العدد 739 - الإثنين 13 سبتمبر 2004م الموافق 28 رجب 1425هـ

لخمسين

لخمسين

يوقظن موتا قديما

ستذكرهن يداك

لخمسين

فتّش عن النهر

كلّ الوجوه

تسامى أمام الوجوه

ولا شيء أصعب

من لغة في الشفاه

لخمسين

ما كل هذا الضجيج؟!

لخمسين

حدّث

على أي وجه

تركت النوافذ مغلقة؟!

هل سعاد هناك تباشر جيدك

أم أنك الضوء لمّا

يباشر طريق النهار؟!

لخمسين

هذا كلام الشتاء

ولا شيء في الشفتين احترق

فهل أقطع اليوم بوابتين

لألقي عصاي

وكلّ نساء المدينة عن جانبي عرايا

وهل أسبل الجفن حتى يراني

نبيكم الوعد؟!

هل أكسر الصبح في رئتيّ

لكي أتغذى دما بالوريد؟!

لخمسين

هذا كلام الشهور

دعوني أقبّل في الضفتين يديّ

ولا ترهقوني

بأحمال بيتي الصغير.

لخمسين

هذا كلام اليمامة

هذا كلام النشيج المعتّق

هذا كلام النخيلة

تهفو الى الظل

حتى يراها الورق

وهذا كلام النوافذ

حين تخبّأ في الطل

هذا الودق

لخمسين

من قال وجهك يبقى؟!

وما كان في رأتيك احترق

رأيتك دخّان بيت

عتيق

يعبّأ في الظهر عهر الورق

وكنت وراء الحواجز

سربا من البوم

يحفظ أوردة للغرق

لقد كنت أولى بهذا الفراق

فلا تكتم العشق

يا أيها النازف الأمس

فالظلّ لمّا يشقّ

لخمسين

أعرف بعض الرجال

هناك ينامون

مذ كان للناس موت

ومذ كان للنهر بيت

ومذ كانت الأرض في عريها

وأعرف أن الحمام ينام

وأن التراب ينام

وأن النخيل ينام

ولا شيء قد يتعلق بالضوء حتى ينام

فهل أنا في الذاهبين

سراج قديم؟!

وهل أنا سرب من الطير

لا يستطيع النشيد؟

دعوني فكنت أمام المدينة

دعوني فكلّ النخيل تجاهي

وكل المسافات عن رئتي سبايا

ومنذ رأيت الجميلة

تستنطق الملح في وجنتيّ

ومنذ رأيت خلال المرايا

دما يتعثّر في السائلين

ومنذ رأيت نساء المدينة

يضحكن في النهر

أقسمت

أدمي العيون

وأوقد للياسمينة عهد الورق

فهل أنا حرف على الكائنات

وهل أنا دون الوجوه

بقايا الأرق؟!

تهيمون يوما بليلى

ويوما تراؤون بالنهر

أقسمت الا من الضوء

ما كانت الأرض الا ذراعي

وما كان للنخل أن يترقب موتي

وما كان للورد

أن يشتريني بغير شذاه

وان كنت أحرقت بعض البساتين

فالله أدرى بمن قد عصاه.

لخمسين

ما عاد للضوء وعد يرائي

تكسّرت الشمس

والنهر داف المحيّا

وعادت قوافل موتاك

تفضح ما خبأته يداك

هنا وانثنى الموت

يبحث عن تلكم التسميات

بلى كنت أيامها

تشتري للعريسين وعد الحياة

وتغسل عارك بالماء

حين يصفق عار جديد

وكنت كما كان ظلّك

يشري عيون الصغار

أظنّك قطّعت أيديك

كيما يقولون أنك كنت الوحيد

تركت السرايا يخبئن سبعين موتا

بذاك الشهيد

وأطلقت للذئب

رجسا يناوش ما قد تبقّى

من الزهر والتضحيات

لخمسين

عد حيث أنت

لموكب موتاك

تأكل أجسادهم

الى حيث خبأت

في ظلمات هواك النشيج

لخمسين

فليَكُ موتاً جديداً...





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً