العدد 733 - الثلثاء 07 سبتمبر 2004م الموافق 22 رجب 1425هـ

بعد كبوة الجواد... يبقى السؤال: من كتب المقال؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لا يستطيع أحد إلا أن يقف بإجلال وإكبار أمام الشعب المصري، فإذا كانت هناك شعوب عُرفت بكثرة المبدعين والعباقرة فالشعب المصري سيكون في مقدمتهم وفي شتى الفنون والقطاعات. تقف موقف إجلال وأنت ترى قمة صحافية ساحقة مثل هيكل في كتبه القيمة «خريف الغضب» عن السادات وكتاب «اكتوبر 73» مروراً بكتاب «عند مفترق طرق»، إلى «السلام المستحيل» و«الديمقراطية الغائبة» إلى «حديث المبادرة» وكذلك «حرب الخليج»... هيكل كان بحجم الأهرام. وبين يديك - وان افترقت التوجهات - الكاتبان الكبيران مصطفى أمين وعلي أمين. لو أن الفرد تسلل ليلاً هارباً من زحمة الحياة لحلق في قراءات وقراءات مع كاتبنا المصري مصطفى أمين في كتابه «تحيا الديمقراطية» و«صاحبة الجلالة»، كلمات رشيقة لا تعرف المجاملة ولا الكذب على الناس. هؤلاء عكسوا الصورة الحقيقية للمجتمع المصري الطيب.

عندما كنت صغيراً كنت مولعاً بقراءة قصص مصطفى لطفي المنفلوطي وقصة «ماجدولين» و«الشاعر» وأجزاء «النظرات» وكنت متولعاً بـ «العبرات»... هؤلاء وبعض المفكرين كسيدقطب في تفسيره الأدبي للقرآن «في ظلال القرآن» جعلوني أحب مصر، لذلك زرت مصر ورحت اتنقل ما بين الاسكندرية والقاهرة، تلمست طيبة أهلها ومدى ارتباطهم بالقضايا العربية والإسلامية... قد تتوقف كل المظاهرات في كل الدول العربية لكنها تبقى نابضة حية في القاهرة.

هذه مقدمة لعلاقتي مع مصر. مصر كلمة الحق، مصر هيكل ومصر محمدعلي ومصر سيدقطب ومصر شيخ كشك، مصر سليمان خاطر، مصر مصطفى أمين والعقاد لا مصر الصعاليك من الكتاب المأجورين. وهذا يجعلني أدخل في صلب الموضوع؛ في المجتمع الخليجي وأثناء الطفرة النفطية حضر الخليج بعض أعمدة الثقافة المصرية كمحمود السعدني وغيره ولكن في المقابل انتهز بعض الكتاب الذين كانوا (درجة عاشرة) في مصر وجاء بعضهم إلى الخليج من أجل أن يلعبوا على التناقضات السياسية، فأينما ذهبت الريح راحوا يعزفون على الجوقة التي يكون وراءها الذهب.

نحن في البحرين ابتلينا ببعض هؤلاء فعندما كانت تدق الطبول لقانون أمن الدولة كان بعض هؤلاء يرقصون على انغام العزف وكان لحن الغناء يرتل بتواشيح تهز كلماتها بالديمقراطية. بعض هؤلاء استغلوا الوضع السياسي فراحوا يطبلون لهذا المدير أو ذاك المسئول في الصحافة. فبعد مقدمة التقديم يبدأ سيل الكلمات... لا علينا بل راحوا يزايدون حتى على وطنية المواطنين ويوزعون أوسمة الإخلاص ونسوا تلك المقولة: «يا غريب كن أديب». بعض هؤلاء عرفوا كيف تؤكل الكتف، والجميل ان بعضهم تحول بقدرة قادر إلى مستشار صحافي هنا أو بائع كلام هناك. هل تعلمون أن بعض هؤلاء ورطوا بعض المسئولين في المرحلة السابقة بتدبيج المقالات وتوريطهم مع الناس والمجتمع وبعض هؤلاء دخلوا في التجارة؟!

