العدد 2801 - الجمعة 07 مايو 2010م الموافق 22 جمادى الأولى 1431هـ

صحافتنا أولى بالجوائز

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

المبادرة البحرينية بإيجاد جائزة لحرية الصحافة في الوطن العربي بادرة رائعة تعكس مدى الاهتمام بحرية الصحافة، إلا أن هذا الاهتمام ما كان أن ينطلق للخارج قبل أن يُرسَّخ في الداخل.

كم نحن في مملكتنا بحاجة أيضاً إلى مثل هذه الجوائز التي تُرسِّخ، تُشجِّع، وتُعيد مكانة الصحافة وحريتها من منطلق الساحة الصحافية البحرينية ومن ثم الخليجية والعربية والعالمية، ولكن من غير الصواب أن تسير العملية بشكل عكسي.

كنا ننتظر من وزارة الثقافة والإعلام أن تأخذ جائزة حرية الصحافة الشكل المحلي أولاً لتشجيع الكوادر البحرينية وتعزيز قدراتهم وتطويرهم، كان حريٌ بوزارة الثقافة والإعلام عدم الهرولة السريعة وراء الوصول الخارجي قبل أن ترتب الوضع الداخلي.

الصحافة البحرينية في أمَسِّ الحاجة إلى مثل هذا النوع من الجوائز، فالمبلغ الكبير جداً الذي رُصد للجائزة والبالغ 100 ألف دولار أميركي رقم كبير جداً كان بمقدوره أن يخلق حالة رائعة من المنافسة الإعلامية والصحافية في البحرين، وذلك من خلال تقسيم هذا المبلغ لجوائز كثيرة لأفضل برنامج، أفضل تحقيق، أفضل مقال، أفضل لقاء وغيرها من القوالب الإعلامية، ولكن على الصعيد البحريني؛ بحيث يتم إبراز الصحافة البحرينية ومكانتها وقدراتها مع إمكانية ربطها عربياً بجائزة لحرية الصحافة العربية أيضاً.

التجاهل الذي تعيشه الصحافة المحلية نابع عن فهم خاطئ لتحسين الصورة الذهنية وفهم دور العلاقات العامة في مختلف المجالات وحتى مجال تحسين الصورة الذهنية للبحرين على المستوى الخارجي، وإظهارها على أنها المهتمة بحرية الصحافة العربية.

في فن العلاقات العامة لا يمكن تصحيح الأخطاء دون دراسة واضحة للجمهور، على أن يكون الجمهور الداخلي هو أولى الحالات التي تُدرَس قبل اللجوء إلى دراسة حالة الجمهور الخارجي، وعلى الصعيد الإعلامي والصحافي فإنّ وزارة الثقافة والإعلام هرولت سريعاً وراء الجمهور الخارجي متجاهلة بصدق جمهورها الداخلي من صحافيين وإعلاميين؛ وبالتالي فإنّ سياسة تحسين الصورة ستفشل لأنها بدأت بالمقلوب، ونست أن الخط الأول للدفاع هو الجمهور الداخلي لا الخارجي.

جائزة حرية الصحافة هذا العام ذهبت للخارج، ولكن أمام القائمين عليها أن يصححوا الأوضاع وأن يُعيدوا توجيه هذه الجائزة وتقسيمها للداخل لتكن هي الإنطلاقة الحقيقية لترسيخ مبادئ الحرية الصحافية.

صحافتنا وإعلامنا الداخلي بحاجة إلى هذا التشجيع قبل الإعلام العربي الخارجي، إعلامنا أولى بأموالنا، فلا تكن وزارة الثقافة والإعلام كـ «عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب»

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2801 - الجمعة 07 مايو 2010م الموافق 22 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:51 م

      رباب

      أيه والله

    • زائر 4 | 10:17 ص

      صح

      بالفعل هذا الكلام نفس ما دار ببالي حين شاهدت حفل توزيع الجوائز
      بصراحة المبلغ كبير جدا جدا والاولى ان يكون لبحريني خاصة وانها الانطلاقة الاولى لجائزة حرية الصحافة
      اؤيد كلامك مائة بالمائة

    • فيلسوف | 4:30 ص

      يا اخ هاني سمعت عن عين عذاري اللي يقول كلمة الصراحة و الحق يطلع غلطان في هالزمن

      رغم وجود كوادر صحفية ممتازة وومميزة عن بقية الصحف العربية الا ان الصحف العربية تفووقت بجائزة البحرين لحرية الصحافة . واعتقد ان الاولى بهذي الجائزة تفوز بها احدى الصحف البحرينية المخلصة والبعيدة عن الطائفية والتمييز او احد الصحفيين الممتازين والمتميزين والبعيدين عن الطائفية والتمييز اللذين يسعون الى اصلاح الفساد والخراب وقول كلمة الحق . لاكن عين عذاري تسقي البعيد واتخلي القريب

    • زائر 3 | 1:44 ص

      الأكاديمي و الصحافي

      إذا أفضل جائزة للأكاديميين من معهد الدراسات و البحوث عبارة عن 5 آلاف دينار فهل تعتقد ان الصحافي بيحصل على أكثر من هذا ؟ معاك حق ان الجائزة مفترض ان تبدأ من الداخل الى الخارج فما معنى جائزة تقدم لليونسكو و جائزة لأحسن صحفي في دول العرب ..

    • زائر 2 | 12:59 ص

      ابوالنغزات

      لا اتعب روحك راحت افلوسك يا صابر ترى اذا عطيت واحد من الاشقاء المصريين كم اللف دولار ترى ايسوي شغل زين في التلميع تعجز عنه محلات التلميع لكن اذا عطيت بحريني كم دينار بيكتب مثل كل مره ولا داخل البحرين لكن واحد من اهل مصر بيكتب بره البحرين وتعرفهم في حلاوة الكلام يخلي القمر في ايد والشمس في ايد الثانيه ولا ايخليك اتصدقه غصب عنك عادي عندهم الاشقاء المصريين هالحركات يبيعك ويشتريك ولا يفتكر في شي اسمه عروبه ولا عربه نحمد ربنا ان عطوه مصري

    • زائر 1 | 12:11 ص

      قلوب

      يبدو ان بعض الجهات تشتهي لبس الفرو مقلوباً. وهذا عين ماقانت له وزارة معنية بالثقافة

اقرأ ايضاً