العدد 2787 - الجمعة 23 أبريل 2010م الموافق 08 جمادى الأولى 1431هـ

«أصيل» أول «ست كوم» بحريني بكتابة هوليوودية

ضمن حملة «تمكين» لتدعيم أخلاقيات العمل والسلوك الإيجابي

ضمن فعاليات وأنشطة الحملة الوطنية لتحسين أخلاقيات العمل وتطويرها «أصيل»، أقامت أسرة المسلسل الكوميدي «أصيل» حفلاً بمناسبة إنهاء المخرجين حسين الحليبي وأحمد الفردان تصوير آخر مشاهد المسلسل، وذلك بحضور الرئيس التنفيذي لـ «تمكين» عبدالإله القاسمي، والطاقمين الإداري والفني للمسلسل.

وأكدت مدير أول تنمية الموارد البشرية في «تمكين» أمل الكوهجي، أن مسلسل «أصيل» هو جزء من برنامج «تمكين» لتطوير أخلاقيات العمل، وذلك على غرار برامج التدريب التي تشمل اختصاصات كثيرة. ويندرج المسلسل ضمن حملة «أصيل» التي تهدف إلى تطوير المهارات لدى الموظف البحريني، وذلك بعد أن أثبتت إحدى الدراسات البحثية أن العامل البحريني في حاجة إلى تعزيز المبادئ السلوكية الإيجابية ليكون محل ثقة من جانب صاحب العمل.

وأضافت: «فكرنا في التوجه إلى الشباب، وهم الفئة المستهدفة من خلال هذه الحملة، ولكن بطرق جديدة ومبتكرة، وفضلنا أن يتم الاعتماد على طرق غير مباشرة في ترسيخ السلوك المهني الإيجابي، الذي نأمل أن يكون أكثر جدوى من الطرق التقليدية في التوجيه... لن يكون مسلسل (أصيل) عملاً فنياً وحسب، وإنما هو مجموعة من الرسائل التي نرسلها يومياً، وفي كل حلقة، بطريقة ممتعة وناجعة من شأنها أن ترسخ في ذهن المشاهد وتسهم في تغيير سلوكياته نحو الأفضل.

وأضافت: «نحن نؤمن بأهمية هذا المشروع، وخصوصاً أن الشباب اليوم يحتاج إلى أساليب جديدة في التوجيه والإرشاد، إذ لم تعد الطرق التقليدية تجد القبول أو التفاعل، كما أنه من المهم جداً اختيار الفئة التي تقدم النصيحة، وذلك إلى جانب طريقة تقديمها... ومن أجل ذلك، اعتمدنا على الشباب في إيصال النصيحة إلى الشباب، وخصوصاً أن هذه الفئة من المجتمع هي الفئة المستهدفة من كل برامج تمكين الرامية إلى تحفيز سلوكيات العمل الإيجابية بين الشباب البحريني في جميع مجالات العمل».

ويقول المدير الإبداعي والإستراتيجي لحملة «أصيل» ومدير الشركة المنتجة المنفذة لمسلسل «أصيل» «دار التكوين» فائق العليوات: «يمكننا اعتبار هذا المسلسل أول مسلسل (ست كوم) (Sitcom) بحريني، كما ويتميز عن غيره من الأعمال الدرامية بأنه يندرج ضمن حملة (أصيل) التوعوية، وهي حملة أطلقتها (تمكين) من أجل تحسين سلوكيات الموظفين داخل مؤسسات العمل، وذلك بأسلوب كوميدي هادف، وخصوصاً أن الكوميديا أقرب إلى قلب المتفرج وأسرع من غيرها من الأشكال الفنية».

ويضيف: «ولتنفيذ هذا العمل استخدمنا أسلوباً هوليوودياً في كتابة العمل، فقمنا بتنظيم ورشة كتابة واتبعنا الأسلوب المتصل المنفصل في المسلسل، واستعنا في ذلك بنخبة من الكتّاب البحرينيين الذين وضعوا ماكيتات العمل. مسلسل (أصيل) عمل بحريني متكامل استعنا فيه بمجموعة من المواهب الجديدة، بالإضافة إلى كوادر وخبرات كبيرة، وأعتقد أن الحرية والثقة اللتين منحتنا إياهما (تمكين) ستساهمان في خلق عمل فني مبدع، وستمكناننا من إيصال الرسالة الرئيسية للحملة التي يندرج ضمنها هذا المسلسل».

وعن التحدي في هذا المشروع، يقول فائق العليوات: «التحدي هو طريقة الطرح والمراهنة على أساليب جديدة في التوجيه والإقناع، إذ إننا حاولنا تجنب التوجيه المباشر وعرض الرسائل بطريقة كوميدية سريعة الاستيعاب».

أما عن موعد بث هذا المسلسل، فيقول المنتج المنفذ للمسلسل: «لم يتم الاتفاق على موعد لبثه، وقد يكون ذلك خلال الأيام المقبلة أو خلال شهر رمضان على اعتبار نسبة المشاهدة العالية في هذا الشهر التي من شأنها أن تضمن نسبة مشاهدة عالية».

من جانبه، اعتبر كاتب سيناريو وحوار المسلسل جمال الصقر أن هذه التجربة تعتبر تحدياً بالنسبة إليه على مختلف الأصعدة، وخصوصا على مستوى الجوانب الفنية، «فمنذ الفكرة تطلب المسلسل الكثير من البحث، حيث سعى فائق العليوات إلى البحث في الأساليب الدرامية الأميركية والغربية ليخلص إلى الشكل الفني الذي سيميز هذا العمل عن غيره من الأعمال، وقد استغرقنا مدة ثلاثة شهور خصصناها لدراسة كيفية العمل وإنتاجه، ليتم الاتفاق في النهاية على كتابة العمل في قصة مشتركة قمت بكتابة السيناريو والحوار لها».

ويضيف: «التحدي في هذا المسلسل كان كبيراً، ويشمل كل التفاصيل، فحتى حلقات المسلسل كانت تكتب بالتوازي مع التصوير، لأنه يحمل من المضامين الشيء الكثير وفي قالب كوميدي أتمنى أن يعجب المشاهد، لأن العمل الكوميدي سلاح ذو حدين على رغم صعوبة بنائه، ولكن يبقى القالب الكوميدي الذي سنقدمه أقرب من غيره إلى قلوب المتفرجين، فالمشاهد يريد الاستمتاع ومن ثم الأخذ بالنصيحة ويفضل أن تكون غير مباشرة أيضاً».

المخرج أحمد الفردان تكلم عن هذا العمل معتبراً أنه من الأعمال التي تميز مسيرته، مشيراً إلى أنه على رغم مواجهتهم مشاكل في ما يتعلق بموقع التصوير، ذلك أنه كان من المفروض أن يتم الاعتماد على ديكور بني خصيصاً لتصوير المسلسل، ما اضطرهم إلى تصوير المشاهد في عديد من الأماكن، ولكن مع ضمان أن لا يظهر ذلك للمشاهد، بحيث تبدو أحداث المسلسل وكأنها تسير في مكان واحد، إلا أنه يعتبر أن العمل كان يسير من دون مشاكل إنتاجية، وهو ما خلق روحاً جميلة داخل موقع التصوير، وبين الفريق العامل في المسلسل.

وفي حديثها عن الشخصية التي تجسدها في مسلسل «أصيل» وعن العمل ككل، تقول الممثلة البحرينية فاطمة عبدالرحيم: «أصيل» مسلسل اجتماعي لا يخلو من الكوميديا، ولكنها ليست أي كوميديا، وإنما هي كوميديا الموقف التي تتوجه بالنقد إلى مجموعة من السلوكيات الخاطئة التي يمارسها الموظفون أثناء ممارستهم لعملهم عن قصد ومن دون قصد، بالإضافة إلى طرحها الكثير من الإشكالات التي تواجه الموظف والهموم التي تشغل باله.

وتضيف: «أجسد في هذا المسلسل شخصية غادة مديرة التسويق في الفندق، وهي شخصية قيادية، قوية الشخصية، تعشق عملها، وتحمل في جعبتها مؤهلاً جامعياً عالياً وتطمح إلى التطور، تدخل منافسة قوية مع أبو أحمد (الفنان مبارك الخميس) مدير الموارد البشرية الذي يحمل خبرة عشرين سنة من العمل في الفندق، وهمه الوحيد هو الحصول على منصب مدير الفندق، وللمرة الأولى أشارك في عمل من هذا النوع، وبالإضافة إلى أن المسلسل من نوع (الست كوم) فهو مسلسل ترشيدي توعوي موجه، ولكن في شكل كوميدي اجتماعي مميز.»

الممثل البحريني باسم الأمين يشارك في هذا العمل بشخصية «طباخ لبناني»، وفي هذا يقول: «للمرة الأولى أقدم دوراً باللهجة اللبنانية، أجسد دور طباخ لبناني متغرب يحاول أن ينتهز الفرصة للفوز بحوافز وزيادات في الراتب بطرق غير أخلاقية أحياناً. العمل هادف ويقدم رسائل كثيرة إلى المشاهد تتمخض عن الصراع الذي يربط أحداث المسلسل، فعلى سبيل المثال الشخصية التي أقدمها تجسد مقولة (ما يصح إلا الصحيح) وذلك بعيداً عن النهايات السعيدة، فالنهاية مفتوحة وتترك الحكم للمشاهد».

يرتكز المسلسل الذي يحمل اسم حملة سلوكيات العمل»أصيل» على مجموعة من القيم والأخلاقيات التي يتوجب على الموظف أن ينتهجها، بالإضافة إلى سلوكيات كثيرة يتعامل بها داخل مؤسسات العمل لابد له من تفاديها.

ويطرح المسلسل هذه القضايا السلوكية من خلال مجموعة من الموظفين العاملين في أحد الفنادق، وذلك بالاعتماد على أسلوب كوميدي هزلي يقدم الإشكال بطريقة محببة إلى النفس بعيدة عن الدراما وتفخيم القضايا، متناولاً في الوقت ذاته مشاكل السلوكيات السلبية في العمل التي تؤثر على مردود الموظف وعلى سمعة الموظف البحريني ككل. ومن أبرز الإشكالات أو القضايا التي يطرحها مسلسل «أصيل»: كثرة التغيب، استغلال موارد المؤسسات فيما لا يتعلق بالعمل، عدم الالتزام بالدوام الرسمي، عدم تقبل التغير لصالح إنتاجية العمل، الاهتمام بأسلوب فريق العمل والاستفادة من جميع الطاقات البشرية المتوافرة، تكوين الأجواء البيئية الصحية الملائمة للعمل والعمل على تحسين الأداء الوظيفي، الاهتمام بوسائل السلامة ونظافة المرافق، تقبل النقد البناء، توفير الأجواء الاجتماعية التي تألف بين الموظفين وتخرجهم من أجواء الشحن والتعبئة المقيتة، تحفيز الموظفين بغية الوصول إلى مراحل الجودة في العمل.

ويستهدف مسلسل «أصيل» الفئة العمرية ما بين 17 و35 عاماً، على اعتبارها الفئة الحديثة العهد بالتوظيف، بالإضافة إلى كونها الفئة التي بإمكانها تحقيق التغيير الإيجابي والتطور في مؤسسة العمل.

وتشيع بين جميع الأبطال روح العائلة الواحدة على رغم جميع الخلافات، وهو من إخراج كل من حسين الحليبي وأحمد الفردان وبطولة: فاطمة عبدالرحيم، مبارك خميس، سعيد صالح، سامي رشدان، خليل المطوع، منصور الجداوي، عبدالله سويد، أدل بارودي، بالإضافة إلى مجموعة من الشخصيات الزائرة. مسلسل «أصيل» هو عمل لا يلغي مقولة «الفن للفن»، لكنه يكرس مقولة «الفن للحياة» لأنه يحاول أن يوجه حياتنا وسلوكياتنا نحو الوجهة الصحيحة.

العدد 2787 - الجمعة 23 أبريل 2010م الموافق 08 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً