريد ترك أي شبر في هذه الأرض إلاّ بعد أن تثبّت فيها وتدا أميركيا خالصا، أو مسمارا تعود إليه حين الحاجة، أو يعود إليها في كل التفاتة.

وفي المقابل، فإن كل التصريحات التحالفية، بما فيها تصريح رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، والقائلة بأن الشعب العراقي هو من سيقرر بقاء قوات التحالف أو رحيلها، ستكون بلا معنى إذا كان هذا الشعب محكوما بإرادة مستلبة لصالح الآخرين، في الوقت الذي يراد للعراق أن ينجرّ إلى الاستقطابات المذهبية والعرقية حتى تقسم الكعكة على الطوائف، بدلا من أن تُقسِم هذه الطوائف على حماية عراق موحّد، قوي ومستقل. إن كان «مبلوعا» أن يتم «طبخ» القرارات الخاصة بالعراق بمعزل عن العراقيين أنفسهم، وبلا حول لهم ولا إرادة وكأن العراق بلد خرج إلى الوجود قبل أشهر فقط، وكأنه لا يحتضن بعضا من العقول السياسية والتقنية القادرة على إدارة شئونها الخاصة، وذلك للظرف الحرج الذي مر به هذا البلد منذ حوالي 14 شهرا، فمن غير المقبول أن تظل الشروط والأوامر تملى عليه وكأنه لايزال يتعلم ألف باء السياسة والإدارة والديمقراطية، وأن المحتل هو من سيعطيه شهادة اجتياز الامتحان

إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"

العدد 634 - الإثنين 31 مايو 2004م الموافق 11 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً