العدد 742 - الخميس 16 سبتمبر 2004م الموافق 01 شعبان 1425هـ

وجهة نظر في الرائد العائد

المتتبع للحوادث والأخبار التي خرجت بها علينا الصحف في الفترة الأخيرة بخصوص الرائد العائد من لبنان والذي تسلم أموالاً من مستثمرين وهرب بها، يتبادر إلى ذهنه سؤال مفاده: على أي أساس استثمروا أموالهم معه؟ هل نسلم أموالنا أي إنسان يعرض علينا أي مشروع استثماري؟ بل نفعل لمن نثق به ونأمنه على الأموال ويتصف بالأخلاق العالية والمشهود له في المجتمع، ولولا هذه الصفات الحميدة لما اشترك معه هؤلاء المستثمرون، والتجارة ربح وخسارة ومفاجآت ومخاطر لا حدود لها، ومن يركب ركب التجارة يعلم بما فيها من أهوال ومخاطر وتقلبات، ثم لبيان أي موضوع يجب بيان الحقيقة كاملة، لماذا يذكرون أنهم سلموه الأموال ولم يذكروا ما تسلموه من أرباح شهرية وعمولات؟

وأتحدى أن يكون هؤلاء الذين لجأوا للصحف لم يستفيدوا من استثمارهم معه، أو لم يتسلموا أرباحاً شهرية، وأقول لهم عندما تريدون أن تتحدثوا عن قضية ما، فتحدثوا عنها من كل الجوانب، ولا تتحدثوا فقط عن الجانب الخاص بخسارتكم والبعيد عن الأمانة والموضوعية، بل تحدثوا أيضاً عن الجانب الربحي من هذا الاستثمار.

ويجب أن تكون هناك دقة في طرح الموضوعات، وكان من المنطق والحكمة والأمانة نقل الحقيقة كاملة، وعدم التطرق إلى الاطلاقات الجوفاء والاتهامات الجائرة مع استخدام أساليب الإثارة بحق المذكور، حتى لا يقع القراء فريسة لهذه المقالات أو يتأثر بها الأفراد، وما تم ذكره هو صوت نشاز لا يمثل رأي كل شريحة المستثمرين معه، بل إن هناك من يستهجن ما يتم ذكره في حق الرائد العائد، ويعتقد اعتقاداً لاشك فيه بحسن نية المذكور وبأن نكسة حلت به، لأنه إنسان شريف وحكيم وعلى خُلق كريم.

وكم هو جميل أن نتحدث بكل حرية عن حقوقنا وأن نعبر عن قضايانا ومشكلاتنا، في ظل الديمقراطية التي أتاحت مساحات كبيرة وواسعة للحرية لكل المواطنين، وسرد الوقائع والحقائق بكل حرية وبطريقة لا تخدش أو تؤثر على الآخرين، ومن دون تجريح أو امتهان لأي إنسان، والعشوائية والانفلات في ذكر الأرقام والحقائق لا يخدم أي أحد، ويجب على المواطنين أن يدركوا واجباتهم كاملة أولاً ومن ثم حقوقهم ولا يسمح بالمساس بحقوق الآخرين أو التعدي عليهم ولو بأية كلمة بسيطة، لأن أية كلمة مهما كانت بساطتها قد تؤثر على المجريات وتنزلق الأمور على نحو غير صحيح.

ومما يثير الدهشة من تسليط الضوء على هذا الرائد فقط، وهو الذي كان يستثمر الأموال لهم وصرف أرباحاً وعمولات للمستثمرين معه مدة طويلة وتحمله لمشاق العمل والجهد وحده، والتغاضي أو نسيان شخصيات أخرى في المجتمع نهبت أموال الناس نهباً واستغلت مناصبها وأوهمت الناس بتسليم مبالغ لهم مقابل بناء بيوت لهم، ومن ثم الهروب بها خارج البحرين، وتم التخطيط لكل هذا النهب والسرقة مسبقاً، إذ يقومون بتسفير زوجاتهم وأبنائهم أولاً ومن ثم يهربون بأموال الناس بعد أن وعدوهم الوعود الكاذبة، أين صحفنا عنهم؟ وأين الصحافيون الذين يبحثون عن القضايا والحقائق؟ ليبحثوا بإنصاف وعدل وألا يسلطوا الضوء على ناس من دون آخرين فقط لاعتبارات يعرفها الجميع.

إنني لا أرى نفسي على صواب وغيري على باطل، بل إنني ادافع عما اعتقده صحيحاً في حق هذا الرجل، وأقول للجميع ارفعوا القلم عن الرائد العائد واتركوا المزايدات الكلامية عنه والأرقام المفبركة، واتركوا القضاء يقول كلمته.

عائشة البستكي

العدد 742 - الخميس 16 سبتمبر 2004م الموافق 01 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً