العدد 638 - الجمعة 04 يونيو 2004م الموافق 15 ربيع الثاني 1425هـ

حزب الجلبي تسبب في اعتقال مئات الأردنيين في أبوغريب

الرئيس الأميركي يتبرأ «من الرجل الخطأ»!

حسين دعسه comments [at] alwasatnews.com

بعد الاخفاق الواسع الذي تعرض له في الحصول على منصب رئاسة الحكومة العراقية، يقيم زعيم حزب المؤتمر الوطني العراقي احمد الحلبي منذ اسبوعين في محافظة النجف وسط معلومات تتحدث عن قيامه بدور الوسيط في المواجهات بين عناصر جيش مقتدى الصدر وبين القوات الاميركية.

وأكد المتحدث الرسمي في حزب الدعوة - تنظيم العراق خضير الخزاعي، في تصريحات صحافية كشفت عنها صحيفة «الدستور» الاردنية بحسب مندوبها في بغداد ان الجلبي يتصدر وساطة سياسية لتسوية أزمتي المدن المقدسة والصدر في آن واحد، ملمحا إلى ان الشارع النجفي يطرح الكثير من الأسئلة لوجود الرجل في المدينة.

ويشار إلى ان الجلبي غاب اوغيب تماما عن مشاورات عملية اختيار رئيس الحكومة العراقية وتشكيلة الوزارة في اكبر اخفاق واجهه منذ قدومه إلى العراق قبل اكثر من سنة.

وقالت المعلومات ان الجلبي يريد من وساطة النجف ان يثبت للأميركيين انه ما زال يملك نفوذا في اوساط الشيعة وانه يمكن ان يكون له دور في تهدئة الوضع الأمني الساخن في مناطق جنوب العراق في محاولة لتجديد ولائه لواشنطن.

وقال قادمون من النجف ان الشارع النجفي ينظر إلى الجلبي على انه عميل «اسرائيل» في العراق، وان الكثير من المرجعيات رفضت تبني الجلبي ممثلا سياسيا للشيعة نظرا إلى خلفيته في دهاليز الاستخبارات الدولية المتعددة.

وجهة نظر أردنية

ما يقال عن التقارب بين الجلبي وبين ايران ومرجعيات النجف، وصفه مراقبون عراقيون بأنه محاولة من الجلبي لحماية حياته من حلفائه السابقين في الولايات المتحدة. ورأت تقارير سياسية رفيعة في بغداد ان مشكلة الجلبي انه عمل طوال الفترة السابقة على تخريب العلاقة الاردنية الاميركية، وانه ربما قدم وعودا إلى حكومة شارون بالعمل على زعزعة أمن الاردن او ابتزاز الأردن مقابل تطبيع كامل للعلاقات بين العراق والكيان الصهيوني!

وأشارت بعض التوقعات إلى ان امام الجلبي خيارا وحيدا هو الخروج من العراق خشية ان يفضي البقاء فيه إلى اغتياله سواء من حلفائه التقليديين او من جماعات المقاومة العراقية التي تعتبره المحرض الأول على غزو العراق.

وقال الباحث العراقي سالم العبيدي ان سمعة الجلبي اصبحت في الحضيض، فعناصره جاءوا إلى بغداد على الدبابة الأميركية واول عمل قاموا به هو الاستيلاء على بعض اموال مصرفي الرافدين والرشيد وبعض ممتلكات البنك المركزي العراقي، كما انهم استولوا على كميات كبيرة من الذهب وقطع الآثار من المتحف العراقي الوطني.

واعترف عضو تنظيم حزب الجلبي في بغداد عبدالله الصفار صراحة بأن الحزب شن حرب اعتقالات في صفوف العرب والاردنيين بصورة خاصة وتسبب في سجن المئات منهم في السجون الاميركية في ابو غريب والمطار وام قصر في البصرة، واتهم سورية بتمويل الارهاب في العراق.

ويرى مثقفون عراقيون ان سوء مواقف الجلبي وتصريحاته المعادية لدول الجوار للعراق كان سببا كافيا للحكم عليه انه لا يصلح لأي منصب في عراق المستقبل وسببا لتزايد كراهية العراقيين له.

إلى ذلك كشف تقرير دبلوماسي غربي ان اجوبة الرئيس الاميركي جورج بوش في مؤتمره الصحافي في البيت الابيض الاسبوع الماضي عن زعيم حزب المؤتمر الوطني العراقي احمد الجبلي، «تبرأ» بشكل غير مباشر من معرفته به بقوله في اجابته ان لقاءه به كان قصيرا جدا، عندما القى بوش خطابه السنوي عن حال الاتحاد الاميركي في الكونغرس آخر يناير/ كانون الثاني الماضي، واوضح قائلا إن لقاءه ربما كان خلال لقائه مع مجموعة من القادة، ووصف اللقاء بانه مثلما يحدث مع «مجموعة تقف في الدور للمصافحة، وأكد أنه لم تكن لي معه أية مناقشات مكثفة».

الرئيس بوش قال هذا الكلام عن الجلبي، بعدما رفعت إليه قبل أيام النتائج الاولية للتحقيقات في الاتهامات الاميركية للجلبي الشهر الماضي بأنه قدم معلومات بالغة السرية إلى إيران ربما تؤدي إلى قتل اميركيين. ومفادها أن المعلومات التي قدمها الجلبي إلى مسئول مخابراتي إيراني أبلغت أيران ان الاستخبارات الاميركية تمكنت من فك الشيفرة السرية للاستخبارات الإيرانية، وهو ما اعتبره الاميركيون انه اهم مصدر لهم للحصول على المعلومات التي يريدونها عن إيران.

وعندما اطلع الرئيس على هذه النتيجة، قامت الادارة بالتراجع عن طلبها من وسائل الاعلام الاميركية بعدم نشر شيء عن المعلومات بالغة السرية التي اتهم الجلبي بنقلها إلى إيران حتى لا تتعرض التحقيقات والعمليات الاستخبارية المهمة للضرر!

وفي هذا السياق نفت إيران ما ورد في صحيفة «نيويورك تايمز» بان طهران تلقت معلومات استخباراتية من الجلبي الذي كان الشخص المفضل لدى صقور وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) قبل ان تتخلى عنه واشنطن أخيرا.

وقالت صحيفة «الرأي» الأردنية ان تصريحات رئيس مجلس الامن القومي الاعلى في إيران حسن روحاني للصحافيين: «كل ذلك غير صحيح لا علاقة لنا بأية معلومات استخباراتية»، تعيد النظر بما جرى للجلبي بحسب مصادر في المخابرات الأميركية اكدت ان خيانة الجلبي دفعت الحكومة الأميركية إلى قطع علاقاتها معه، فقامت الشرطة العراقية والقوات الأميركية بمداهمة وتفتيش منزله ومكاتبه الشهر الماضي.

وبحسب مسئولين أميركيين فإن الجلبي أبلغ قبل ستة اسابيع مسئول الأمن التابع لمكتب وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية في بغداد ان واشنطن كانت تفك رموز الاتصالات السرية لأجهزة الاستخبارات الإيرانية. وحصلت اجهزة الاستخبارات الاميركية بحسب المصادر نفسها على الدليل الذي يثبت تهمة الخيانة عبر قراءتها برقية لرئيس المكتب في بغداد إلى رؤسائه في إيران تروي ما قاله الجلبي. وفي هذه البرقية روى العميل الإيراني اقوال الجلبي ومفادها ان أميركيا ثملا أسر له بأن الأميركيين كشفوا سر الشيفرة الإيرانية.

وتهكّم روحاني بقوله ان «العراق يقع في الجوار وليس عبر البحار. نستطيع ان نذهب ونحصل على البرقيات بانفسنا ولسنا بحاجة إلى إرسال تلكس».

وفتح مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) تحقيقا بشأن اتصالات الجلبي المشبوهة مع إيران ويسعى أيضا إلى معرفة من هو الذي كشف له عن فك الشيفرة الإيرانية من بين العدد المحدود للاشخاص المطلعين على الأمر كما أضافت الصحيفة

العدد 638 - الجمعة 04 يونيو 2004م الموافق 15 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً