العدد 651 - الخميس 17 يونيو 2004م الموافق 28 ربيع الثاني 1425هـ

الجمري: المرأة البحرينية قادرة على تخطي الصعاب بعلمها وعملها

أثناء تخريج الفوج الثامن من طالبات العام الدراسي 2003 - 2004م (مدرسة سار الثانوية للبنات)...

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

احتفلت مدرسة سار الثانوية للبنات في صالة وزارة التربية والتعليم بمدينة عيسى مساء أمس بتخريج الفوج الثامن من طالبات نظام الساعات المعتمدة للعام الدراسي 2003 - 2004 تحت رعاية الوكيل المساعد للتعليم العام والفني ابراهيم محمد جناحي، وتخللت الاحتفال كلمة لضيف شرف الاحتفال منصور الجمري، الذي اشار في حديثه الى ما يأتي:

مدينة عيسى - منصور الجمري

الوكيل المساعد للتعليم العام والفني إبراهيم محمد جناحي، مسئولي الوزارة، مديرة المدرسة والمدرسات، طالبات مدرسة سار الثانوية للبنات، أولياء الأمور، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

نحتفل الليلة بتخريج 270 طالبة من المسارين الادبي والعلمي في مدرسة سار الثانوية للبنات، 60 منهن حققن درجة الامتياز، و15 منهن حصلن على علامات بمعدل 95 في المئة وما فوق. وأوجه حديثي الى الطالبات:

تتخرجن من المدرسة وانتن متطلعات الى مستقبل ينتظركن، مستقبل يتطلب المواصلة في الجد والاجتهاد والسعي إلى حياة كريمة مملوءة بالانجازات التي تسعدكن كلما راجعتن بدايات نجاحكن.

التخرج من الثانوية له طعم خاص، ويتذكر الانسان مواقف عدة في حياته تؤثر عليه طوال عمره، ومن تلك المواقف تخرجه من الثانوية واستعداده لحياة اخرى يختارها بنفسه، أو تفرض عليه، أو أنه يتعامل معها بحسب الظروف ليتغلب على الصعاب وينجز آماله التي طالما حركته في أيام حياته الأولى.

تتخرجن في العام 2004، في مطلع القرن الحادي والعشرين، وتعشن في ظروف مختلفة عما كنا عليه من قبل. قبل مئة عام كان الذين يحضرون الى المدارس أقل من 3 في المئة، أما اليوم فإن الذين يتغيبون عن المدارس أقل من 3 في المئة.

الا أن هناك دعوات متكررة حاليا صادرة من مختلف الجهات لاسيما الأمم المتحدة، التي اصدرت تقريرا أخيرا قالت فيه إن واحدا من أسباب تأخر عجلة التنمية في البلاد العربية هو عدم ادخال المرأة - التي تمثل نصف المجتمع - في برامج التنمية والحياة العامة.

غير أننا في البحرين قد نختلف قليلا عن البلدان العربية الأخرى، ففي بعض الدول الخليجية لا تزيد نسبة البنات اللاتي يذهبن إلى المدارس عن 57 في المئة أما في البحرين فإن النسبة مرتفعة جدا وقد تصل الى 98 في المئة، والبنات أكثر من الأولاد في الثانوية والجامعة. فجامعة البحرين التي تحتوي على 18 ألف طالب، تمثل البنات 70 في المئة من مجموع الطلاب.

وهذا يعني أن المرأة البحرينية ليست محرومة من التعليم، وهو العامل الأهم في حياة الإنسان، ولكن التحديات التي تواجه المرأة بعد حصولها على التعليم كبيرة جدا، ومازالت تعاني من استضعاف لدورها على جميع المستويات.

ما هي هذه التحديات؟ وكيف نواجهها جميعا؟

التحديات عدة، ومن الخطأ ترك أمرها للمرأة فقط. إنني من المؤمنين بأن على المرأة أن تقود نضالها، ولكن يجب أن يكون ذلك من خلال تعاضد الرجل معها. فمن دونه ستبقى المرأة في الخلف تنتظر قرار الرجل، وبالتالي تصبح عالة على المجتمع بدلا من كونها قيادية وفعّالة ومنتجة.

البعض يطرح أن التحدي الأكبر أمام المرأة هو عدم وجود قانون للاسرة يحمي المرأة من تعسف الرجل الذي يسيطر على الشئون العائلية ويضطهد المرأة، والبعض يطرح أن التحدي هو ايصال أكبر عدد من النساء الى المناصب الحكومية والبرلمانية والتنفيذية، والبعض يطرح أن التحدي يكمن في انعدام الفرص المناسبة لتمويل مشروعات تساعد المرأة على الدخول في سوق العمل، والبعض يطرح أن التحدي أمام المرأة له علاقة بالعادات والتقاليد.

ربما يكون بعض أو جميع هذه التحديات أو أكثرها صحيحا. والتحديات في الحقيقة تشمل الرجل والمرأة، الشاب والشابة، الطالب والطالبة. فأنتن تتخرجن وعدد المتخرجين والمتخرجات اكثر من ستة آلاف. ربما سيذهب ثلثاكن الى الجامعة والثلث الآخر يبقى في المنزل أو سيبحث عن عمل، لكن التحدي يشمل الجميع، فالبحرين مطلوب منها أن توفر عشرة آلاف وظيفة سنويا لكي تحتوي مشكلة البطالة، وهذا يتطلب تنمية مستديمة يتوسع معها الاقتصاد ويستوعب هذه الطاقات البشرية الهائلة.

التحديات كبيرة، ولكنني أومن بأن الإنسان هو الذي يقود التغيير بنفسه. ومهما كانت الظروف والمعوقات فإن امام المرأة المتعلمة ألف وسيلة ووسيلة للخروج من الزاوية الضيقة التي تحاصرها حاليا. العلم سلاح المنتصر، ورسولنا محمد (ص) قال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة»، ولم يكن هناك استثناء للمرأة في أهم عامل للتطوير الذاتي والجماعي. وكذلك فإن كل واحدة منكن تستطيع انجاز ما عجزت عنه النساء في الماضي، وهو الخروج الى الحياة العامة بثقة تامة وإيمان بقدرة الإنسان على الانتصار على الظروف القاسية.

إن وضوح الهدف المطلوب في الحياة، وانعقاد العزم والإرادة المتسلحة بالعلم، والايمان بحق الانسان سواء كان رجلا أم امرأة، بأن يعيش الحياة الكريمة التي ارادها الله له... جميع هذه الأمور هي المحرك الرئيسي لمستقبل ناجح لكل واحدة منكن... وفقكن الله لما يحب ويرضى، وجعلكن ذخرا لبلدكن واهاليكن

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 651 - الخميس 17 يونيو 2004م الموافق 28 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً