أكدت مستشارة التمريض في مجمع السلمانية الطبي فاطمة عبدالواحد أن التقارير الصحية الخاصة بالمنطقة ودراسات اللجنة الفنية الخليجية للتمريض تشير إلى أن دول مجلس التعاون بحاجة إلى الكثير من التخصصات التمريضية في مجالات رعاية مرضى الطوارئ والحالات الحرجة والأمراض السرطانية والقبالة والتوليد والأطفال والصحة النفسية وصحة المجتمع ورعاية المسنين. جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية لاجتماع فريق العمل المتخصص لوضع اللائحة الداخلية لسير عمل المجلس الخليجي للاختصاصات التمريضية، صباح أمس في فندق الريجنسي.
وقالت عبدالواحد: «إن مهنة التمريض إحدى المهن الصحية التي تواجه في هذا العصر الكثير من التحديات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتقنية، والتي تؤثر جميعها بشكل مباشر في صحة المجتمع، جاعلة من التخصص في التمريض مطلبا أساسيا لمواجهة تأثير هذه العوامل على صحة الأفراد. وفي ظل التطور التقني والعلمي السريع، وتعدد الاختصاصات الناتجة عنهما، أصبح من الضرورة مواكبة هذا التطور أكاديميا ومهنيا من خلال تنظيم تعليم التمريض واعتماد برامجه التخصصية بمنهجية علمية تضمن سلامة متلقي الخدمة، وتعد المتخصص إعدادا شاملا، إذ ان دول مجلس التعاون في حاجة مستمرة إلى الممرضين المتخصصين».
وأضافت «استنادا إلى توصية الندوة الخليجية الخامسة للتمريض التي عقدت في الرياض في العام 2003، والمتعلقة بإيجاد جهة خليجية تمريضية لاعتماد برامج تعليم التمريض في دول المجلس، وبناء على التوصية رقم 15 للهيئة التنفيذية للاجتماع الثامن والخمسين لوزراء الصحة بدول المجلس في ابريل/ نيسان من العام الماضي، والتوصية رقم 17 للاجتماع الستين للهيئة التنفيذية في ابريل من هذا العام، واستنادا إلى معايير التعليم التخصصي لدول مجلس التعاون في العام 1996، نرى أهمية إنشاء مجلس خليجي للتخصصات التمريضية يأخذ على عاتقه اعتماد التخصص في التمريض بدول المجلس، من أجل تحسين استغلال الموارد البشرية المحلية والإمكانات المادية بدول المنطقة. وإن اجتماعنا لوضع مشروع إنشاء المجلس الخليجي للتخصصات التمريضية، لهو ترجمة فعلية لإيمان وزراء الصحة بالدور المحوري الذي يلعبه الممرض في تقديم خدمات صحية متخصصة».
من جهته أشار مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية توفيق أحمد خوجة إلى أن «مهنة التمريض تؤدي دورا مهما في منظومة الخدمات الطبية، وهي مهنة تجمع كل أدبيات السلوك الراقي، والبعد الإنساني، إضافة إلى المعرفة والخبرة الشاملة للتعامل مع المحتاجين للرعاية الطبية. إنها المهنة التي تمثل عصب النشاط الصحي داخل وخارج المؤسسات الصحية، على اختلاف أنواعها ومستوياتها، فالتمريض مهنة تقديم الرعاية الصحية التي تجمع بين العلم والعمل والفن والإنسانية معا من خلال مساعدة المرضى»، مبينا أن «دول الخليج أحرزت تقدما كبيرا في مجال تطوير مهنة التمريض كمّا ونوعا، إذ أولى مجلس وزراء الصحة بهذه الدول اهتماما كبيرا بموضوع التمريض منذ إنشائه، وكان التمريض أحد الأوليات المدرجة على جدول أعماله منذ مؤتمره الأول في العام 1976، وحقق إنجازات ملموسة في توحيد مستويات القبول بمدارس ومعاهد وكليات التمريض في الدول الأعضاء ووحد مسميات الخريجين، ونوّع مجالات التخصص المهني في مجال التمريض».
وقال: «منذ أن تقدمت مملكة البحرين بورقة عمل بشأن إبداء الرأي بشأن تشكيل المجلس الخليجي للاختصاصات التمريضية خلال فعاليات اجتماع اللجنة الفنية الخليجية بمسقط في العام الماضي، صدرت التوصية رقم 14 لاجتماع الهيئة التنفيذية التاسع والخمسين في الرياض، ثم رفع الموضوع إلى وزراء الصحة بدول المجلس في مؤتمرهم السادس والخمسين بالدوحة هذا العام، وصدر القرار رقم 4 بالموافقة من حيث المبدأ على إنشاء المجلس الخليجي للاختصاصات التمريضية، وتكليف أعضاء اللجنة الفنية الخليجية للتمريض بإعداد ورقة عمل تتضمن التفاصيل كافة الخاصة بالمجلس وكيفية سير عمله الإداري والفني لتدارسه ضمن اجتماع اللجنة المقبل»
العدد 682 - الأحد 18 يوليو 2004م الموافق 30 جمادى الأولى 1425هـ