العدد 2798 - الثلثاء 04 مايو 2010م الموافق 19 جمادى الأولى 1431هـ

محافظ الجنوبية واللقاء الأول

سلمان ناصر comments [at] alwasatnews.com

.

ألق حسن الظن على الخلق، وسوء الظن على نفسك، لنعمل لمستقبل أفضل.

إن اللقاءات المجتمعية من خلال تبادل الزيارات مع المسئولين ثقافة راسخة واستقلالية عن دوائر صنع القرار، كما أنها تسهم في تسهيل اتخاذ القرارات إن كانت ديمقراطية أم تعليم أم صحة أم احترام حقوق الإنسان وغير ذلك، كما أن هذا النوع من اللقاءات يعد كالنحت في الصخر، وسيأتي اليوم الذي تبدأ معطيات هذه اللقاءات بالظهور، ولكن ذلك يحتاج الى المزيد من العمل والمعرفة.

كما يعد الإسهام في الحراك المجتمعي من خلال القنوات المفتوحة ومنها اللقاءات مع من يسهم في صنع القرار لتسليط الضوء على مكامن الخلل والقصور وتحديد الأهداف المجتمعية المنشودة سواء كانت اجتماعية، اقتصادية، أم استثمارية.

لقد كانت بادرة محافظ المحافظة الجنوبية بلقائه مواطني ومقيمي المحافظة، لها الأثر الطيب في نفوس الحضور والمتتبعين لشئون محافظتهم، هذا بجانب سعة صدر سعادته وتقبله لآراء الحاضرين وملاحظاتهم. حتى وإن أخذت في بعض الأحيان الطابع الشخصي. وكأن لسان حاله يقول للحضور ألق حسن الظن على الخلق، وسوء الظن على نفسك، لنعمل لمستقبل أفضل.

وما أضاف الى هذا اللقاء تواضعه وعدم بخس من عمل معه، خاصة في احتواء حادث التشاجر الخارج عن الموروث الثقافي والحضاري للشعب البحريني والمتمثل في مجموعة من المراهقين، كما كان حضور كبار السن بجانب الشباب له الأثر الإيجابي وذلك بإثراء النقاش وتنوع الطرح والمداخلات.

وبما أن دور المحافظة يتمثل في الإشراف على تنفيذ السياسة العامة للمملكة ومتابعة مشروعات خطة التنمية في نطاق المحافظة، فإن من ضمن واجبات المحافظة أيضاً الحفاظ على الأمن والنظام.

لقد كان حضور مدير مديرية المحافظة الجنوبية، الذي قام بدوره بالرد على تساؤلات الحضور وشرح بعض الحالات التي تم معالجتها، لهو دلالة على مدى عمق التواصل المجتمعي لتسهيل تطبيق النظام الأمني.

ومن خلال الحوار المفتوح تم التطرق لمشاكل وهموم المواطنين التي تعتبر من مهام المحافظة، للعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها بالتنسيق مع الجهات المختصة، حيث هذه المحافظة تعد أكبر المحافظات مساحة بالمملكة، كما أنها أخذت حصتها من المشاريع الاستثمارية بالبحرين كباقي المحافظات، حيث لا تقل قيمة المشاريع المقامة عن 21 مليار دولار على مساحة لا تقل عن 30 مليون متر مربع. إلا أن الجهة المؤتمنة على المشاريع المجتمعية التي تخص المحافظة، لم توفق في استقطاب هذه الشركات كي تسهم في إنشاء بعض المشاريع المجتمعية المعنية بالمواطنين، مثل بناء دور لكبار السن أو شقق للإيواء أو دعم المراكز الشبابية أو عمل محفظة لإعادة بناء البيوت الآيلة للسقوط، إسهاما منها نظير ما تحققه من عوائد مالية ضخمة من الدولة، وذلك يعود لقصر نظر وعدم جرأة هذه الجهة لعرض مثل تلك الأفكار على هذه الشركات الاستثمارية، مما أدى بالتالي إلى النظرة السلبية من قبل أهالي المحافظة تجاه هذه الشركات، حيث كان دعمها مرتكزاً على المسابقات الرياضية وسباقات القدرة وغيرها وهذا يقودنا للسؤال عن ما هو المهم وما الأهم.

ربما يتبادل إلى ذهن البعض خاصة أصحاب النظرة السلبية أو المتشائمة أو المعنيين بمتطلبات وهموم دوائرهم عن مدى فاعلية هذه اللقاءات، أو كيف يتم اختيار المشاركين بها كما من الممكن أن يطرح سؤالاً في محاولة بث الشك بجدوى إقامة هذه اللقاءات؟

هنا نقول ليس ثمة شك أن اللقاءات الأهلية تعد أحد الركائز الأساسية لبلوغ الأهداف المجتمعية. وليعلم من لا يرغب في مثل هذه اللقاءات أما بسبب المركزية أو حب الظهور الشخصي، أن هذه الاجتماعات تجمع الفرقاء أصحاب الآراء والأفكار المتضادة ليجلسوا ويتحدثوا لساعات وسط أجواء الاحترام وقبول الرأي الآخر، لأن بذلك تزول كثير من العقد وتقرب وجهات النظر وتحقيق الأهداف المرجوة وهذا ما نحتاجه تماما.

لقد كان حديث سعادة المحافظ أقرب إلى إرسال رسالة للحضور مفادها بأن نتعدى تجربة الكلام الكثير والفعل النافع القليل، ولنعمل لتحقيق الأهداف المنشودة التي كتبت أحرفها من نور بالمشروع الإصلاحي لجلالة الملك، وذلك بسد الفجوة بين الكلام والفعل، وأن يكون للحراك المجتمعي دور قوي وفعال في بلورة الأفكار بما يخدم مناطقهم ومجتمعاتهم.

إذاً العمل المجتمعي ليس مقتصراً على الجمعيات السياسية أو الفئوية أو القبلية،إن العمل المجتمعي هو انتماء الفرد للأرض وموروثه الثقافي والحضاري قبل أن يكون سياسياً، كما أن النقد وتسليط الضوء على مكامن الخلل والقصور يعتبر من ضمن آليات العمل لتحقيق تلك الأهداف.

فالشكر موصول للمحافظ الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة بإرساله هذه الرسالة إلى «الفصحاء وأولي الألباب»، فهذا أقل ما تحتاجه المحافظة.

ونقول له أن اللقاءات بين الناس من الممكن أن تكون في أماكن أخرى للتحدث والحوار، ولكن بحضور أصحاب الشأن وبتواضعهم وسعة صدورهم وتقبلهم للنقد وللأفكار لتحويلها بالتالي إلى أفعال، يجعل هذا الحوار ذا مغزى والتزاماً آخر.

فشكراً يا سعادة المحافظ الشاب.

إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"

العدد 2798 - الثلثاء 04 مايو 2010م الموافق 19 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 3:09 ص

      خليفة بن سلمان والمحافظ 2

      ؟ المحافظ شاب طموح وابن رجل عرف بصدقه ونزاهته اسأل الله إن يشد عزمه الطموح وان يمنحه البطانة ألصالحه ألموصله لطموح مواطني هذا البلد ولا تدع يا بوخالد المحافظ وغير المحافظ لشياطين الجن والإنس واجعل قلمك ليس بمداح ولا فتان وعطى كل ذي حق حقه وعساك علي القوه يا سعادة المحافظ

    • زائر 2 | 3:08 ص

      خليفه بن سلمان والمحافظ

      أخي بوخالد الأمل شي زين بس ليس هو هدف بحد ذاته بعد كل هذه التجربة, سمو رئيس الوزراء يأمر وزرائه ومسئولي الوزارات ومدراء الأقسام إلي النزول إلي المواطن النزول بمعني نزول هذه ألزمره إلى مواطني هذا البلد من قصورهم العاجية التي بناها لهم بوعلي حفظه الله بمباركه من جلالة الملك ولكن لا مجيب هل تتصور إن خليفة بن سلمان يوافق علي إحالة موظف لتقاعد قبل أربعة أيام من إنهائه سنته التي خدم منها 361 يوم ويحرم من حقوقه والامتياز الذي يمنح له بزيادة سنه بسبب عداوات شخصيه عائليه ؟

    • زائر 1 | 2:55 ص

      المحافظ تكليف و ليس تشريفاً

      نعم منذ الوهلة الأولى وجدنا سعادة المحافظ يضع استراتيجيته من الوهلة الأولى ووضع له رسالة ورؤية واضحة اسعدت الجميع فالرجل المناسب يا بو خالد في المكان المناسب فاختيار القيادة السياسية للكوادر الشابة لمواكبة المشروع الإصلاحي لهي خير مثال على حسن الأختيار فندعوا المولى ان يوفر له البطانة الصالحة و الشكر موصول لراعي المقال اخوي بو خالد من محبه بو أحمد

اقرأ ايضاً