العدد 2371 - الثلثاء 03 مارس 2009م الموافق 06 ربيع الاول 1430هـ

أوباما... وإيران والخليج

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

اللقاء الذي نظمته السفارة الأميركية السبت الماضي عبر الهاتف مع أستاذ العلوم السياسية بجامعة فيرجينيا، الخبير الاستراتيجي الأميركي وليام كواندت ذكر أن الإدارة الأميركية الحالية تمتلك رؤية جديدة اتجاه سياستها مع دول الشرق الأوسط إذ يتوقع أن تطرأ تغييرات على السياسة الأميركية في المنطقة ولاسيما مع إيران، إضافة إلى متابعة مجريات الوضع في أفغانستان وقضية الصراع العربي الإسرائيلي.

كواندت أشار إلى أن واشنطن جادة بفتح قنوات حوار مع طهران لأن ذلك يأتي ضمن التوجه الأميركي لإدارة باراك أوباما مع العالم الإسلامي، موضحا أنه تم اختيار أشخاص لهم باع طويل ومحنكون في التعامل مع القضايا الصعبة مثل «دينيس روس» وقارن بين ما يمكن أن يحدث مع إيران كالذي حدث مع الصين في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون في سبعينيات القرن الماضي، والذي كان تطورا استراتيجيا مهما. غير أن إيران ربما تنظر إلى «دينيس روس» بأنه شخص أسوأ من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون، وأن انحيازه لـ «إسرائيل» واضح ومعلن، وهذا يوضح أن الشكوك بين الطرفين المتنافرين (أميركا وإيران) ستبقى مستمرة، إلى جانب التصريحات الأميركية بشأن إمكانية إيران لتصنيع السلاح النووي وخطورته على المنطقة.

في الوقت ذاته، فإن الإدارة الأميركية الجديدة واقع عليها ضغط من أصدقائها في المنطقة، الذين يقولون لها بأن عليها أن تتبنى استراتيجية للحوار مع حلفائها العرب في الخليج، بما يعزز العلاقات السياسية والعسكرية وخصوصا أن النهج الجديد ستكون له آثار كبيرة ولعل التوجسات الأخيرة في العلاقات بين إيران والدول العربية بعد التصريحات الأخيرة المسيئة للبحرين توضح القلق الدائم من احتمال اهتزاز ميزان القوى، وأن أميركا بحاجة إلى استراتيجة حوار مع حلفائها من جانب، ومع إيران من جانب آخر، لخلق الثقة بما يحقق الاستقرار الدائم لمنطقتنا الخليجية.

وكالة «انتر بريس سيرفس» أجرت مقابلة مع خبير الدبلوماسية العامة والأكاديمي جون براون، الذي قال: «إن على الإدارة الأميركية أن تنتبه بكل جدية لوجهات النظر الأخرى في العالم، وإن هدف إدارة أوباما يجب أن يكون ترجيح المصالح القومية الأميركية»، بدلا من «الانتصار على غير الأميركيين وإجبارهم علي أن يكونوا مثلنا». براون الذي استقال من وزارة الخارجية الأميركية بعد عشرين عاما لاعتراضه على غزو العراق أكد كغيره من الخبراء أن المصلحة الأميركية تبقى فوق كل شيء، ما يعني أن إدارة أوباما سيكون لها امتحان صعبا على صعيد سياسة أميركا الخارجية مع منطقة متقلبة مثل الشرق الأوسط.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2371 - الثلثاء 03 مارس 2009م الموافق 06 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً