العدد 715 - الجمعة 20 أغسطس 2004م الموافق 04 رجب 1425هـ

الأمة الإسلامية في مواجهة الضمير أمام المسئولية التاريخية

في ذكرى حرق الأقصى على يد الإرهابي دينيس مايكل

محمد عبدالله منصور comments [at] alwasatnews.com

تمر ذكرى جريمة إحراق المسجد الأقصى ولاتزال الجريمة الصهيونية تحفر في الأذهان ذكرى أليمة في تاريخ الأمة المثخن بالجروح، وهي محطة ظلام كبيرة ووصمة عار لا تغسلها سوى جحافل التحرير المنتظرة لبيت المقدس.

ففي مثل هذا اليوم، الحادي والعشرين من أغسطس/آب 1969 قام الإرهابي اليهودي الأسترالي «دينيس مايكل» وبدعم من العصابات اليهودية المغتصبة للقدس بإحراق المسجد الأقصى المبارك في جريمة تعتبر من اكثر الجرائم ايلاماً بحق الأمة ومقدساتها، فأشعل النيران في المسجد الأقصى، فأتت ألسنة اللهب المتصاعدة على أثاث المسجد وجدرانه ومنبر صلاح الدين الايوبي، ذلك المنبر التاريخي الذي أعده القائد صلاح الدين لإلقاء خطبة من فوقه لدى انتصاره وتحرير بيت المقدس، كما أتت النيران على مسجد عمر بن الخطاب ومحراب زكريا ومقام الأربعين وثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب شمالا داخل المسجد الأقصى.

وقالت وزارة الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينية في حديثها عن الحرق، إن المساحة المحترقة من المسجد الأقصى بلغت أكثر من ثلث مساحته الإجمالية، وسقط سقف المسجد على الأرض نتيجة الاحتراق وسقط عمودان رئيسيان مع القوس الحامل للقبة وتحطم 48 شباكا من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبس والزجاج الملون، واحترق السجاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية.

تبرئة المجرم الأسترالي

وبينت الوزارة أن جريمة إحراق المسجد الأقصى كانت من أبشع الاعتداءات بحق الحرم القدسي الشريف، كما كانت خطوة يهودية فعلية في طريق بناء الهيكل اليهودي المزعوم مكان المسجد الأقصى وكانت الكارثة الحقيقية والصدمة التي أعقبت هذا الاعتداء الآثم أن قامت محاكم الكيان الصهيوني بتبرئة ساحة المجرم الاسترالي بحجة أنه مجنون ثم أطلقت سراحه من دون أن ينال أية عقوبة أو حتى إدانة. وصرح المجرم دينيس مايكل لدى اعتقاله أن ما قام به كان بموجب نبوءة في سفر زكريا، مؤكدا أن ما فعله هو واجب ديني كان ينبغي عليه فعله، وأعلن أنه نفذ ما فعله كمبعوث من الله! وعلى رغم أن الدلائل وآثار الحريق كانت تشير إلى تورط مجموعة كاملة في الجريمة وأن هناك شركاء آخرين مع اليهودي المذكور فإن قوات الأمن الصهيونية لم تجر تحقيقا في الحادث وأغلقت ملف القضية بعد أن اكتفت باعتبار الفاعل مجنوناً.

ويقول اليهود إن تيطس قد دمر الهيكل الثاني الذي يزعمون أنه كان مقاما مكان المسجد الأقصى في 21 أغسطس من العام 70م، ولذلك فإن هذا التاريخ يمثل ذكرى حزينة لديهم، وبالتالي لديهم الدافع لارتكاب اعتداءات ضد المسلمين وضد المسجد الأقصى للإسراع في بناء الهيكل الثالث المزعوم. ولهذا يلاحظ أن الاعتداءات اليهودية عادة ما تزداد في اغسطس من كل عام منذ احتلال اليهود أرض فلسطين.

لم يكن حادثاً عابراً

وقال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري في حديث إلى «الوسط» إن حريق المسجد الأقصى كان وصمة عار على جبين الاحتلال الإسرائيلي، وان الأجيال الاسلامية لن تنسى هذه الجريمة النكراء. وأكد أن الحريق يمثل سلسلة من الاطماع الصهيونية في المسجد الاقصى وان الاخطار تتزايد بحق الاقصى وخصوصاً في هذه الايام لأن اليمين اليهودي المتطرف يشعر أن الفترة الحالية هي فترة ذهبية بالنسبة له ويريد أن يقتنصها بالتحرش في المقدسات الاسلامية. وأكد أن ذكرى حرق الأقصى تذكرنا بالاطماع الصهيونية في المسجد وأن التصريحات الاخيرة لليهود تؤكد أن الاقصى في خطر، وبهذه المناسبة نطالب الامة العربية والاسلامية بتوحيد موقفها والعمل على انهاء الاحتلال لأن بقاء الاحتلال يهدد الأرض والانسان والمقدسات.

وبين مفتي القدس وفلسطين أن الاخطار بحق الأقصى بدأت خيوطها منذ العام 1967، وأن المصلين بالتعاون مع حراس المسجد هم العيون اليقظة في احباط المؤامرات المتوالية وفق الامكانات المتاحة لهم، أما الاخطار الحالية - بحسب المفتي - فهي اكبر من حجم الشعب الفلسطيني، ما يوجب على المسلمين في العالم الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل تحرير الأقصى وفلسطين.

قاضي قضاة فلسطين

من جانبه قال قاضي قضاة فلسطين الشرعيين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الشيخ تيسير رجب التميمي إن المسجد الأقصى في خطر، مشيرا في حديثه إلى انتهاكات الجماعات اليهودية المتطرفة حرمة الأقصى لأهميته.

وبحسب التميمي تمثل مدينة القدس جزءاً من عقيدة المسلمين، ففيها المسجد الأقصى المبارك محور معجزة الإسراء والمعراج؛ فإليه انتهى الإسراء ومنه بدأ المعراج إلى السماوات العُلا، فالمعجزة جزء من العقيدة، وفيه صلى رسول الله (ص) إماماً بالأنبياء والرسل جميعاً، وفتحها عمر (رض) من دون أن تراق فيها قطرة دم، ووقع مع زعيم المسيحيين صفرونيوس وثيقة الأمن والسلام «العهدة العمرية» التي نسير على هداها حتى الآن، وقدسية هذه المدينة ومكانة المسجد الأقصى العقائدية لدى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها جعلتها مطمعاً للغزاة، ويمثل الاحتلال الإسرائيلي لها ولأرض فلسطين أبشع صور الغزو على مر التاريخ، فهو يدنس المقدسات وينتهك الحرمات بمخططات ومؤامرات لا تخفى على أحد. وكشف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي النقاب حديثاً عن أن هناك جماعات يهودية متطرفة تخطط لقصف المسجد الأقصى بطائرة محملة بالمتفجرات، وسبق أن كشف الشاباك و جهاز الأمن الإسرائيلي (الشين بيت) قبل فترة عن مثل ذلك.

وقال الشيخ التميمي إن هذه المخططات لم تكن الأولى ضد المسجد الأقصى، ولن تكون الأخيرة، فمنذ زمن بعيد بيّت اليهود النوايا للنيل من القدس ومقدساتها وخصوصاً المسجد الأقصى المبارك، وتنوعت محاولاتهم وتواصلت، فقد أصدرت سلطات الاحتلال القوانين لضمها إلى الكيان الصهيوني على رغم أنها مدينة محتلة لا يجوز ضمها؛ مخالفة بذلك القانون الدولي والمعاهدات والاتفاقات الدولية، واتخذت الإجراءات لطمس معالمها الحضارية العربية والإسلامية بهدم بيوتها ومصادرة أراضيها. وواصلت قوات الاحتلال محاولاتها لإحداث خلل ديمغرافي لصالح اليهود؛ وأخيراً ببناء جدار الفصل العنصري لعزلها عن المدن والتجمعات السكانية الفلسطينية ومنع المصلين من الوصول إلى مسجدها. ومع أن العالم أجمع على عدم شرعية ما تقوم به، إلا أنها ماضية في تنفيذ خططها لتهويد المدينة المقدسة ومواصلة الحفريات تحت أساسات المسجد بهدف تعريضه للانهيار بصورة تلقائية؛ على رغم أن علماء الآثار اليهود اعترفوا بأنهم لم يجدوا أثراً لهيكلهم المزعوم.

وذكر التميمي أن القوات الإسرائيلية قصفت المسجد الأقصى وساحاته بخمس وخمسين قنبلة بتاريخ 16 يوليو/ تموز 1948، وفي السادس من يونيو/ حزيران 67 قصفته بمدافع الهاون. وفي 25 يوليو 1982 خطط أحد قادة حركة كاخ لنسف المسجد الأقصى، وحاولت مجموعة من اليهود في 26 يناير/كانون الثاني 1984 الدخول إلى المسجد الأقصى وهم يحملون ثلاث قنابل يدوية وست حقائب من المتفجرات في محاولة لنسفه. وفي اليوم التالي عثر على 18 قنبلة يدوية وعشرة كيلوغرامات من المتفجرات قرب السور الشرقي للمسجد، وعلى ثلاث قنابل مخبأة في قطعة قماش عند باب الأسباط نهاية الشهر نفسه.

وتحدث الشيخ التميمي عن المحاولات المسلحة لاقتحام المسجد، وذكر محاولة مجموعة مسلحة اقتحامه في 2 مارس/آذار 1982، وفي 17 اكتوبر/ تشرين الأول 1986 أقلع طيار من سلاح الجو الإسرائيلي بطائرته المزودة بالصواريخ مستهدفاً المسجد، لكن أوقفته طائرات من سلاح الجو. وفي 11 ابريل/ نيسان 1982 اقتحم الجندي الإسرائيلي من أصل أميركي هاري غولدمان مسجد قبة الصخرة وأطلق النار بشكل عشوائي فاستشهد اثنان من المواطنين وجرح ستون، وبعد اعتقال لفترة قصيرة أفرجت عنه السلطات الإسرائيلية، وفي 8 اكتوبر 1990 ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة فظيعة في المسجد الأقصى، إذ استشهد فيها 23 وجرح 85 أثناء تصديهم لمحاولة وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم. وفي 24 سبتمبر/ أيلول 1996 أمر رئيس حكومة «إسرائيل» آنذاك بنيامين نتنياهو بحفر نفق تحت المسجد الأقصى؛ فهب أهل فلسطين في انتفاضة استشهد فيها العشرات وجرح المئات، ما اضطره إلى إغلاق النفق المذكور. وفي تحد لمشاعر المسلمين قام المجرم شارون بتدنيس المسجد الأقصى في 28 سبتمبر 2000؛ فيثور أهل فلسطين في انتفاضة شاملة مازالت مشتعلة حتى اليوم سقط فيها آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى الذين نذروا أرواحهم دفاعاً عن المسجد الأقصى. وأكد الشيخ التميمي قائلاً: «إن هذه الأرض لن يعمر فيها ظالم، والقائم فيها مرابط إلى يوم القيامة، فنحمد الله تعالى أن أكرمنا بالعيش فيها، وبأن نكون سدنة المسجد الأقصى المبارك نفتديه بالمهج والأرواح».

لا نملك إلا أجسادنا

من جانبه قال خطيب ومدير المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين إن حرق الأقصى مناسبة أليمة لأن المسجد جزء من عقيدة كل مسلم في العالم، فهو محور معجزة الاسراء والمعراج وبوابة الأرض إلى السماء وربطه الله عقائدياً بالمسجد الحرام، وحرق الاقصى اعتداء على الكرامة والعزة الاسلامية، فلا عزة ولا كرامة ولا قوة للمسلمين مادام الاقصى اسيراً أو محتلاً من الصهاينة، فهو يعبر عن الهوية الاسلامية العربية في القدس.

وأشار إلى أن العرب والمسلمين مقصرون تجاه المسجد وعليهم واجبات دينية واخلاقية نحوه، وأضاف أن المجموعات اليهودية المتطرفة، كشفت حقيقة ما وصل إليه الأمر الآن، فقد حاولت قبل سنوات، أن تصل إلى المسجد الأقصى لاقتحامه، وحاول المدعو جرشون سلمون، أن يضع في العام 1990 مع الجماعات المتطرفة، حجر الهيكل الثالث، كما يزعمون وحدثت على إثرها مواجهات، كانت حصيلتها استشهاد عشرين فلسطينياً، داخل الأقصى المبارك، عدا عمن استشهد في الخارج. وأكد أن الشعب الفلسطيني، لا يملك إلاّ جسده للدفاع عن الأقصى، وهذا الجسد هو السلاح الشعبي الفلسطيني، وأنه لا يستطيع التكهن بردات الفعل التي ستكون، في حال نفذ المستوطنون تهديداتهم بحق الأقصى، لكنها بالتأكيد ستكون ردات فعل عنيفة، قد تجُر العالم كله إلى متاعب وعدم استقرار.

وأكد الشيخ حسين، أن شد الرحال إلى المسجد الأقصى، هو الضمان المحتم لإثبات تعلق الشعب الفلسطيني بالأقصى، معرباً عن شكره لكل المواطنين الذين أدوا واجبهم تجاه الأقصى، وحثهم على شد الرحال إلى المسجد الأقصى، والمرابطة فيه.

رئيس جمعية الاقصى لرعاية الاوقاف الاسلامية في «اسرائيل» الشيخ كامل أحمد ريان من ناحيته قال إن الأقصى يمر بحرق دائم والعرب المسلمون والانسانية لم تتحرك لاطفاء هذه النيران. وذكرى حرق الاقصى أليمة علينا وتذكر المسلمين بواجبهم نحو الأقصى وعلى الجميع شد الرحال إليه وإعماره بالصلوات والدفاع عنه لأنه رمز عقيدة وكرامة كل مسلم في العالم.

ما هو الأقصى؟

يطلق اسم المسجد الأقصى على كامل المنطقة التي يوجد المسجد الأقصى في وسطها، وهو اسم مقتبس من القرآن الكريم في قوله تعالى: «سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير» (الاسراء: 1)، والمقصود بالحرم الشريف تلك المنطقة التي تقوم على ربوة شبه منحرف الأضلاع تقع في الجهة الشرقية الجنوبية للقدس. وكان أول بناء للمسجد الأقصى في عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رض) حوالي العام 20 للهجرة، وكان مبنياً من الخشب. أما المسجد الثاني فقد بناه عبدالملك بن مروان وأكمله ابنه الوليد، وكانت مساحته ضعف مساحة البناء الحالي. وأما المسجد الحالي فيرجع إلى الفترة الفاطمية، إذ قام المعزلدين الله بتضييق المسجد وإزالة أربعة أروقة من كل جانب، وكان منبره من طراز فريد في فن المعمار وآية من آيات الجمال جلبه صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير بيت المقدس من الصليبيين. وأحرق هذا المنبر يهودي صهيوني في يوم 21 أغسطس 1969.

ولهذا المسجد مكانة دينية مقدسة عند المسلمين لأن النبي (ص) قال: «صلاة في المسجد الأقصى تعدل خمسمئة صلاة في غيره من المساجد». وعندما سئل: أي المساجد وضع أولاً يا رسول الله؟ قال: المسجد الحرام، قيل ثم...؟ قال المسجد الأقصى. قيل: وكم بينهما؟ قال: «أربعون عاماً».

ويكتنف هذه المنطقة الصخرة المشرفة التي عرج منها الرسول محمد (ص)، إلى السماوات العلا والقبة التي بنيت فوقها (قبة الصخرة المشرفة)، والمسجد الأقصى يزدان بالمآذن والقباب والأروقة وهناك الأسبلة والمساطب والمحاريب وكل هذه المناطق مباركة لدى جميع المسلمين.

مسجد الصخرة

بني هذا المسجد في العام 685م، (66هـ)، بأمر من الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، وأشرف على بنائه رجاء بن حيوة الكندي ويزيد بن سلام، ورصد ريع خراج مصر على مدار سبع سنوات كاملات لتغطية نفقات هذا المشروع الفريد. وتم البناء في العام 991م، (72هـ). وفاض من المبالغ المرصودة لإعماره مئة ألف دينار، فرغب الخليفة أن يعطيها مكافأة تقسم بين رجاء ويزيد مناصفة لجهودهما وإخلاصهما في إتمام المشروع، ولكنهما رفضا رفضاً باتاً، ولذلك أمر الخليفة أن تصهر النقود الذهبية لتطلى بها القبة والأبواب، فلذلك فاقت هذه القبة حدود الإبداع والجمال بسبب هذا اللون النحاسي المطلي بالذهب.

والمسجد تحفة هندسية نادرة لما فيه من نقوش فسيفسائية تزدان بها جدرانه وأعمدته، وسمي مسجد الصخرة نسبة إلى الصخرة الجرداء التي تتوسط المسجد والتي يعتقد أن رسول الله (ص) استعان بها في صعوده إلى السماوات العلا.

ورفرفت في روابيها أعلام السلام والتسامح الديني بين الرسالات الثلاث، ولكن بعدما وقعت القدس الشريف وأقصاها في قبضة الاحتلال الصهيوني لاقى أهلها أنواع التمييز العنصري وألواناً من المعاناة والمآسي، فاقتلعت آلاف الأشجار، وهدمت المئات من المنازل، وقتل الكثيرون في أكنافه الطاهرة.

حائط البراق

يحظى الجزءان الغربي والجنوبي من الباحة بأهمية مميزة لوجود حائط البراق (الحائط الغربي) الذي اكتسب هذه التسمية من قيام الرسول العربي محمد (ص) بربط البراق عند هذا الحائط. وأقام المسلمون مسجداً في هذه البقعة ويدعي اليهود أن هذا الحائط هو الجزء المتبقي من جدار هيكل سليمان الذي بناه هيرودوس 18 ق.م، مع أن جميع الحفريات الإسرائيلية فشلت تماماً في العثور على أي دليل يفيد زعمهم الكاذب. ولقد أشفق المسلمون بعد الفتح العمري على اليهود فسمحوا لهم بالبكاء قرب هذا الحائط وكان عدد اليهود قليلاً جداً آنذاك وكان عرض الرصيف الذي يقف عليه اليهود 4م فقط وهذا الرصيف يعود إلى أوقاف عائلة «أبومدين» الجزائرية وكان اليهود يدفعون لمتولي الوقف 300 جنيه سنوياً في عصر «محمد علي» من دون أن يكون لليهود أي حق قانوني في المكان.

وفي عهد الانتداب البريطاني تمادى اليهود في استخدام المكان وادعوا ملكيته، ما أدى إلى قيام ثورة البراق في أغطس/آب 1929 التي استشهد فيها 116 شخصاً وجرح 232 وسجن من الفلسطينيين قرابة ألف شخص وتم إعدام 26 من الفلسطينيين. وأظهر الانتداب البريطاني تحيزه لليهود وعداءه للعرب في فلسطين.


الاعتداءات الصهيونية منذ الاحتلال

7 يونيو/ حزيران 1967: في اليوم الثالث من بداية حرب يونيو استولى الجنرال موردخاي غور في سيارة نصف مجنزرة على الحرم الشريف.

21 أغسطس/ آب 1969: اقتحم الإرهابي «دنيس دوهان» ساحات الحرم وتمكن من الوصول إلى المحراب وإضرام النار فيه في محاولة لتدمير المسجد، وقد أتت النيران على مساحة واسعة منه الا أن المواطنين العرب حالوا دون امتدادها إلى مختلف أنحاء المسجد.

14 أغسطس 1979: حاولت جماعة «غورشون سلمون» المتطرفة اقتحام المسجد، الا أن المواطنين تصدوا لها وافشلوا المحاولة وعمل المتطرف «مائير كهانا» وجماعته على تكرار المحاولة بدعم من قوات كبيرة من رجال الشرطة، الا أن أكثر من عشرين ألف مواطن تصدوا لهم وخاضوا مع الجنود مواجهات ضارية للدفاع عن الحرم سقط خلالها العشرات من الجرحى.

11 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979: أطلقت الشرطة الإسرائيلية وابلا كثيفا من الرصاص على المصلين المسلمين، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بجروح.

31 أغسطس 1981: استمرار الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك تؤدي إلى تصدع خطير في الأبنية الإسلامية الملاصقة للسور الغربي.

11 ابريل/ نيسان 1982: اقتحم الجندي الاسرائيلي «هاري غولدمان» المسجد الأقصى، وأخذ يطلق النيران بشكل عشوائي، ما ادى الى استشهاد مواطنين وجرح اكثر من ستين آخرين. وقد اثار هذا الحادث سخط المواطنين، وادى الى اضطرابات عنيفة في الضفة الغربية وغزة وردود فعل عالمية غاضبة ضد الاحتلال.

8 أكتوبر/ تشرين الأول 1990: ارتكبت القوات الاسرائيلية مجزرة داخل المسجد، ما ادى الى استشهاد 22 مصليا واصابة اكثر من 200 بجروح.

28 يناير/ كانون الثاني 1997: استمرار الحفريات الاسرائيلية من الجنوب الغربي للمسجد الاقصى باتجاه الغرب بارتفاع 6 - 9 امتار.

11 مارس/ آذار 1997: المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية يصدر قرارا يسمح لليهود بالصلاة في المسجد الاقصى بعد التنسيق مع الشرطة الاسرائيلية.

1 ابريل/ نيسان 1997: استغلال «اسرائيل» فرصة حفر مجار من اجل القيام بحفريات جديدة قرب حائط المبكى.

27 سبتمبر/ أيلول 1998: متطرفون يهود يحاولون دخول ساحات المسجد الاقصى المبارك بعد أن سمحت لهم الشرطة الاسرائيلية بذلك.

17 يناير 1999: القاضي السابق «مناحيم الون» يدعو الى تقسيم الحرم القدسي، ويعتبر أن المسجد الاقصى هو «الهيكل» المزعوم.

24 يناير 1999: استغلال قبة الصخرة في حملة دعائية للسياحة في «اسرائيل» في اعلان نشرته وزارة السياحة الاسرائيلية.

27 يناير 1999: كشف النقاب عن تخطيط أحد ناشطي اليمين الإسرائيلي « دميان فاكوبيتش » المتطرف بحسب اعترافاته لتنفيذ عملية تفجير كبيرة تهدف الى نسف المسجد الأقصى المبارك.

31 أغسطس 1999: الكشف عن مخططات اسرائيلية لهدم القصور الأموية المحاذية للمسجد الاقصى المبارك، وتوسيع حائط البراق (المبكى) بقصد تهويد المكان وتخريب المعالم الإسلامية.

13 سبتمبر 1999: الحكومة الإسرائيلية تبحث خططاً لفرض هيمنتها على الحرم القدسي الشريف مثل استبدال حراسة الشرطة بوضع ابواب الكترونية وسياج مكهرب.

27 سبتمبر 1999: قيام شركة إسرائيلية للنبيذ بلصق صورة للقدس يتوسطها المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة على زجاجات النبيذ.

3 أكتوبر 1999: قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي « ايهود باراك» بافتتاح مدرج في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك بهدف قيام المتطرفين اليهود بأداء الطقوس الدينية الخاصة في هذا المكان.

2 ديسمبر/ كانون الأول 1999: ايهود أولمرت (رئيس بلدية القدس الغربية في حينه)، يصدر أمراً بمنع هيئة الأوقاف الإسلامية من مواصلة أعمال الترميم في المصلى المرواني.

28 سبتمبر 2000: شارون يدنس ساحة المسجد الأقصى بتجوّله فيه، ما يؤدي الى اندلاع الانتفاضة المتواصلة حتى اليوم

إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله منصور"

العدد 715 - الجمعة 20 أغسطس 2004م الموافق 04 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً