عندما نعود إلى الفنان عبدالله السعداوي ومشواره الطويل الذي امتد إلى نحو أربعين عاما نجد أنه شارك في الكثير من المسرحيات غالبيتها المسرحيات العالمية وهو من كرس حياته لخدمة هذا الفن الشامل، السعداوي ليس ممثلا ومخرجا فقط لكنه حاول ان يطور المسرح وخصوصا المسرح التجريبي واكتشف الكثير من المواهب وتعلم منه الكثير ممن خاضوا التجارب المسرحية، ومن عملوا معه يعرفون قيمته وقيمة هذا الفن، فيستحق السعداوي ان يطلق عليه اسم رجل المسرح الأول بل أكثر إذ كان أول من أوصل المسرح المحلي إلى العالمية ليحصل على الجائزة أو التكريم فهو من الذين لديهم ثقافة في المسرح ويعتمد على القراءة وتلخيص المسرحيات واختيار النصوص المسرحية الجيدة ليقوم باخراجها. ربما أعماله في التلفزيون قليلة لكنها في المسرح أكثر، ومن أصعب المسرحيات التي قام بإخراجها مسرحية «مؤلف ضاع في نفسه» والتي قدمت على خشبة المسرح وشارك فيها الكثير من الفنانين الشباب والذين انطلقوا من مسرح الصواري ولايزالون يواصلون طريقهم المسرحي وبعضهم أصبح مخرجا مثل خالد الرويعي هذا الفنان الذي تعلم الكثير من الفنان عبدالله السعداوي وسار على طريقة. واليوم نجد الكثير من الفنانين من الذين استفادوا من تجارب السعداوي وأعماله التي قام بها. وبحر السعداوي المسرحي هو بحر الغموض في المسرح والتجريب والجسد.
وتضحية الممثل بروحه وجسده للمسرح وكل حركة يقوم بها الممثل تكون مدروسة بالشكل الصحيح وبحسب النص المكتوب وهذا يعود كله إلى قدرة الفنان البحريني ومشاركته في الكثير من المسرحيات. وعلى المستوى المحلي والخليجي فالمسرح بالنسبة إلى الفنان جزء من حياته وهذا ما نجده اليوم في الفنان البحريني فالجرأة لدى الفنان البحريني جعلته يتقمص الكثير من الادوار المسرحية وخصوصا من عمل مع مسرح السعداوي ومن سار على طريقه المليء بالمغامرات فالسعداوي فنان متعدد المواهب ومن أعماله المسرحية البارزة الجاثوم - رجال البحر - سكوريال - الكمامة - القربان - الطفل البريء - - بنت النوخدة - وغيرها من المسرحيات اما الأعمال السينمائية فلا نجد له إلا دورا بسيطا في فيلم «الحاجز»، ونتمنى أن نجد السعداوي في المستقبل في ادوار سينمائية أخرى.
حميد أحمد الدرازي
العدد 651 - الخميس 17 يونيو 2004م الموافق 28 ربيع الثاني 1425هـ