العدد 759 - الأحد 03 أكتوبر 2004م الموافق 18 شعبان 1425هـ

عيب إياد علاوي أنه رجل بوش

سمير عواد comments [at] alwasatnews.com

يبذل إياد علاوي قصارى جهده كي يظهر في العراق وأمام العالم أنه القائد القوي الذي يحتاج إليه العراق في هذه المرحلة، وأنه ينبغي أخذه على محمل الجد، وأنه الرجل المناسب لوقف الأوضاع الفوضوية في العراق والتمهيد لإجراء انتخابات حرة في ظل أجواء ديمقراطية. على رغم أن علاوي لا يظهر علنا بدور الخادم المطيع لواشنطن لكن لا أحد يشك في حقيقة أنه رجل الأميركيين وخصوصاً الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش. كلاهما يعتمد على الآخر.

يريد علاوي تحقيق الاستقرار في العراق بواسطة قبضة قوية والأهم منها بمساعدة الأميركيين الأمر الذي سيعزز فرصة بوش بالفوز بانتخابات الرئاسة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل كما سيعزز فرصة علاوي بالفوز بالانتخابات التي ستجري في العراق في يناير/ كانون الثاني 2005. ليس من المنتظر أن يجري تأجيل الانتخابات في العراق. ذلك أن علاوي يتحمل مسئولية الوعد الذي قطعه للشعب العراقي بأن الانتخابات البرلمانية ستجري في يناير. هذه الانتخابات التي يصر الزعيم الشيعي، السيستاني، أن تجري في موعدها المقرر. لم يكن مفاجئا حين أكد بوش وعلاوي في واشنطن قبل أيام أن الانتخابات ستجري في موعدها. أما مسألة التأجيل فإنه يمكن تحقيقها فقط بالتنسيق مع السيستاني ولعدة أشهر فقط. لكن السيستاني لا يفكر أبدا بتأجيل الانتخابات.

لم يكشف علاوي حتى اليوم عن برنامجه السياسي بينما يواجه المقاومة بقبضة فولاذية. خلافا لأعضاء في حكومته فإنه يرفض التفاوض مع محتجزي رهائن. أنه من دون شك الرجل القوي الجديد في العراق لكن ينبغي أولا حصوله على تفويض من غالبية الشعب لتثبيته في منصبه. وإذا صدق ما خرج من مقر السفارة الأميركية في بغداد فإن علاوي يخطط لحملة عسكرية واسعة ضد المقاومة قبل وقت قصير على موعد الانتخابات في العراق.

وكان الرئيس العراقي غازي الياور قد صرح خلال وجوده في برلين أن نسبة 68 في المئة من العراقيين يؤيدون الحكومة العراقية الانتقالية. لكن الياور نفسه قال قبل أيام قليلة ما يشير إلى موقف مغاير تماماً حين ذكر أن حكومة علاوي لم تحقق التوقعات. وتدل جميع عمليات استطلاع الرأي على أن علاوي لا يتمتع بشعبية واسعة في أوساط العراقيين وأنه يحوز على تأييد ضعيف. لكنه رجل أميركا في العراق بعد أن حزم بول بريمر الحاكم الأميركي السابق في العراق حقائبه وعاد إلى بلده في نهاية يونيو/حزيران الماضي. من المقرر أن يقود علاوي القائمة الأولى في الانتخابات لكن الشيعة الذين سترد أسماؤهم على قائمة علاوي يعرفون أنهم سيعيشون في خطر دائم. في المقابل سيتم تشكيل قائمة منافسة قد تكون فرصتها أقوى في المعركة الانتخابية.

يقول المراقبون إنه بوسع علاوي الاستعانة بوسيلتين للبقاء في منصبه. الأولى والتي شرع بها، ترمي إلى وضع مجموعة من أسماء مرشحين عراقيين ينتمون لمختلف فئات الشعب العراقي. وهذا ما تم في آب/أغسطس الماضي حين جرى انتخاب أعضاء المجلس الوطني، أي البرلمان المؤقت، بعد انعقاد مؤتمر وطني. كما بوسع علاوي الاستعانة بلجنة انتخابات مستقلة تملك الحق في حرمان حزب أو قائمة من المرشحين من المشاركة في الانتخابات في حال الاشتباه بأنها حصلت على تمويل من طرف أجنبي أو أن لها جناح عسكري ولم يسلم مقاتليها أسلحتهم. وكانت إدارة الحكم الأميركية هي التي أسست هذه اللجنة التي بين أعضائها سبعة عراقيين أسماؤهم غير معروفة إلى جانب ممثل عن هيئة الأمم المتحدة. ينطلق المراقبون في تحليلاتهم بأن علاوي قد يضطر للاستعانة بهذه اللجنة إن لم تكن تأسست أصلا للحيلولة دون حصول الشيعة الذين يشكلون الغالبية على السلطة حين تجري انتخابات عامة. لكن من جهة أخرى إذا تجرأ علاوي وأقدم على إلغاء قائمة مرشحي الشيعة فإنه سيواجه انتفاضة وسيكون الخاسر. وكي يوسع علاوي نفوذه سعى للتفاوض مع المقاومة في الفلوجة وفي مدينة الصدر. أصرت المقاومة في الفلوجة على انسحاب القوات الأميركية من العراق، ما أدى إلى فشل المفاوضات. مقتدى الصدر وإياد علاوي لا يثقان ببعض لكن علاوي يعرف أنه سيعرض نفسه إلى خطر كبير إذا نال من الصدر شخصياً لذلك فإن أقصى ما يفعله هو اعتقال بعض المقربين من الزعيم الشيعي الشاب. ويعرف الصدر أن علاوي سيعمل لإلغاء اسمه من بين المرشحين.

بغض النظر عن انتشار الفوضى والعنف، يتمسك السيستاني بموعد الانتخابات المقرر. أنه يريد فرض نفوذه على العراق. يشكل الشيعة غالبية سكان العراق لهذا يريد السيستاني تشكيل قائمة بمرشحي الشيعة لمنافسة قائمة علاوي. يعلم الأميركيون أن السيستاني عنصر مؤثر يساعد في فرض الاستقرار في العراق. كل ما يقوله يتم تنفيذه. قال السيستاني أنه لا يريد دولة ذات نظام مشابه لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران وإنما يريد دولة يلعب الإسلام فيها دوراً بارزاً. ليس لدى واشنطن سياسة واضحة تجاه مستقبل العراق. لكن من يدري؟ قد يعود العالم النووي حسين شهرستاني ليتسلم منصب رئيس الوزراء بعد أن كان قد رفضه في مطلع الصيف الماضي

العدد 759 - الأحد 03 أكتوبر 2004م الموافق 18 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً