أكد رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي أمس عزمه إعادة هيكلة قواته الأمنية لمكافحة الخارجين على السلطات «الذين يسعون لإثارة الفوضى قبيل نقل السيادة». وقال ان الجيش الجديد سيدعم الشرطة التي ستكرس جهودها لمكافحة الخارجين على السلطات ومنع وقوع هجمات تخريبية. ودافع علاوي عن غارة الفلوجة في الوقت الذي أكد فيه المسئولون المحليون أن قائمة القتلى تضم نساء وأطفالا لا مقاتلين متشددين.
وأعلن مسئول في التحالف أن الرئيس المخلوع صدام حسين مع تسعة من كبار المسئولين السابقين، سيوضعون تحت سلطة الحكومة بعد الثلاثين من يونيو/ حزيران الجاري، إلا أنهم سيبقون تحت حراسة أميركية. إلى ذلك أكد رئيس الهيئة العليا للإعداد للمؤتمر الوطني فؤاد معصوم أن السيد مقتدى الصدر سيكون من بين ألف شخصية ستتم دعوتها للمشاركة في المؤتمر الذي سيعقد نهاية يوليو/ تموز المقبل. وأضاف أن «الصدر بدأ بتحويل ميليشياته إلى حزب».
هذا وهددت مجموعة مسلحة في شريط فيديو بثته قناة الجزيرة مساء امس بقتل رهينة كورية لديها اذا لم تتراجع حكومة كوريا الجنوبية في غضون 24 ساعة عن قرارها ارسال قوات الى العراق.
عمَّان، عواصم - حسين دعسة، وكالات
أعلن رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي أمس استراتيجية للأمن الوطني تقوم على تعبئة كل قوات الأمن لمحاربة منفذي الاعتداءات، واضعا كل هذه القوات تحت إمرته الشخصية. وفي حين ثارت شكوك بشأن هدف غارة الفلوجة أمس الأول شنت مروحية أميركية هجوما أمس على منزل وزير الداخلية أسفر عن مقتل خمسة من حرسه.
وأكد علاوي في مؤتمر صحافي أن «الحملة ضد الإرهاب هي المسئولية الأساسية لحكومتي» واتهم «عناصر مخربة ومنها عناصر لصدام ونظامه السابق وعناصر أجنبية» بتنفيذ الاعتداءات، من دون المزيد من التفاصيل. وقدم شرحا موجزا لآلية عمل القوات التي ستكون عليها مسئولية الأمن بحلول الثلاثين من الشهر الجاري.
وأعلن علاوي تشكيل اللجنة الوزارية للأمن الوطني برئاسته وعضوية وزراء الداخلية والدفاع والخارجية والعدل والمالية إلى جانب مستشار الأمن الوطني ومدير جهاز المخابرات، إضافة إلى إنشاء مركز للعمليات المشتركة. وقال «حكومتي مصممة على مجابهة هذه العناصر المخربة وسنقوم بتحسين القدرات الأمنية لضمان امن الشعب».
كذلك، وضع علاوي كل الأجهزة الأمنية على اختلاف أنواعها تحت إمرته المباشرة مؤكدا مسئوليته الشخصية عن الملف الأمني في المرحلة المقبلة. وقال إن «الجيش العراقي سيقدم إلي التقارير من خلال وزير الدفاع ورئيس أركان قيادة الجيش كما أن قوات الشرطة مسئولة أمامي من خلال وزير الداخلية».
وتحدث رئيس الوزراء عن ألوية خاصة في إطار القوات الأمنية منها قوة حماية منشآت النفط والخدمات وقوات حماية الحدود وحرس السواحل، شارحا دور كل منها في الخطة الأمنية. إلا انه أكد أن العمليات الرئيسية ستتولاها وحدات خاصة في الجيش والشرطة.
وقال علاوي «ستكون قوات الشرطة في الخطوط الأمامية في هذه المعركة وتم تدريب وحدات الشرطة الخاصة وتزويدها بكل المعدات اللازمة لمكافحة الإرهاب». وأضاف «ستتدخل الشرطة بسرعة وبمساعدة المحترفين من أبناء قواتنا العسكرية وذلك بإمرة الجيش وبالتنسيق معه».
كذلك، ستتحول قوات الدفاع المدني التي تعد ثلاثين ألف عنصر إلى واحدة من هذه القوات الخاصة، إذ سيطلق عليها اسم الحرس الوطني ويتم إلحاقها بجهاز الجيش. وقال إن «قوات الحرس الوطني التي كانت تسمى بقوات الدفاع المدني ستشهد رفع مستوى تدريبها وزيادة قوامها». وشرح أن مهمة هذه القوة «مطاردة الإرهابيين والعابثين بأمن الدولة».
وشكر علاوي «الدول الصديقة» داعيا إياها إلى تقديم المزيد من المساعدات في تدريب وتجهيز القوات الأمنية، إلا انه شدد على أن «الصراع ضد الإرهاب هو عراقي أولا وأخيرا». وقال «العدو شرير جدا وليس لديه سوى الموت والدمار وقتل الأبرياء إلا أننا مستعدون للقتال».
كما قال علاوي ان حكومته قد تفرض حال الطواريء في بعض المناطق، مؤكدا في الوقت نفسه أن فرض هذه الإجراءات سيكون «ضمن احترام حقوق الإنسان». وفي الإطار ذاته أكد مسئول في الائتلاف أن الحكومة تستطيع فرض حظر التجول من دون فرض الأحكام العرفية.
وكشف رئيس الوزراء أن الخطة التي يعدها تتضمن «عرضا بالعفو عن العراقيين الذين ساعدوا في عمليات مقاومة» في خطوة قال إنها تهدف إلى «بداية جديدة». وأشار في تصريحات نشرتها «واشنطن بوست» أمس إلى أن العفو «لن يشمل من شاركوا مباشرة في قتل جنود أميركيين أو عمليات عنف أخرى لكنها ستشمل قطاعا واسعا ممن قدموا الدعم للمقاومة».
من ناحية أخرى قال علاوي ان غارة الفلوجة استهدفت «منزلا يستخدمه إرهابيون» مشيرا إلى أن الحكومة تبلغت بالغارة قبل وقت قصير من تنفيذها. وعلى صعيد متصل أعلن ضابط في الشرطة أمس انه لم يعثر على أي اثر لوجود مسلح في الموقع. وأكد أنها أسفرت عن سقوط 26 قتيلا وثمانية جرحى بين المدنيين.
وأوضح الضابط «أن الغارة استهدفت حيا فقيرا وبالتحديد منزل مواطن يدعى جاسم محمد فياض وأوقعت عددا كبيرا من القتلى بين أفراد عائلته وجيرانه».
وقال مصدر في الشرطة أمس إن خمسة من رجال الشرطة قُتلوا أثناء غارة أميركية بالمروحيات في سامراء. وكان الرجال الخمسة يحرسون منزل وزير الداخلية فلاح النقيب حين فتح جنود أميركيون النار عليهم من مروحية.
وكان الجيش الأميركي دمر مركز الشرطة في المدينة في هجوم جوي قبل ساعات. ولم تستبعد الشرطة أن تكون الهجمات وقعت عن طريق الخطأ. وأعلنت قوات الشرطة أيضا نجاة وزير الصحة من محاولة لاغتياله.
وكان مهاجمون مجهولون اغتالوا الشيخ عز الدين البياتي أحد شيوخ قبيلة البيات وعضو مجلس مدينة تكريت. وذكرت إدارة الدفاع المدني أن حارس البياتي الشخصي قُتل.
وقالت مصادر صحية وأمنية إن عراقيا قُتل وجُرح اثنان في هجوم استهدف رتلا عسكريا أميركيا في الطريق بين المحمودية وبغداد فيما قتل مسئول سابق في حزب البعث في النجف. وفي حادث أخر أعلن مصدر طبي أن أبا وأما لأسرة قتلا وأصيب ثلاثة من اطفالهما بجروح اثر سقوط قذيفة هاون على منزلهما في بلدة قرب بعقوبة.
وقُتل ثلاثة عراقيين وأصيب تسعة آخرون بجروح في اشتباكات جرت ليل السبت الأحد في مدينة الصدر. كما قتل 13 عراقيا وأصيب 34 آخرون في مواجهات اندلعت منذ الخميس الماضي مع القوات الأميركية بالقرب من بعقوبة. وأدى انفجار عبوة ناسفة لدى مرور سيارة تنقل رجال شرطة إلى جرح شرطي ومدني وسط بعقوبة.
وهز انفجار عنيف منطقة شارع الرشيد المكتظ وسط بغداد وأسفر عن مقتل ثلاثة عراقيين وإصابة سبعة آخرين. وقال الجيش الأميركي في بيان إن جنديا أميركيا قُتل في العمليات في محافظة الانبار. كما أصيب جندي أميركي في شرق بغداد ليل السبت الأحد من جراء انفجار قنبلة.
إلى ذلك كشف مدير العمليات التجارية في شركة سبيرد أن الأردن زود سلاح الجو العراقي بطائرتين من نوع سيكر وان العملية تمت بموجب اتفاق وقع بين الأردن وقوات التحالف، ستؤدي إلى تزويد الجيش العراقي بـ 14طائرة مراقبة.
وحصلت «الوسط» على بيان للتحالف يؤكد أن القوات الجوية العراقية ستتسلم أول طائرة ضمن صفقة تم التعاقد عليها لتجهيز القوة الجوية العراقية الجديدة بـ16 طائرة عسكرية للمراقبة.
لندن - رويترز
أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن لندن تحقق في تقارير قالت إن جنودها مثلوا بجثث مدنيين عراقيين بعد معركة ضارية بالرصاص الشهر الماضي. وقالت متحدثة باسم الوزارة إن بريطانيا «نفت بشكل قاطع» تعدي الجنود البريطانيين على الجثث بعد المعركة التي وقعت قرب بلدة صغيرة بجنوب العراق في 14 مايو/ أيار.
وأضافت «نجري تحقيقا في الأدلة التي قُدمت لنا وإذا تطلبت النتيجة ذلك سنبدأ تحقيقا رسميا في الحادث، ولكن لا يوجد لدينا الآن ما يدعو للاعتقاد بأن هذه هي الحقيقة». وقالت صحيفة «صنداي تلغراف» إن قاضيا عراقيا أمر بإخراج بعض الجثث لإجراء مزيد من الفحوصات بعد أن قدمت عائلات القتلى شكاوى رسمية. وأضافت أن الأطباء العراقيين قالوا إنهم رأوا جروحا تشمل بتر الأعضاء التناسلية وفقأ الأعين وبتر الأيدي وطلبوا إجراء فحص مستقل للأدلة التشريحية
العدد 654 - الأحد 20 يونيو 2004م الموافق 02 جمادى الأولى 1425هـ