العدد 711 - الإثنين 16 أغسطس 2004م الموافق 29 جمادى الآخرة 1425هـ

مراكز إسلامية تفتقد إلى «التحضر»

بادئ ذي بدء يؤسفني أن أسطر هذه الكلمات ولكني مضطر إلى ان اكتبها بكل الم من واقعة حدثت لي كولي أمر طفلة التحقت بأحد المراكز الاجتماعية إذ ان هذا المركز يزعم بأنه مركز إسلامي وهدفه تحفيظ القرآن الكريم ولكن القائمة على هذا المركز لا ترتقي في التعامل مع الأطفال وأولياء الأمور ليس بالتعامل الإسلامي فحسب ولكن حتى التعامل الحضاري.

وإذ ألخص الواقعة على عجالة بان لي بنت التحقت بالنشاط الصيفي لهذا المركز لحفظ القرآن الكريم ولكن هدفنا أيضا هو تعلم الخلق الاسلامي من خلال تلك المراكز - وبعد شهر تقريبا من التحاق البنت فكرنا بإدخال أختها التي تصغرها بسنة واستاذنا معلمة الفصل لتجربة البنت الصغيرة لمرة أو مرتين تمهيدا لتسجيلها مستقبلا.

والمفاجأة حدثت في الحفل الختامي - عندما رافقت الأخت الصغيرة أختها إلى المركز واستأذنت الأم من إحدى المعلمات ببقاء البنت مع أختها لادخال الفرح والمرح في قلبها وترغيبها في دخول المركز - وأبدت المعلمة كل الترحيب والموافقة ولكن بعد أقل من عشر دقائق اتصلت مسئولة المركز لغير المتحضرة) للأم بأسلوب غير حضاري طلبت من الأم الحضور فورا لأخذ البنت غير المسجلة على رغم انها كانت في غاية الأدب ولكن هناك تعليمات منها بعدم حضور أي طفل لم يدفع (15) دينارا.

ولكم أن تتصوروا كيف وأدت هذه المسئولة فرحة الطفلة عندما انتزعتها أمها من وسط الأطفال وهم يلعبون ويمرحون - ولم تمتلك الأم إلا أن تسحب البنت الأخرى وسط بكاء وصياح الأطفال والأهم من هذا الموقف والمسئولة تنظر إليهم ولم تتراجع عن موقفها المتصلب إلى آخر لحظه.

والكلام يطول عن أسلوب هذه المسئولة في المركز منذ انشائه وللأسف إننا سمعنا عنها الكثير وعن أسلوبها في تنفير الأطفال ولكنا لم نصدق حتى رأينا ذلك.

ألا تعلم هذه المسئولة عن مركز اسلامي كيف كان الرسول الكريم (ص) يتعامل مع الأطفال ولنا في رسول الله أسوة حسنة.

عجبا كل العجب أن يزعم هؤلاء باسم الإسلام بأنهم مركز اسلامي ولكنهم يهدفون الى الاكتساب المادي فقط لاغير. وأناشد أولياء الأمور جميعا ممن يرغبون في الحاق أولادهم بهذه المراكز توخي الحيطة والحذر وانقاذ اطفالهم من تعلم الأسلوب غير الحضاري والحاقهم بمراكز فعلا تهتم بالنشىء وهدفها تنشئة الناشئة تنشئة اسلامية وليس الهدف المادي فقط.

وأناشد المعنيين بوضع حد لمسئولي هذه المراكز وإعادة تقييم المراكز بشكل دوري كي لا يتستر بعض هؤلاء باسم الاسلام لتخريب عقول الناشئة بأفكار لا ترتقي إلى الاسلوب الحضاري الاسلامي.

كما أنا شدهم الوقوف بكل حزم مع هؤلاء والبحث عن الكوادر المثقفة التي تحسن التعامل مع الآخرين.

هيثم حسن بوغمار

العدد 711 - الإثنين 16 أغسطس 2004م الموافق 29 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً