العدد 759 - الأحد 03 أكتوبر 2004م الموافق 18 شعبان 1425هـ

المياه والنفط... وبينهما العرب !!!المياه (1/2)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر/ أيلول الماضي احتضنت العاصمة اللبنانية بيروت المؤتمر الدولي الثالث للمياه في الدول العربية تحت عنوان «الواقع والرغبة في التغيير» الذي نظمته مؤسسة أكزيكون اللبنانية بالتعاون مع وزارة الطاقة والمياه اللبنانية ووزارة المياه والكهرباء السعودية.

في الفترة ذاتها، تجاوزت أسعار برميل النفط ما أصبح يعرف بالحاجز النفسي، ووصل سعر البرميل من النفط حوالي الـ 50 دولارا أميركيا.

العامل المشترك بين الواقعتين هو العرب. فمؤتمر المياه كان يناقش واقع المياه، المثير للرعب، في البلاد العربية نظرا لشحة مصادر المياه العربية من جهة ولتحكم دول غير صديقة فيها مثل «إسرائيل» وإثيوبيا وفي أحيان كثيرة تركيا من جهة ثانية. أما النفط فالأرقام تقول، والعالم يعترف، أن العرب ما يزالون يحتفظون بحصة الأسد فيه سواء من حيث المخزون الإحتياطي أو الكميات المصدرة.

سيطرت على أجواء مؤتمر المياه مخاوف الباحثين العرب من مستقبل المياه من جراء العوامل التالية:

1- غياب أية استراتيجية قومية او قطرية لمعالجة موضوع المياه العربية.

2- شحة المياه العربية مع تزايد كميات الاستهلاك، عدم التحكم في مصادر التسرب.

3- ضآلة حجم الموازنات المرصودة لتوافير المياه المطلوبة للاستهلاك، للشرب او لأمور أخرى كالزراعة والصناعة.

4- الإهدار غير المسئول للمياه المتوافرة نظرا لرخص الثمن وانعدام الوعي بالأهمية والشحة في آن.

وقد كانت الكثير من الدراسات الفنية الجادة التي أشارت إلى موضوعات مثل الخصخصة، والمسئولية المشتركة بين القطاعين العام والخاص لدرء المخاطر المستقبلية... إلخ من الموضوعات التي تمتعت بالرصانة وتوخي العلمية والابتعاد عن الدعوات العاطفية.

من جانب آخر، وتأكيد زيادة الحاجة العربية للمياه، يكفي الإشارة إلى معدلات استهلاك الفرد العربي لمياه الشفة، وخصوصاً تلك المياه المعبأة. تقول دراسة وضعتها منظمة الخليج للاستشارات الصناعية ناقشها اجتماع تنسيقي لمنتجي المياه المعدنية في دول مجلس التعاون ونشرت ملخصا لها جريدة الحياة اللندنية، ان إجمالي استيراد دول مجلس التعاون من المياه المعبأة من الأسواق العالمية خلال العام 2003 قد بلغ 19570 طنا، مقابل 192 ألف طن من الواردات البينية. وقد دعت الدراسة إلى ضرورة أن تولي الدولة في الخليج موضوع المياه المعبأة الاهتمام الذي تستحقه. وبالطبع ليست مشكلة المياه المعبأة إلا مؤشر صغير على فداحة المشكلة الأكبر وتلك هي مشكلة المياه.

الملفت للنظر أن الإهتمام، او بالأحرى الضجيج، الإعلامي العربي والدولي اللذين حظي بهما مؤتمر المياه العربي محدودين وربما خجولين وخصوصا عندما يقارن بذلك الذي جير لتغطية أسعار النفط التي احتلت المكان الأبرز على صفحات الصحف العربية والعالمية.

وبينما دعا الكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية العرب للتعقل والابتعاد عن الأنانية - إن صح القول - وتغليب المصلحة الدولية على المصلحة القومية... إلخ لم نقرأ من يمارس المنهج نفسه عند معالجة المياه في البلاد العربية.

وكأنما كتب علينا نحن العرب أن نعاني من نقمة المياه ونعمة النفط في آن

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 759 - الأحد 03 أكتوبر 2004م الموافق 18 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً