قبل أقل من أسبوع على إعلان قائمة المسافرين إلى جنوب إفريقيا لخوض غمار كأس العالم، يعيش المدير الفني للمنتخب البرازيلي كارلوس دونغا لحظات من الشك والضغوط المكثفة من جانب الصحافة كي يضم جانسو ونيمار نجمي سانتوس. وظهرت بوادر الشكوك خلال الأشهر الأخيرة، وتحديدا بعد أن أعلن دونغا أن القائمة لن تتضمن «مفاجآت»، وأنها ستكون الخلاصة المنطقية لثلاثة أعوام ونصف من تجربة اللاعبين، منذ تولى تدريب المنتخب الوطني العام 2006.

بيد أن مصدرا مقربا من المدرب قال لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن المفاجآت ليست مستبعدة في 11 مايو/ أيار، موعد إعلان القائمة، وقد تكون إحداها ضم باولو جانسو الذي لفت انتباه دونغا الأحد الماضي بعد أدائه في مباراة ناديه أمام سانتو أندريه، والتي منحت سانتوس لقب دوري ولاية ساو باولو لعام 2010. وقال المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته إن «دونغا تابع نهائي دوري ولاية ساو باولو وأعرب عن رضائه للنضج والشخصية التي أظهرها جانسو». وفي حالة ضمه للقائمة، سيكون صانع الألعاب الشاب هو البديل للاعب ريال مدريد النجم كاكا، الذي تعرض للعديد من الإصابات خلال الفترة الأخيرة ما أبعده عن الملاعب لنحو شهر ونصف الشهر، الأمر الذي أثار تكهنات حول قدرته على الوصول إلى كأس العالم وهو في أفضل حالاته الفنية والبدنية.

وقبل أقل من شهر على إعلان القائمة، لا يزال الجدل دائرا على أشده حول مشاركة المهاجم أدريانو في البطولة، فبعد أن كان اللاعب أساسيا بالنسبة لدونغا حتى أشهر قليلة مضت، عانى في الموسم الحالي من مشكلات انضباطية مع ناديه فلامنغو. وفرض النادي أمس الأول (الاثنين) غرامة مالية على أدريانو تعادل راتبه اليومي (وهي القيمة التي قدرتها الصحافة بـ11 ألف دولار)، بعد أن تغيب المهاجم الملقب «بالإمبراطور» السبت عن تدريب الفريق الذي يستعد لمواجهة حاسمة اليوم (الأربعاء) أمام مواطنه كورينثيانز في إياب دور الستة عشر لبطولة دوري أبطال أميركا الجنوبية «كأس ليبرتادوريس».

ومنذ بداية الموسم الحالي فقط، غاب أدريانو عن 12 تدريبا لفلامنغو، كما أن وزنه يبدو زائدا عن المعتاد. ويمثل عدم الانضباط وعدم الاعتناء بالحالة البدنية اثنين من «التابوهات» في مجموعة التعليمات الصارمة التي يخضع لها دونغا لاعبي فريقه، بعد أن تولى مسئولية الفريق تحديدا لتجنب الأجواء «المنفلتة» التي عزا إليها اتحاد الكرة البرازيلي فشل الفريق في الفوز بكأس العالم في ألمانيا العام 2006 للمرة السادسة في تاريخه. لكن العديد من المحللين يؤكدون أن المدير الفني يثق بأدريانو، ومتيقن من قدرته على حل جميع مشكلاته في معسكر الإعداد للمونديال الذي يستمر ثلاثة أسابيع قبل البطولة. ورفض المصدر تأكيد وجود أو استبعاد أدريانو من القائمة النهائية لكأس العالم، لكنه أكد أنه في حالة صدور قرار نهائي بإبعاد الإمبراطور، فإن المدير الفني سيبحث عددا من الخيارات بدلا منه، منها فريد مهاجم فلومينينزي الذي خاض كأس العالم في ألمانيا قبل أربعة أعوام كبديل ويتعافى في الوقت الحالي من جراحة استئصال الزائدة الدودية.

بدوره أكد كاتب الرأي بمجلة «بلاكار» الرياضية ريكاردو بيروني أن بديل أدريانو في حالة عدم مشاركته في كأس العالم سيكون نجم سانتوس الواعد نيمار. فالمهاجم الصاعد (18 عاما) تحول هذا العام إلى معشوق للبرازيليين، الذين باتوا يقارنونه بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، ليس فقط بسبب بنيانه الجسدي الضعيف، بل أيضا لمهارته بالكرة وحاسته التهديفية. وقال بيروني: «أحد التعليقات التي كثيرا ما تذكر داخل أروقة الاتحاد البرازيلي أن دونغا لم يعد عنيدا تجاه ضم نيمار، الذي بات يملك فرصة للعب في كأس العالم. وبالتأكيد تتمثل هذه الفرصة في المكان الذي يشغله أدريانو».

وستستمر الشكوك المتعلقة بمن سيختارهم دونغا للبحث عن تحقيق اللقب العالمي السادس في جنوب إفريقيا لمدة أسبوع آخر، لكن هناك أمر واحد مؤكد، وهو أن القائمة ستتسبب، أيا من كانوا من ستضمهم من لاعبين، في لغط كبير في «بلد كرة القدم».