الغريب في الأمر كيف يسمح هذا المسئول أو ذاك أن يضع اسمه تحت مقال أو خطاب هو لم يكتبه؟! ألم أقل لكم إن «الحواشي دواهي»؟ هؤلاء مثل الثعبان تربيهم في حظنك ثم يلسعونك. الإنسان الذي عرف بالإخلاص والطيبة ونزاهة الكف يجب ألا يورط نفسه بهكذا مثقفين متملقين. نعم ان لكل جواد كبوة ولكن يجب على الإنسان ان يتعلم الدروس، فهؤلاء مثل السرطان يلعب في جسد الإنسان. هؤلاء ما عاد لهم مكان في الصحافة البحرينية. تقدر لبعضهم إخلاصه للقضايا القومية ولكن البعض الآخر ممن ذكرتهم يشوهون الصورة الجميلة للوجه الجميل لمصر. أنظروا إليهم كيف يتملقون ويدسون رؤوسهم في كل صغيرة وكبيرة، وإذا راحوا يكتبون مقدمة عن مسئول حولوه إلى عبقري زمانه، وبالأمس أحدهم حول البرلمان البحريني إلى برلمان أعرق حتى من مجلس العموم البريطاني.

ديمقراطيتنا بخير، وفي طريقها إلى التطوير لكنا لسنا بحاجة إلى هذا الهبوط الصحافي والتملق الفاضح. بالنسبة إلينا في الصحافة سوف لن نضع البوصلة تجاه من يريدون التسلق على الملفات الوطنية ويريدون ان يورطوا وزيراً نظيفاً هنا أو مسئولاً هناك في كتاباتهم الداجنة... هؤلاء طرقوا الباب فليتحملوا الرد. وأوصي القراء بأن يرجعوا إلى معرفة طبيعة مثل هذه الكتابات إلى كتاب الكاتب المصري محمود السعدني في كتابه «عودة الحمار» أو «زمن الحمير» فهو يجسد صورة أولئك النفر من الكتاب، ويمكنهم الرجوع إلى كتاب صلاح الإمام في كتابه «القيم» الذي يصور فيه صورة الصحافي المصري إبراهيم سعده الذي كان يصفه بأنه صحافي راح يدجن للوزراء بحسب الطلب وخصوصاً أيام السادات. اسم الكتاب «الوجه القبيح للصحافة، إبراهيم سعده فضائح عهد وجرائم قلم» - تاريخ النشر 2000م.

هؤلاء الكتاب يجب ان تبدأ المعركة معهم إما ان يحترموا مشاعر المجتمع ومسئولية الكلمة وصدقية الوطن فلا يورطوا أي مسئول نظيف وإلا فليتحملوا المعركة في الصحافة... إنها قصة الفساد الثقافي في زمننا البحريني.

إشارات

- وزارة الكهرباء: متى سيتم الرد على الأسئلة؟

- وزارة التربية: جاءت شكاوى من الخريجين انهم ذهبوا للالتحاق بالوزارة وطلبوا التوظيف في مجموعة 650 وظيفة وإذا بهم يتفاجأون بأن الوظائف ملئت وتمت العقود منذ شهرين تقريباً، ما ردكم على هذا الاشكال؟

- الإخوة أصحاب إشكالات التعليم الصناعي: أتمنى الاتصال لعقد الاجتماع والاستفسارات عن الموضوعات والاشكالات التي تحبون توصيلها.

- وزارة التربية: خريجات الخدمة الاجتماعية نفد صبرهن، إلى متى يتم تلاقفهن بين الوزارات؟ فتحت مدارس جديدة فلماذا لا يتم توظيفهن؟

- ديوان الخدمة المدنية: أخبار غير سارة عن قضايا تتعلق بالتوظيف، هل لكم ان تضعونا في الصورة؟ هل انتم المسئولون عن التوظيف السري الذي تم في البرلمان والمحكمة الدستورية والنيابة العامة؟

- بالأمس كان لي اتصال ببعض المسئولين في جامعة البحرين عن توظيف كوادر مؤهلة مستوفية للشروط في الجامعة من البحرين مكان النقص الذي أربك الهيئة الاكاديمية فسبب الأزمة في الجامعة، فقال: خير وبركة. نتمنى من كل بحريني كفء وقدير ان يوصل للجامعة طلب التوظيف ونتمنى من الجامعة ان تعمل على البحرنة ان أمكن. واتمنى من الجامعة نشر إعلان رسمي في الصحف لسد النقص ولإلقاء الحجة

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 733 - الثلثاء 07 سبتمبر 2004م الموافق 22 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً