احتفل المعلمون يوم أمس الخامس من شهر اكتوبر/تشرين الأول الجاري، وأبدى عدد من المعلمين تطلعا إلى أن يحقق كادرهم الذي طبق أخيرا المزيد من الإيجابيات التي كانوا يسعون لتحقيقها عبر كادرهم، في حين دعوا الجهات الرسمية والأهلية الأخرى مشاركة المعلمين احتفالهم في هذا اليوم.
ومن جهته، أمل رئيس جمعية المعلمين البحرينية مهدي أبوديب ان يتم الالتفات بشكل جدي على المعلم ومشكلاته وطموحاته، وأن يتم تحقيق مكسب حقيقي لكل المعلمين مع تنفيذ المرحلة الأولى من كادرهم على رغم عدم إنكار الجهود الحثيثة لوزارة التربية والتعليم والتجاوب والمرونة الملحوظ في ديوان الخدمة المدنية، مشيرا إلى أن ذلك لا يمنع من وجود مرارة كبيرة لدى عدد كبير من المعلمين ممن لم يحصلوا على ما يستحقونه.
وشدد على أهمية إعطاء ميزة حقيقية لكل معلم في هذه المرحلة وأن تكون هناك عدالة في مسألة الزيادات التي تنتج عن إعطاء الرتب والدرجات، مؤكدا على الدور الذي ينبغي على المعلم أن يلعبه في هذه القضية تحديدا وأن يحمل مسئوليته بالالتفاف حول الجمعية والانضمام لعضويتها والعمل على تنفيذ برامجها التي تصب في خدمته والمشاركة في برامجها الهادفة إلى تحقيق مطالبه، ومخاطبة المسئولين والصحافة للتعبير عن مطالبه وطموحاته في الكادر.
وأكد اهتمام الجمعية في قضايا المعلمين المختلفة التي من ضمنها تعامل بعض إدارات المدارس والإدارات التعليمية المختلفة مع شاغلي الوظائف التعليمية الذي تحيط به بعض المشكلات السلبية.
وقال: «لا ننسى دائما حاجة المدرس لتخفيف نصابه وتقديم تسهيلات معيشية وفي هذا الصدد فإن الجمعية على وشك توقيع عقدين مع شركتي طيران لاعطاء تخفيض بنسبة 10 في المئة لأعضاء الجمعية». داعيا المعلمين للحضور إلى مقر نادي سار إذ يشهد ختام فعاليات النشاط الثقافي بمناسبة يوم المعلم، إضافة إلى عقد لقاء مفتوح بين المعلمين ورئيس الجمعية حول الكادر في الساعة السادسة من مساء اليوم.
وأشار إلى أن تعامل المجتمع بجميع مؤسساته لا يرقى بالمستوى الذي يليق بمجتمع متفتح في تعامله مع فئة المعلمين، وأضاف: «بينما تشهد الدول الأخرى احتفالات لائقة تكرم المعلم على أعلى المستويات نواجه صمتاً مجحفاً لدى كل الأجهزة ذات العلاقة وفي مقدمتها وزارتا التربية والإعلام، معتبرا أن وزارة التربية مازالت بعيدة كل البعد في التعامل مع الجمعية - التي تمثل نطاقا واسعا - تعاملا جديا».
ويواصل: «في حين لم تجتمع اللجنة المشتركة بين الوزارة والجمعية منذ مدة طويلة تصل إلى عام كامل على رغم طلبات الجمعية المتكررة، فإن الإعلام المرئي والمسموع لم يخصص أي فترة للإعلان عن هذا اليوم». شاكرا إدارات المدارس التي كرمت معلميها في هذا اليوم، مشيرا إلى أنه لو كانت تهتم بمعلميها بدرجة كافية لأوصلت لهم ما ترسله الجمعية من نشرات وبيانات تهتم بالمعلمين، إلا أن معظمها اخفت عن المعلمين حتى البيان الترحيبي بمناسبة العام الدراسي الجديد.
أما أنور عبدالعزيز من مدرسة النعيم الثانوية للبنين، فاقترح لو يتم الاحتفال بيوم المعلم في الحصص الدراسية أو عبر تنظيم احتفال مركزي اسوة ببقية الاحتفالات المهنية. متطرقا في حديثه إلى أن عدداً من المعلمين لم يحصلوا على ما كانوا يتمنونه في الكادر، مشيرا إلى مسألة نصاب الحصص الأسبوعية لكل معلم والتي اعتبرها أنها تكون فوق طاقة جميع المعلمين.
فيما أمل يحيى زكريا من مدرسة جدحفص الإعدادية للبنين أن يتم خلق وضع افضل يتعامل من خلاله المجتمع مع المعلم في ظل ضغوط العمل الكثيرة، داعيا إلى تنظيم احتفال على مستوى المملكة بمناسبة يوم المعلم وليس على مستوى الوزارة فقط. آملا أن يتحقق الارتقاء في مستوى المعلم الفكري من حيث تناول المهنة بعيدا عن كل الضوابط الوظيفية الأخرى، وقال: «ينبغي على الدولة التعامل مع المعلمين بصورة أفضل من التي نراها، وخصوصا أن المجتمع يكاد لا يعرف بهذا اليوم إلا المعنيين منه»، مشيرا إلى ضرورة منح تسهيلات معيشية للمعلمين باعطائهم صفة خصوصية تميزهم عن غيرهم.
ومن جهتها دعت مريم الحايكي من مدرسة جدحفص الثانوية للبنات الوزارة للقيام بخطوة تبين أهمية المعلم في المجتمع، وأن يتم التركيز في المناهج الدراسية على تزويد الطلبة بالمهارات اللازمة من دون الاعتماد على الحفظ فقط، معتبرة متطلبات الفصل الدراسي بأنها مكثفة جدا وتعرض الطلبة للتشتيت ما يخلق عبئا اضافيا على الطلبة. آملة أن يتم تخفيض نصاب الحصص بالنسبة إلى معلمي المواد الأساسية أسوة بمعلمي المواد الاختيارية.
فيما أشار عبدالقهار السكران من مدرسة سماهيج الإبتدائية الإعدادية للبنين إلى طموح جميع المعلمين في الاستفادة من الكادر، مشيرا إلى فئات من المعلمين الذين لم يستفيدوا منه وهم الذين تم توظيفهم في العامين 2001 و2002 والمعلمون القدامى الذين لم يحدث لهم أي تحريك في رتبهم، شاكرا الوزارة على جهودها في هذا الشأن ووقوفها مع المعلمين، إلا أنه يبقى اصطدام المسائل مع قوانين الخدمة المدنية، وقال: «إن كانت هناك استثناءات للمعلمين يجب الدفع بعدم إشعار المعلمين الآخرين بإحباط»، منوها بأن مصير فنيي مصادر التعلم الحاصلين على شهادات أكاديمية غير معروفة، وهم محسوبون على الكادر الفني أو الإداري.
جليلة السلمان من مدرسة الحورة الثانوية للبنات، قالت: «كنا نتمنى أن يأتي يوم المعلم بميزة مختلفة، إلا أن الاحتفال بهذه المناسبة مر مرور الكرام»، مشيرة إلى أن ما تصرح به الوزارة وما يراه المعلمون في الواقع فيما يتعلق بالكادر مختلف تماما، داعية إلى أن يتم الأخذ بأوضاع المعلمين فوق قوانين الخدمة المدنية، وعلقت: «أعمل كمعلمة أولى، إلا أنني مازلت أعامل كمعلمة عادية في الامتيازات وما يفرق بيني وبينهم فقط هو زيادة الأعباء الوظيفية بالنسبة إليّ».
أما سلمان عبدالله من مدرسة عالي الإعدادية للبنين فتطرق هو الآخر إلى الكادر داعيا ضرورة أن تتم الاستفادة منه من قبل جميع المعلمين شاملا المعلمين الأوائل ومديري المدارس.
وأشار إلى ضرورة مشاركة جميع المؤسسات في الاحتفال بيوم المعلم الذي يعتبر ركيزة أساسية في التعليم لما من شأنه أن يسعى إيجابا في نفسية المعلم.
راجيا أن تتم مراعاة نصاب المعلم الأسبوعي في ظل التزاماته المتعددة التي اعتبر حاجتها إلى جهد كبير من المعلم، إضافة إلى ضرورة تقليل عدد الطلاب في الفصول.
أما سناء عبدالرزاق من مدرسة سار الثانوية للبنات فتساءلت: «كيف للوردة أن تتفتح من دون تعهد الغصن بالاحتضان ومن دون أن تنعم السماء عليها بقطرات الندى ومن دون أن تشير الشمس إلى مكانها»، وقالت: «المعلم يحتاج دعماً معنوياً، يشير إلى مكانتة حتى يرفع قدمية عن خط البدايه فنحن اليوم لا نزال متقوقعين في براثن ما يسمى بالمهنة، ونريدها أن تتحول إلى رسالة تواكب عصر الانفتاح» مشيرة إلى أن الطالب قادر على استبدال موقعه من مجرد معجب بإبداع الآخرين من أقرانه إلى مبدع يبهرهم، مشترطة حدوث ذلك بأن يتبوأ المعلم مكانه الحقيقي
العدد 761 - الثلثاء 05 أكتوبر 2004م الموافق 20 شعبان 1425هـ