العدد 672 - الخميس 08 يوليو 2004م الموافق 20 جمادى الأولى 1425هـ

موت مبدأ بوش للهجمات الاستباقية

يرى خبراء أن الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على العراق تساهم في تغيير المبدأ العسكري الأميركي، ما يجعلهم يتساءلون عما إذا كان ذلك يعني نهاية لاستراتيجية الضربات الاستباقية. ويرى هؤلاء أن الحرب على العراق أسفرت عن حدوث تغيير على صعيد جميع فروع القوات المسلحة الأميركية، غير أن القوات البرية تشهد بصورة خاصة تغيرا راديكاليا نتيجة لاحتلال صعب غير متوقع تكبدت فيه قوات الاحتلال نحو 12 ألف إصابة ما بين قتيل وجريح في أرض المعركة.

ويعتقد خبراء أن المسألة المهمة ستكون ما إذا كان الضباط الأميركيون تعلموا دروس العمليات الأميركية في العراق، مشيرين إلى أن الحال في الوقت الراهن تشبه ما كانت بالنسبة إلى فيتنام والحرب العالمية الثانية. فمثل هذه الدروس ليست مقتصرة على المخططين في «البنتاغون» وأساتذة الأكاديميات العسكرية، بل إنه من المؤكد أن هذه الدروس تهم القادة السياسيين والأميركيين بشكل عام الذين أرسلوا القوات في طريق الضرر والعنف وكيفية رؤية هؤلاء القادة لدور الولايات المتحدة في العالم.

ويؤكد الكابتن المتقاعد في البحرية الأميركية جون بايرن أن «الحرب في العراق تقوم بتحطيم الجيش وفيالق المارينز وأن استبدال القوات يتم في حال من الفوضى وأن كل القوة المتطوعة بدأت تتحطم ونحن نمدد مهماتها القتالية ونكافح من أجل الحصول على مزيد من القوات على الأرض». لكن السؤال الأكثر أهمية بالنسبة إلى الجنود هو ما هو الاعتقاد بالنسبة إلى البدء في القتال أو «الحرب الاستباقية» كما فرضها المحافظون الجدد الذين يوجهون النصائح للرئيس الأميركي جورج بوش.

ويرى الخبراء أيضا أن الدروس المستفادة من العراق هي أن طبيعة الصراع قد تغير، وأن القوات الأميركية لم تقم بعملها جيدا في هذه الظروف، كما يقول المحلل العسكري لاري سيكويست. ويضيف «على سبيل المثال إن ما يسمى بثورة المعلومات لم تقدم معلومات استخبارية حاسمة فالاستثمار الضخم في شبكات الكمبيوتر وطائرات التجسس من دون طيار والمعدات الأخرى ذات التكنولوجيا المتقدمة، فشلت في توفير الإدراك للأوضاع، وهذا الفشل أدى إلى الحاجة لاعتقال آلاف العراقيين من أجل استجوابهم، وهي استراتيجية تبين أيضا فشلها. وردا على الاحتياجات الأمنية المتغيرة ستتم مواصلة نقل القوات الأميركية على الصعيد العالمي مع التأكيد على وحدات أصغر ووحدات متحركة في أماكن مهمة استراتيجيا مثل القرن الإفريقي والمحيط الهندي وأوروبا الشرقية، كما أن الانتشارات الكبيرة التقليدية للقوات الأميركية في كوريا الجنوبية وألمانيا وأوكيناوا واليابان ستخفض. إذ إن غالبية الوحدات ستكون متمركزة في الولايات المتحدة. وأحد الدروس من الحرب هو أن الوطنية والقبلية قويتان الآن لدرجة أن عملية بناء الدول التي تنتهجها حكومة بوش هي عملية ينبغي تجنبها

العدد 672 - الخميس 08 يوليو 2004م الموافق 20 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:14 م

      عن موت بوش

      انا فرحانه وفى نفس الوقت خايفه ان حد تانى يجى اوسخ منه و اوحش منه

اقرأ ايضاً