العدد 672 - الخميس 08 يوليو 2004م الموافق 20 جمادى الأولى 1425هـ

أدلجة الشباب والطلاب سبب رئيسي في فشل مشروعاتهم واتحاداتهم

في ندوة للجمري بـ «ملتقى الشباب البحريني» ...

قال رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري ان «أدلجة الشباب والطلاب حرمتهم من الاستفادة الكاملة من طاقاتهم وهي السبب الرئيسي في عدم قيام اتحاد طلابي او مشروع وطني تنموي للشباب».

جاء ذلك في ندوة نظمها «ملتقى الشباب البحريني» مساء امس الاول. وأشار الجمري في الندوة الى ان 40 في المئة من سكان البحرين هم دون سن الخامسة عشرة، و57 في المئة دون سن الـ 25 عاما، كما يعني ان المجتمع يتمون من الشباب اكثر مما يتكون من اية فئة عمرية أخرى، وان هذا معاكس لما هو موجود في دول متقدمة عدة حيث العكس في توزيع الفئات العمرية. وقال ان نسبة النمو السكاني بين المواطنين (4.2 في المئة) لابأس بها عند مقارنتها بما حولنا. ولكن لدينا حاليا اكثرية شبابية وهي كتلة مهملة من الحكومة ومن الجمعيات السياسية وليس لها الا نفسها، وعليها ان تعتمد على نفسها ولاتنتظر الفرج من احد.

وامتدح الجمري مساعي برنامج الامم المتحدة للتنمية الذي سيطرح مسودة لاستراتيجية وطنية للشباب في الشهر المقبل، على ان تدرسها الحكومة وتقدمها الى البرلمان. لكنه توقع ان يعجز البرلمانيون عن التعاطي مع استراتيجية الشباب كما عجزوا عن التعاطي مع غالبية القضايا الاستراتيجية التي تهم المواطن.

وقال الجمري: «الطلاب والشباب ضحايا لاؤضاعنا السياسية المتخلفة، وبدلا من تُمكينهم لانتاج مستقبل افضل فإن خضوعهم لسيطرة الايديولوجيات التي آمن بها ويبشر بها الجيل الذي سبقهم يفرض عليهم قوقعة فكرية وعملية تجبرهم على اجترار ماض ليس من صنعهم».

وانتقد الجمري اليساريين عندما كانوا يسيطرون على الاتحاد الوطني لطلبة البحرين وعلى المنظمات الشبابية، كما انتقد المتدينين حاليا الذين قاموا ويقومون بالشيء نفسه عندما سيطروا على الطلاب منذ الثمانينات والتسعينات. وقال: عندما كان اليساريون يسيطرون على الاعمال الشبابية فان الانشطة الطلابية كانت مرحلة اولية للعمل الحزبي المنظم، وعندما سيطر المتدينون حولوا العمل الطلابي الى مسجد او مأتم. واعتبر ان ذلك لا يشكل اخلاصا للطلاب الذين تواجههم تحديلات كبرى، بينما يقحمون في صراعات لم ولن تحسم، ولن تخدم احدا فيما لو حسمت.

وعاتب الجمري إغفال القائمين على مشروع الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالشباب لمعالجة مشكلة «الشباب والأيديولوجية»، لافتا إلى أن الجمعيات الشبابية اصلحالية غالبا ما تكون واجهة لجمعية سياسية.

وقال :«لاعيب في ان ينتمي هذا الشاب او ذاك الى اتجاه سياسي، ولكن العيب في ان لايؤمن هذا الشاب بأن من حق غيره ان يؤمن باتجاه آخر، وان عليهما التعايش مع بعضهما على اساس معادلة ديمقراطية، حتى لو كانت عن طريق المحاصصة».

وقال ان على الشباب ان يسلحوا انفسهم بمهارات لاغنى عنها. فعلى الشاب ان يعرف كيف يتحدث ويكتب ويتحاور بالغتين العربية والانجليزية، وعليه ان يتعامل مع تطبيقات الكمبيوتر والإنترنت بصورة متطورة لكي يستطيع الاتصال بالعالم من حوله وان يستعين بالامكانات الهائلة التي يوفرها عالم تقنية المعلومات، والاهم فإن على الشاب ان يتعلم كيف يعمل مع غيره كفريق عمل واحد، وهذه من اصعب المهارات.

واشار الى ان عالم اليوم يعتمد على المؤسسية والعقلانية وان الشعارات الفارغة ولى زمنها وان من يعتمد في حركته على اتباع الاشخاص الكاريزميين، فإنه يرهن حياته وحياة امته بمصير غير معلوم النهاية. والبديل لكل ذلك في اكتساب الخبرة في العمل المؤسسي القائم على التعامل والتعايش مع الآخر مع الإيمان بحقوق الانسان وبأهمية الحفاظ على البيئة والايمان بقدسية العمل من اجل الوطن على اساس الديمقراطية والشفافية، معتبرا ذلك من صلب تعاليم الدين الاسلامي الحنيف.

وقال ان بعض المؤرخين مثل فؤاد اسحاق الخوري اشار في كتابه عن البحرين إلى ان احد اسباب فشل التغيير السياسي في البحرين هو انهيار النخبة امام المنصب وامام مغريات كثيرة تتوافر لمن يتصدى للعمل الوطني، وانه وبسبب ذلك فإن الناس لايثقون كثيرا بالنخبة السياسية. وقال ان على الشباب ان يخلقوا نخبة أخرى افضل من التي تحدث عنها الخوري وأن ذلك ممكن من خلال فهم جديد للمواطنة والقبول بالآخر والاخلاص لما يلتزم به المرء في حياته من مبادئ سامية

العدد 672 - الخميس 08 يوليو 2004م الموافق 20 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً