العدد 2795 - السبت 01 مايو 2010م الموافق 16 جمادى الأولى 1431هـ

براثن المخدّرات في جيب الحب!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كلّمتنا إحدى الفتيات الصغيرات، تطلب منا التحدّث عن معاناة عمّها في براثن المخدّرات، وكلماتها عنه لم تكن إلا كلمات جميلة ووفيّة اتجاه عمّها المدمن، الذي مات من جرّاء هذا السم.

وتبدأ قصّة العم عندما تعرّف على مجموعة من رفقاء السوء، الذين دلّوه على هذا الطريق، وتحوّل اعتماده النفسي إلى اعتماد جسمي من جرعات المخدّرات، وقد حاول في مرّات عدّيدة أن يتشافى من إدمانه، ولكن للأسف نسبة العودة إلى المخدّرات 99.9 %، وهذا رقم أكثر من خطير في المخدرات، إذ إنّ 0.1 % لا يرجعون إلى المخدّرات إذا تابوا إلى الله عزّ وجل توبة نصوحة، وجاهدوا طوال حياتهم بعدم الرجوع إلى المخدّر.

إن المخدّرات تشكل ثالث أكبر تجارة في العالم، بعد النفط والسلاح، وموجودة في البحرين بشكل كبير، ويحاول الأخوة في مؤسسات الدولة والمجتمع المدني القضاء عليها، أو حتى التقليل منها ولكن عبثاً يحاولون؛ لضعف الإمكانيات وقوّة الشراء والاتجار!

ولنستعرض بعض الحقائق عن المخدّرات، ونرجو الاستفادة من هذه الحقائق في القضاء عليها:

* تجارة المخدرات تمثل 8 % من حجم التجارة العالمية أي ما يعادل أكثر من 600 مليار دولار سنوياً.

* إجمالي عدد القتلى في البرازيل تجاوز 30.000 قتيل معظمهم بسبب قضايا المخدرات، وأن الغالبية منهم من الأطفال.

* في بريطانيا تكاليف مكافحة المخدرات تتجاوز (19) مليار جنيه استرليني وهو يتجاوز ميزانية التعليم والدفاع.

* عدد مدمني المؤثرات العقلية في العالم 185 مليون شخص، ما يشكل نسبة 3 % من عدد سكان العالم.

* 50 مليار دولار سنوياً تُصرف على العلاج المباشر لآثار التدخين ما يشكل 7 % من ميزانية الصحة في الولايات المتحدة.

* عدد مدخني السجائر في العالم 2.13 مليار شخص، ما يشكل 20 % من عدد سكان العالم.

* تقدّر منظمة الصحة العالمية عدد الموتى في العالم العام 2000 م، بـ (200.000) مئتي ألف شخص بسبب التدخين، ما يشكل نسبة 0.4 % من عدد سكان العالم.

* كل 1 دولار أميركي ينفق على التوعية بأضرار التدخين، يوفّر 67 دولاراً أميركياً في الصحة والعلاج للمدخنين بشكل يومي (جامعة كاليفورنيا).

نواجه اليوم خطراً أكبر من الفتنة الطائفية، وهو خطر ضياع شبابنا وانتهاء حياتهم جرّاء عالم المخدرات، ولكننا نقف مكتوفي الأيدي ولا نستطيع محاصرة التجّار بطريقة تؤمن لنا عدم تعرّض أبنائنا إلى هذا الخطر المستشري حاليا في البحرين.

إن منطقتنا صغيرة جداً ونستطيع تنظيفها من تجّار المخدرات لو تضافرت الجهود وتعاون الجميع على محاربة الفساد وبخاصة هذا النوع من الفساد الذي يُذهب العقول، ولا نستطيع إرجاع أبنائنا إلى ما هم عليه إلا في حالات تكاد تكون نادرة.

ونشكر هذه البنت التي اتصلت تنبّهنا وتستصرخ لنشر هذا الموضوع المهم، ونحيّيها على صراحتها في قضيّة عمّها، فلقد مات هذا المدمن من براثن المخدّرات، ولكنه في جيب حب ابنة أخيه ووفائها له، على رغم حياته التعيسة التي عاشها وما عليها

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2795 - السبت 01 مايو 2010م الموافق 16 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:05 م

      al anoud

      thanx aunt maryam i appreciate u

    • زائر 2 | 4:12 ص

      بومريم

      الاخت العزيزة جداً بنت الشروقي
      بعد التحية
      بالأمس انتهكت حرمة مدرسة عراد واليوم انتهكت حرمة مدسة الحد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
      مسألة تحتاج الى وقفة .

    • زائر 1 | 11:37 م

      لو وجد القانون

      لو انزلت اقسى العقوبه لتجار المدرات تصل الى الاعدام..
      ولو يتم تسهيل على المدمن المسكين بان يتم التستر التام عليه ليتعالج والكثير من المدمنين يخافون ان يقدمو على هذه الخطوه!!
      بنسبه للمدخنين لو يتم رفع سعر ماربورا بدل 700فلس الى 7 دينار و ال ام بدل500 فلس الى 5 دينار سيصبح جيد جدا

اقرأ ايضاً