العدد 2795 - السبت 01 مايو 2010م الموافق 16 جمادى الأولى 1431هـ

لإيران حقوق وعليها مسئوليات واجبة التنفيذ (2 - 2)

جيمس إل. جونز comments [at] alwasatnews.com

يجب على الحكومة الإيرانية أن تواجه عواقب حقيقية لتحديها المتواصل للمجتمع الدولي. نأمل بأن تقرر إيران الخيار الصحيح وأن تعمل لاستعادة ثقة المجتمع الدولي في الطبيعة السلمية الحصرية لبرنامجها النووي.

ولكن في حال أخفق قادة إيران في اتخاذ هذا الخيار، فقد كان الرئيس أوباما واضحاً، وأريد أن أكرر ما قاله هنا: الولايات المتحدة مصممة على منع إيران من تطوير أسلحة نووية. ومن خلال عملنا هذا سوف نتجنب حصول سباق لامتلاك أسلحة نووية في المنطقة، وانتشار تكنولوجيا صنع الأسلحة النووية إلى منظمات إرهابية.

وبالطبع، فإن واحدة من الطرق التي تمارسها إيران لفرض نفوذها في الشرق الأوسط هي استغلال النزاع العربي - الإسرائيلي المستمر. تستخدم إيران هذا النزاع لإبقاء أطراف أخرى في المنطقة في موقف دفاعي وتحاول كذلك الحدّ من عزلتها هي بالذات. إن إنهاء هذا النزاع، وتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، سوف يؤدي إلى نزع هذه المسألة المثيرة للعواطف من يد إيران، وحزب الله، وحماس. وسوف يسمح ذلك لشركائنا في المنطقة بتركيز اهتمامهم على بناء دولهم ومؤسساتهم. كما أن السلام بين إسرائيل وسوريا، إذا كان ممكناً، سوف يكون له تأثير تحويلي على المنطقة.

منذ أن تسلّم الرئيس أوباما منصبه، سعى إلى تحقيق حل الدولتين، أي دولة إسرائيل اليهودية الآمنة التي تعيش جنباً إلى جنب بسلام وأمن مع دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة.

إن هذا في مصلحة الولايات المتحدة. وهو في مصلحة إسرائيل. كما هو في مصلحة الفلسطينيين. وفي مصلحة الدول العربية، وبالتأكيد في مصلحة العالم. وكذلك فإن تحقيق هذا السلام سيكون من شأنه أيضاً منع إيران من الاستمرار العابث في صرف الانتباه العالمي عن إخفاقها في تنفيذ التزاماتها.

وبما أنه حصل مؤخراً الكثير من التشويه والتحريف لسياستنا، دعوني أغتنم هذه الفرصة لمعالجة علاقتنا مع حليفتنا إسرائيل. سوف تحصل بيننا اختلافات في وجهات النظر تماماً كما يحصل بين أي دولتين، ولكننا سوف نتغلب عليها دائماً كحليفتين. وسوف لن ننسى أبداً أنه منذ الدقائق الأولى لإعلان استقلال إسرائيل، كانت للولايات المتحدة علاقة خاصة مع إسرائيل. وهذا لن يتغير أبداً.

لماذا؟ لأن ذلك ليس التزاماً من جانب الديمقراطيين أو الجمهوريين بل إنه التزام قومي يستند إلى قيم مشتركة، وعلاقات عميقة ومتشابكة، ومصالح مشتركة.

وكما أعلن الرئيس أوباما في القاهرة، «روابط أميركا القوية مع إسرائيل معروفة جيداً. هذه الروابط لا يمكن كسرها». إنها روابط التاريخ، فبلدانا نالا استقلالهما من خلال تضحية الوطنيين فيهما. إنها روابط شعبين، تقوم بينهما قيم مشتركة من الحرية والفرص الفردية. إنها روابط دولتين ديمقراطيتين، حيث تكمن السلطة في يد الشعب. إنها الروابط بين رواد في العلوم، والتكنولوجيا، وفي حقول عديدة نتعاون فيها كل يوم. إنها روابط الصداقة، بما فيها الروابط القائمة بين العديد من العائلات والأصدقاء.

لقد صادف هذا الأسبوع الذكرى الثانية والستين لاستقلال إسرائيل، الدولة والشعب اللذان تمكنا من البقاء في وجه أخطار غامرة. ولكن حتى الآن، بعد ستة عقود من تأسيسها، تستمر إسرائيل في منطقة معادية مع خصوم مازالوا يتمسكون بالأمل الزائف بأن إنكار مشروعية إسرائيل سوف يجعلها تختفي من الوجود في النهاية. لكن هؤلاء الخصوم مخطئون.

وكما قال الرئيس أوباما في القاهرة كي يسمع العالم بأسره، دولة إسرائيل «لن تزول». وكما قال كذلك في الأمم المتحدة فإن الدول «لا تقدم للفلسطينيين أي معروف عندما تختار اللجوء إلى توجيه الانتقادات القاسية ضد إسرائيل بدلاً من إظهار الرغبة البنّاءة في الاعتراف بمشروعية إسرائيل وحقها في العيش بسلام وأمن».

وهكذا فإن التزام أميركا نحو إسرائيل سوف يدوم. وعلى الجميع أن يعرفوا أنه لا توجد فجوة فاصلة – أية فجوة فاصلة – بين الولايات المتحدة وإسرائيل عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل. إن التزامنا بأمن إسرائيل لا يهتز، وهو بنفس القوة كما كان دائماً. يدرك الرئيس وهذه الحكومة جيداً البيئة، الإقليمية والدولية، التي يتوجب على الولايات المتحدة وإسرائيل أن تعمل فيها. ندرك جيداً أنه من أجل تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، يجب أن تكون إسرائيل آمنة.

لن تتردد الولايات المتحدة أبداً في الدفاع عن أمن إسرائيل. ولهذا السبب نقدم سنوياً مساعدات أمنية لإسرائيل بمليارات الدولارات، ولهذا السبب أعدنا تنشيط مشاوراتنا لتأمين التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، ولهذا السبب نقوم بمناورات عسكرية مشتركة مثل مناورات «جونيبر كوبرا» للدفاع ضد الصواريخ البالستية الذي شارك فيه أكثر من ألف عسكري أميركي من الرجال والنساء. ننظر إلى هذه الجهود كعناصر ضرورية في مقاربة أمننا الإقليمي، لأن العديد من نفس القوى التي تهدد إسرائيل تهدد الولايات المتحدة كذلك.

أستطيع أن أقول أيضاً استناداً إلى تجربتي الطويلة بأن علاقتنا الأمنية مع إسرائيل مهمة لأميركا. تستفيد قواتنا العسكرية من الابتكارات الإسرائيلية في التكنولوجيا، ومن الاستخبارات المشتركة، ومن التمارين العسكرية التي تساعد في جهوزيتنا، ومن التدريب المشترك الذي يعزز قدراتنا، كما من الدروس التي تعلمناها من معارك إسرائيل ضد الإرهاب والتهديدات اللامتساوية.

على مر السنين، وكالعديد من الأميركيين، وكالعديد منكم الموجودين هنا الليلة، أمضيت قدراً كبيراً من الوقت مع شركائي الإسرائيليين، بمن فيهم أصدقاء لي في جيش الدفاع الإسرائيلي. هذه الشراكات عميقة وثابتة. إنها علاقات شخصية وصداقات تستند إلى الثقة والاحترام المتبادلين. في كل يوم، وعبر المدى الكامل لعلاقتنا الثنائية، نعمل سوية لمصلحة أمننا وازدهارنا المشتركين. وسوف لا تكون شراكتنا إلا أكثر قوة خلال الأشهر والسنوات القادمة.

في سعينا لتحقيق حل الدولتين، ندرك بأن على الطرفين أن يصنعا السلام ولا يمكن فرض السلام من الخارج. وفي نفس الوقت، نفهم أنه من غير الممكن الإبقاء على الوضع القائم. لا يمكن استدامة هوية إسرائيل كدولة آمنة، ويهودية، وديمقراطية لأن الساعة الديمغرافية تبقى تدق ولا يمكن عكس وجهتها. لا يمكن استدامة الوضع القائم للفلسطينيين الذين لهم تطلعات مشروعة للحصول على سيادتهم ودولتهم. ولا يمكن الإبقاء على الوضع القائم للمنطقة نظراً لوجود صراع بين الذين يرفضون وجود إسرائيل وأولئك الذين هم على استعداد للتعايش مع إسرائيل، والوضع القائم يعزز صفوف الرافضين ويضعف صفوف الذين يقبلون العيش بسلام.

من الواضح أننا نشعر بخيبة أمل لأن الطرفين لم يبدآ المفاوضات المباشرة. تقف الولايات المتحدة على أهبة الاستعداد للقيام بكل ما هو ضروري لمساعدة الطرفين في تجسير اختلافاتهما وبناء الثقة المطلوبة للقيام بتسويات مؤلمة من أجل السلام. وبينما نقوم بذلك، سوف ندعم أيضاً بقوة جهود السلطة الفلسطينية لتطوير مؤسساتها من الأساس صعوداً وندعو الدول الأخرى، وبالأخص تلك الموجودة في المنطقة، إلى القيام بدورها في دعم السلطة الفلسطينية أيضاً.

ونحن نواصل أيضا دعوة جميع الأطراف لتجنب القيام بأعمال استفزازية من ضمنها الأعمال الإسرائيلية في القدس الشرقية كما التحريض الفلسطيني الذي يغذي الارتياب بدلاً من الثقة.

وكما قالت وزيرة الخارجية كلينتون عدة مرات، «نعتقد أنه من خلال المفاوضات التي تجري بنية حسنة، يستطيع الطرفان أن يتفقا بينهما على نتيجة تنهي النزاع وتوفق بين الهدف الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة قابلة للحياة تستند إلى حدود العام 67، مع مبادلات أراضٍ متفق عليها، كما والهدف الإسرائيلي في وجود دولة يهودية لها حدود آمنة ومعترف بها تعكس التطورات اللاحقة وتلبي متطلبات أمن إسرائيل».

وهكذا لقد حان الوقت لبدء هذه المفاوضات ولوضع حد للأعذار. لقد حان الوقت لكافة القادة في المنطقة، الإسرائيليين، والفلسطينيين والعرب، لأن يدعموا الجهود المؤدية إلى السلام. لقد حان الوقت لقيادات اليوم أن تظهر الشجاعة والقيادة التي أظهرها أنور السادات، والملك حسين، وإسحاق رابين.

وأريد أن أُنهي خطابي هذه الليلة بالعودة إلى بعض الكلمات البسيطة التي قالها الرئيس أوباما في أوسلو: إنها «لحظة تحدٍّ». وحين يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، فإنها لحظة تحديات عديدة.

إنه تحدي نقل المسئولية الكاملة إلى العراقيين لبناء مستقبلهم. وفي أفغانستان وما أبعد منها، إنه تحدي إلحاق الهزيمة بالمتطرفين العنيفين الذين يهددوننا جميعاً. إنه التحدي لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية ووسائل إطلاقها. إنه التحدي لإقامة سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين كجزء من سلام شامل في المنطقة. إنه التحدي لتحقيق الازدهار وتوفر الفرص بدرجة أكبر لكل الذين يسمّون الشرق الأوسط وطنهم.

كل واحد من هذه التحديات لوحده قد يتطلب صبراً استثنائياً ومثابرة استثنائية. غير أن هذه التحديات مجتمعة ستتطلب مقاربة شاملة ومنسقة. إنه العمل الذي تعهد به الرئيس أوباما. إنه العمل الذي سوف نستمر في متابعته خلال الأشهر والسنوات القادمة... ليس فقط من أجل أمن أميركا بل من أجل أمن العالم.

إقرأ أيضا لـ "جيمس إل. جونز"

العدد 2795 - السبت 01 مايو 2010م الموافق 16 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 10:44 ص

      تسويق للسياسه الأمريكيه

      مقال بايخ يسوق للسياسه الأمريكيه، وهناك عبيد يستمعوا له ويأخذون نصائحه مثل ( الزائر رقم واحد)

    • زائر 5 | 2:37 ص

      كلنا شوق الى العدل والحرية

      اذا الصهاينة سيطروا على العالم فسيكون الكل خسران لانهم مصالح فقط ليس لهم اصدقاء ابدا ولايعرفون الا انفسهم فقط هم شعب الله المختار ، والجميع ما عداهم اعداء لافرق ولن يربح احد والكل يعرف علاقة الشقيقة مصر معهم وتلاحظ كيف يكيدون لها الان والحرب المائية مع جيرانه الدول الافريقية اعيد واكرر لا احد فوق الشبهات هذا تاريخ وديدن اليهود الصهاينة منذ الازل مع النبي موسى والى الان لا احد يفرح اذا ضربت ايران الدور قادم على الكل وشكرا للوسط لقرأ تها للرأي الآخر .....

    • زائر 4 | 1:52 ص

      الى زائر 1

      أي ننقاط واي حروف ؟ ارجو ان تتعمق في قراءة المقال لتكشف الحقيقة .

    • زائر 3 | 1:48 ص

      الحقيقة

      «روابط أميركا القوية مع إسرائيل معروفة جيداً. هذه الروابط لا يمكن كسرها». إنها روابط التاريخ، فبلدانا نالا استقلالهما من خلال تضحية الوطنيين فيهما. إنها روابط شعبين، تقوم بينهما قيم مشتركة من الحرية والفرص الفردية. إنها روابط دولتين ديمقراطيتين، حيث تكمن السلطة في يد الشعب. إنها الروابط بين رواد في العلوم، والتكنولوجيا، وفي حقول عديدة نتعاون فيها كل يوم. إنها روابط الصداقة، بما فيها الروابط القائمة بين العديد من العائلات والأصدقاء" فماذا تتوقعون بعد ذلك ؟

    • زائر 2 | 1:47 ص

      نعم؟

      "مجندي الحرس الثوري سنهالون على مقالك بكل عنف"
      وين قاعدين حبيبي؟ شهالكلام؟

    • زائر 1 | 11:34 م

      شكرا للوسط على نشر مقالات السيد جيمس إل جونز

      وضعت النقاط على الحروف و لكن انتظر الآن مجندي الحرس الثوري سنهالون على مقالك بكل عنف - كالعادة - و بكل انفعال و كما في أغلب الأحوال دون أن يقرؤوه.

اقرأ ايضاً