العدد 719 - الثلثاء 24 أغسطس 2004م الموافق 08 رجب 1425هـ

لماذا الضجة على عدائي البحرين

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

كتبنا في هذه الزاوية الاسبوع الماضي أن الكلام لا يحلو كثيراً لدينا عن مشاركة ونتائج رياضيينا سواء البحرينيين أو العرب في منافسات الدورات الاولمبية، ويجب أن نفرغ انظارنا بالاعجاب بقدرات ومستويات الآخرين وألا نحرق أعصابنا على نتائج رياضيينا التي تبقى انجازاتها تدور في فلك «الاستثناءات» للانتصارات العربية التي لم تتجاوز الميداليات الست.

وما يجعلنا نعود إلى هذا الكلام المرير هي تلك الضجة التي أثيرت بشأن عدائي العاب القوى البحرينيين والعداءة رقية الغسرة في الأولمبياد حتى اصبحت نتائجهم تلقب بـ (الاخفاق) في حسابات الكثيرين ويسألون عن أسبابه.

سبحان الله منذ متى كنا نتطلع إلى الفوز بميداليات أولمبية ونحن ندرك جيدا ظروف واقعنا الرياضي الصعب في الالعاب المختلفة، واننا نحتاج إلى الكثير لكي نصل إلى المرحلة التي تجعلنا «نزعل» على عدم تحقيقنا ميدالية أولمبية.

ولعلنا نسأل، من المسئول عن تضخيم وتهويل مشاركة عدائي البحرين في الاولمبياد اذ رأينا تقارير إخبارية محلية قبل الاولمبياد وتحمل في طياتها آمالاً كبيرة فضلا عن بث اعلان ترويجي عن هؤلاء العدائين يوميا عبر قناة البحرين الفضائية الأمر الذي جعل الكثير من الجماهير الرياضية البحرينية تترقب مشاركة عدائيها لذلك كان هناك رد فعل سلبية قوية ومحبطة بعد خروج العداء رشيد رمزي من نصف نهائي سباق 1500 متر.

وغدا البعض إلى ظلم العداءة الشابة «بنت البحرين» رقية الغسرة بعد خروجها من الدور التمهيدي لسباق 100 متر، ولا ندري هل كان هذا «البعض» يريد فوز الغسرة بلقب اسرع امرأة في العالم حتى تكون مقنعة لديه؟!

لماذا لا نعتبر مشاركة «رقية» في الاولمبياد انجازاً في حد ذاته خصوصا ان مشاركتها جاءت بعد تحقيقها الرقم التأهيلي الذي جاء عبر مشاركاتها الدولية وليس بـ «بطاقات الدعوة» التي اعتدنا على المشاركة بها في الدورات الماضية فضلا عن المكاسب الاعلامية والصورة المشرفة التي نعتز بها ونحن نرى «بنت البحرين» تقارع بطلات العالم وهي ترتدي الزي الذي لا ينافي الدين والتقاليد وهو ما لفتت به الأنظار واطلقت عليها الصحافة العالمية لقب «سفيرة الرياضة الاسلامية».

وادركوا أن صناعة ابطال من طراز اسرع رجل وامرأة جرين وماريون جونز والسباح الرهيب مايكل فيليب الذي التهم ثماني ميداليات في اثينا والمغربي العالمي هشام الكروج والعجوز الاثيوبي جبريسلاسي وغيرهم لم يكن وليد صدفة واجتهاد وقتي بقدر ما كانت نتاج استراتيجيات وخطط واعداد وامكانات ومشاركات وخبرة واحتكاك واحتراف... فهل نعي كل ذلك قبل ان نقحم انفسنا في مقارنات ظالمة مع الآخرين «ورحم الله أمرءاً عرف قدر نفسه»

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 719 - الثلثاء 24 أغسطس 2004م الموافق 08 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً