العدد 680 - الجمعة 16 يوليو 2004م الموافق 28 جمادى الأولى 1425هـ

وما دخلي أنا؟

غسان الشهابي comments [at] alwasatnews.com

المتابع للصحف العراقية، التي تتناول الشأن العراقي، لا يخطئ الالتماس الحار من قبل عراقيين يصيحون بالعرب لأن يتركوا العراق وأهله، للعراق وأهله، وأن يعكفوا على ما لديهم من مشكلات، وهذا سيكون أكبر خدمة للعراق.

وحوادث التاريخ تعلمنا أن أشد الفترات حلكة هي التي تسود فيها مقولة «وما دخلي أنا؟»، وذلك بدلا من «من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم»، ولكن من يستطيع لوم العراقيين، إذ هم كانوا يرون العرب «يدبكون» ويرقصون ويهللون ويمجدون من يقتلهم ويعذبهم، ويكذّبون كل الدعاوى التي يقولها المعارضون، الشرفاء منهم والمرتزقة، ويرون أن دماء العراقيين يجب أن تسكب تحت قدمي رجل لم يروه إلا في الأخبار، ولم يذوقوا «ضيافته» في سجون العراق المختلفة، عربا يتغنون بمن أعاد إلى الأمة شرفها، بينما شرف العراق منتهب لثلة من أقاربه وحزبييه؟

إن وقوف الكثير من الشعوب العربية مؤيدة لصدام فقط نكاية بأميركا، وأنه ليفعل في العراق ما يحلو له ولا نعين أميركا عليه، وهو الذي أودى بالعراق إلى ما ال إليه، وأودى بالعلاقة الشعبية بين العراق وبقية العرب إلى التدهور والشك.

أمامنا اليوم مثالٌ آخر، وربما ما يحدث اليوم في دارفور من مأساة إنسانية، سواء شاركت أو باركت لها الحكومة أم لا، وسواء كانت ميليشيا الجنجويد هم الذين همّوا بالقتل والنهب والاغتصاب والتهجير من أنفسهم أم ان هناك من أوحى لهم، سواء كانت أعداد من وقع عليهم الظلم حقيقية أم مبالغا فيها، فليس من قبيل الحفاظ على لحمة الأمة القول: «وما دخلي أنا؟»، بينما القرارات تعد في مطابخ الولايات/ الأمم المتحدة للسودان ليهشم السودان، وذلك لأننا لم نتدخل بالنصح والدعوات والوفود والإغاثة، وتركنا كل هذا تقوم به الجهات الغربية، فـ «ما دخلي أنا وما يجري في السودان؟»

إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"

العدد 680 - الجمعة 16 يوليو 2004م الموافق 28 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً