لم يصدق أحد من الحضور أن تحمل مباراة بحارة سترة وغزال البحرين هذا السيناريو الرائع الذي عكس قوة وإثارة منافسات دوري الظل، فحملت المباراة إثارة رائعة من جانب الفريقين والتي حسمها بحارة سترة لصالحه بثلاثة أهداف مقابل هدفين ليضمن المركز الثاني واللعب أمام صاحب المركز التاسع في دوري الدرجة الأولى لإعلان الفريق الصاعد لدوري الأضواء.

المباراة حملت في طياتها الكثير ليس فقط داخل الميدان إنما حتى في مدرجات الفريقين والتي اشتعلت حرباً كادت أن تتطور إلى نيران، وضمن سترة المركز الثاني خلف الحد المتصدر الذي أعلن تأهله رسمياً لدوري الأضواء بعد فوزه أمس على الاتحاد، وسجل أهداف سترة كل من محمد عيسى (22)، علي أحمد (82) والمصري جاسم محمد (90 +4)، فيما سجل هدفي البحرين محمد الرميحي (54) ومارسيلو (80)، وشهدت المباراة حالتي طرد للاعبي البحرين لكل من مهدي يوسف وسلمان سعيد.

وبهذا الفوز رفع سترة رصيده من النقاط إلى (40 نقطة) فيما ظل البحرين على رصيده السابق (37 نقطة)، وسيبقى البحرين في دوري الظل في الموسم المقبل حتى في حال فوزه على الحد في الجولة الأخيرة كون سترة يتفوق عليه بفارق المباراة بعد أن فاز سترة في القسم الأول والثاني.

الشوط الأول

كان اعتماد البحرين على محترفيه ردريغو ومارسيلو إلى جانب محمد الرميحي، وكان انتشار البحرين بشكل جيد في وسط الميدان إلى جانب التحركات الجيدة في المقدمة واستطاعوا أن يشكلوا خطورة على مرمى سترة.

في المقابل، كان اعتماد سترة على التوغل من وسط الميدان إلى جانب الطرف الأيمن الذي كان يشغله محمد عيسى وفي وسط الميدان علي حرم وإبراهيم وعلي أحمد إلى جانب المهاجم جعفر طوق الذي اعتمد على سرعته بالتقدم لمرمى البحرين.

بداية المباراة كانت حذرة من جانب الفريقين واعتمدوا على السرعة في التمرير والانتقال من الدفاع إلى الهجوم، ولم تشهد الدقائق العشر الأولى أي خطورة من جانب الفريقين على رغم الهجمات السريعة التي كانت تنتهي عند دفاعات الخصم، وغلب على البداية الحماس من جانب الفريقين وكانت لديهم الرغبة بافتتاح النتيجة بتسجيل هدف التقدم.

ولم يستغل سترة الخطأ الذي احتسبه حكم المباراة زكريا إبراهيم على قوس منطقة الخطورة عندما سدد إبراهيم أحمد الكرة وأبعدها الدفاع خارج مرماه.

وجاءت الأفراح الستراوية بتسجيلهم هدف التقدم، فلم تفلح طيران حارس البحرين بإنقاذ مرماه من هدف رائع سجله محمد عيسى بعد حصولهم على خطأ بالقرب من منطقة الجزاء أودعها عيسى إلى الشباك الخضراء بكل براعة ليعلن عن افتتاح النتيجة لصالح سترة وسط أفراح من الجماهير الستراوية (22).

تراجع سترة بعد تسجيله هدف التقدم وسط اندفاع لاعبي البحرين الذين حاولوا اللعب في منطقة خطورة سترة التي كانت مغلقة تماماً وسط تألق دفاعي واضح على رغم بعض الهفوات الصغيرة، وشن البحرين هجوم مضاعف على مرمى البحارة عن طريق مارسيلو وردريغو اللذين اعتمد عليهما المدرب كثيراً، ومن أبرز الكرات انفراد لاعب البحرين بحارس مرمى سترة عباس علي وسدد الأول الكرة أرضية لكن الأخير استطاع أن يتصدى إلى جانب بعض المحاولات التي لم تكن خطرة وغلب على معظم الكرات الأخطاء من جانب لاعبي سترة وذهبت جميع الأخطاء كالرياح بعد أن أضاعها لاعبو البحرين.

وكاد البحرين أن يسجل هدف التعديل بعد أن كسر ردريغو مصيدة التسلل وواجه المرمى وسدد كرة أرضية مرت بجوار القائم (37).

الدقيقة الثانية المحتسبة كوقت بدل ضائع كاد جعفر طوق أن يسجل الهدف الثاني لسترة بعد أن مرر إبراهيم أحمد كرة للمنطلق طوق الذي سدد الكرة من الزاوية الصعبة في يد الحارس لتخرج إلى ركنية ويعلن بعدها حكم المباراة صافرته معلنا عن نهاية الشوط الأول.

شوط مثير

دخل البحرين بقوة في الشوط الثاني وبنزعة هجومية سعياً بتسجيل هدف التعديل واعتمد على الهجوم بشكل كبير، اندفاع البحرين الكبير نحو سترة كلفه الكثير عندما جاءت هجمة مضادة للبحارة ومرر حسن خميس كرة من منتصف الملعب إلى جعفر طوق الذي انطلق نحو المرمى وحصل على عرقلة من مهدي يوسف لم يتردد حكم المباراة زكريا إبراهيم بإشهار البطاقة الحمراء ويلعب البحرين ناقص العدد (50).

وعلى رغم أن البحرين يلعب ناقص العدد لكنه استطاع أن يسجل هدف التعديل بعد حصوله على ركلة ركنية تنفذت عالية وجاءت على رأس محمد الرميحي وأودعها نحو المرمى سهلة وسط محاولة دفاع سترة بإبداعها لكنه فشل وسكنت شباك مرماه ليعلن الرميحي عن هدف التعديل (54).

ومع دخول لاعب سترة صادق مرهون اشتعل لاعبو سترة من الحماس بعد جهد كبير قدمه مرهون واعتمد على العرضيات لإيصالها للمهاجمين وقدم مستوى جيدا.

وكاد البحرين أن يسجل الهدف الثاني بعد خطأ دفاعي من لاعب سترة الذي حاول إبعاد الكرة لكن ذلك كلفه أن ينفرد لاعب البحرين محمد الرميحي بالمرمى وسدد كرة أرضية مرت بجوار القائم (61)، وأضاع اللاعب نفسه فرصة ثمينة بعد أن مر من مدافعين من سترة وسدد الكرة قوية من داخل منطقة الخطورة أبعدها حارس سترة بصعوبة إلى ركنية (64).

سترة حاول الهجوم ومحاولاً الاستفادة من النقص العددي لفريق البحرين، أما البحرين فاعتمد على المرتدات التي دائماً ما تكن خطرة، وحرمت العارضة هدف لسترة من تسديدة قوية من مسافة بعيدة بقدم محمد عيسى (67).

واستمر حال الهجوم الستراوي وزادوا من هجومهم الكثير نحو مرمى البحرين سعياً بتسجيل الهدف الثاني لكنهم فشلوا بشكل كبير باستغلال النقص العدد وسط ترتيب وصحوة من لاعبي البحرين الذين اعتمدوا على الكرات المرتدة، ولم تفلح المحاولات الستراوية الكثيرة على رغم لعبهم في منطقة المناورات للغزال.

البحرين لعب بأسلوب سريع واستطاع أن يسجل الهدف الثاني بعد كرة داخل منطقة الجزاء توغل بها مارسيلو وسدد كرة أرضية سكنت شباك البحارة معلناً عن تقدم البحرين بالهدف الثاني (80).

ولم تستمر فرحة الغزال سوى دقيقتين فقط حينما سجل علي أحمد هدف التعديل لفريق بعد عرضية عالية أوعدها أحمد داخل الشباك ببراعة معلناً عن هدف التعديل (82) لتزداد الإثارة والحماس من جانب الفريقين في الدقائق الأخيرة ويواصل سترة ضغطه على مرمى البحرين الذي تراجع إلى منطقته للحفاظ على النتيجة.

واحتسب حكم المباراة 5 دقائق كوقت بدل ضائع شهدت إثارة وحماسا من جانب الفريقين وخصوصاً من جانب فريق سترة الذي هاجم بشراسة وكشر عن أنيابه بغية تسجيل هدف التعادل وحقق ما أراده في الدقيقة الرابعة المحتسبة كوقت بدل ضائع بعد حصوله على خطأ تنفذت عالية وجاءت لرأس المدافع المصري جاسم محمد الذي أودع الكرة داخل الشباك معلناً عن تسجيل الهدف القاضي الذي أعاد البحارة للإبحار من جديد وسط فرحة هستيرية لجماهير سترة التي لم تكن مصدقة ما حدث وطارت الأفراح والتصفيق بفرحة عارمة حتى من الجهازين الفني والإداري لسترة، وشهدت آخر دقيقة طرد لاعب البحرين سلمان سعيد ويعلن بعدها حكم المباراة صافرته لتبدأ الأفراح من استاد المحرق إلى جزيرة سترة التي شهدت احتفالات بمناسبة الفوز.

سيناريو الأحداث المؤسفة

عند خروج لاعب البحرين سلمان سعيد من أرضية الملعب بتلقيه البطاقة الحمراء كان جماهير سترة يردد (بره... بره) لكن عصبية سعيد كادت أن تتحول إلى أحداث ونيران تشتعل عندما خرج من الباب الرئيسي وجاء للمنصة الرئيسية في محاولة للاشتباك مع جماهير سترة الغفيرة وتطور الأمر كثيراً عندما حاول كلا الجماهير الاشتباك وكانت شرارة البداية أشعلها سلمان سعيد ولولا تدخل العقلاء من الجانبين ورجال الأمن لشهدت المباراة حوادث لم تكن في الحسبان.

توجو بلقب دوري الدرجة الثانية

الحد بالشملان أحلى من العسل ونجومه تقلدوا بتاج البطل

توج فريق الحد بلقب دوري الدرجة الثانية لكرة القدم بعد فوزه المثير يوم أمس على الاتحاد بهدفين مقابل هدف ليتوهج أبناء الحد بالفرحة الكبيرة بصعودهم لدوري الأضواء واللعب في مصاف الأندية الكبيرة في الموسم المقبل، وحسم الحد صعوده للأضواء قبل جولة واحدة من النهاية والتي سيلتقي فيها مع البحرين، وسيلعب الحد بأريحية كبيرة بعد ضمان تأهله.

ولعب الحد بقتالية كبيرة في المباراة سعياً لحسم الأمور لصالحه وحقق مبتغاه بهدفين في مرمى الاتحاد الذي ظهر بندية كبيرة وكان قتاليا طوال المباراة وأضاع عددا من الفرص المحققة للتسجيل، ورفع الحد رصيده إلى (42 نقطة)، فيما ظل الاتحاد على رصيده السابق (28 نقطة).

ومن المنتظر أن يتوج الحد بالميداليات الذهبية ودرع الدوري في الجولة الأخيرة، وبعد نهاية مباراة الأمس احتفل لاعبو الحد وجهازه الفني والإداري مع الجماهير في أرضية الملعب على أنغام الطبول فرحاً بالعودة من جديد لدوري الأضواء.

جاءت بداية المباراة متوسطة المستوى وخصوصاً من جانب الاتحاد الذي كان يلعب من دون ضغوط على عكس الحد الذي كان يريد حسم الأمور لصالحه، وتأثر الحد بغياب محترفيه صندي ديفيد والبرازيلي تياغو، وكان الاتحاد يلعب بجماعية كبيرة واعتمد على الضغط على حامل الكرة وتنويع الهجمات، في المقابل لم يظهر الحد بمستواه المعهود وفشل ببناء هجمة منظمة وعلى رغم ذلك استطاع أن يسجل هدفه الأول عن طريق عبدالله عبدالمجيد بتسديدة قوية (27)، وانتهى الشوط الأول بهذه النتيجة. وفي الشوط الثاني استطاع الاتحاد أن يسجل هدف التعديل عن طريق النيجري جاس (73)، وفي الدقائق الأخيرة استطاع الحد أن يسجل هدف الفوز وسط فرحة كبيرة من لاعبيه وجماهيره عن طريق أحمد عبدالرسول (87) لتنتهي المباراة بفوز الحد ويعلن فوزه بلقب دوري الظل والعودة للممتاز.