العدد 2379 - الأربعاء 11 مارس 2009م الموافق 14 ربيع الاول 1430هـ

تاريخ رياضة السيارات الحافل في مملكة البحرين

الأعرق خليجيا في هذه الرياضة

تعتبر مملكة البحرين أول بلد خليجي تمارس على أراضيه رياضة السيارات، فقد أسس محبو هذه الرياضة أول ناد لرياضة السيارات في المنطقة وذلك في الخمسينات من القرن الماضي، وفي سبعينات العقد، أصبحت البحرين تستضيف بشكل منظم السباقات الدولية المنوعة من سباقات السرعة والأوتو كروس مرورا بالراليات وسباقات التحمل الخاصة بالكارتنج، لهذا فإنه من الأهمية التذكير بإرث المملكة على صعيد الرياضة الميكانيكية، بمناسبة مرور 57 عاما على انطلاقة النشاطات وهدير المحركات بشكل مُنظم في مملكة البحرين.

وكانت البحرين أول دولة خليجية تأسس فيها ناد أو اتحاد خاص بالسيارات على يد مجموعة من الشباب البحريني والإنجليزي في العام 1952، وما أن شارف العقد على الانتهاء حتى تمّ تنظيم أول سباق حقيقي للسيارات والذي عرف مشاركة عدد كبير من محبي هذه الرياضة لمثل هذا النوع من السباقات.

وكان العام 1953 من أهم المحطات التاريخية قي رياضة السيارات في البحرين بعدما حصل النادي على عضوية نادي السيارات الملكي البريطاني (آر أيه سي) إضافة الى عضوية الاتحاد الفرنسي السياحي العام 1957.

وفي العام 1966 تم تنظيم سباق تسلق الهضبة الذي اعتبر أكثر السباقات نجاحا آنذاك، بحيث عرف مشاركة 55 سائقا توزعوا على 7 فئات مختلفة. وفي 15 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1968 وبحضور المغفور له صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أقيم السباق النهائي للعربات الصغيرة التي تعرف أيضا «بعربات الصابون». وجرى السباق الأول من نوعه في الجزيرة واشتمل على 21 جولة، 6 منها للأشبال و14 للكشافة، وذلك برعاية القطاع التجاري الخاص، وتحديدا برعاية مباشرة من زيوت كالتكس وحضره نحو 500 مشاهد، وكان طول مسار السباق المنحدر نزولا 300 ياردة وعرضه 10 ياردات وجرى فرشه بطبقة إسفلتية.

وخلال عقد الستينات شهدت دول العالم هبوطا في الطلب على السيارات عموما وتراجع الاهتمام الدولي برياضة السيارات، وهو ما أثر فعلا على الرياضة في المنطقة. وكان نادي البحرين للسيارات يسعى بخطط طموحة لبناء مقر خاص به، ولكن نتيجة للظروف الصعبة التي مرت بها الرياضة انذآك ولقلة الإمكانات المادية اللازمة لتمويل المشروع فإن نشاط النادي تراجع وفترّ الحماس الذي عاشته الرياضة في الخمسينات.

وفي العام 1972 أقيم سباق تسلق مرتفع الرفاع الشرقي تحت رعاية شركة بابكو وكالتكس في المنطقة الواقعة شمال شارع عوالي، وعرف مشاركة 56 سيارة توزعت على 7 فئات بحسب قوة وسعة كل محرك. وبعد عامين في العام 1974 أقيم سباق تسلق هضبة الرفاع بمشاركة 70 سائقا ارتفع عددهم في العام التالي ليصلوا إلى 85 سائقا، في وقت عرف الحدث إدخال جهاز اليكتروني حساس قادر على تسجيل الوقت بدقة متناهية بدلا من ساعة التوقيت اليدوية المستخدمة في سباقات السنوات الماضية.

وفي مطلع العام 1978 وتحديدا في يناير/ كانون الثاني استضافت البحرين أول رالي دولي أقيم على أراضيها، وشكل الجولة الأولى من أصل ثلاث جولات (قطر، الكويت) اشتملت عليهم البطولة، وابتدأ من أمام فندق الخليج في المنامة، واجتذب عددا كبيرا من المشاركين من مختلف أنحاء الخليج، وكان الفوز بعد منافسات حبست الأنفاس في مصلحة مايك فوس.

وفي العام التالي نُظمّ رالي البحرين وشكل الجولة الثالثة من بطولة الشرق الاوسط للراليات، كما كان لاهتمام المسئولين دور كبير في إنجاحه، إذ افتتحه المدير العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة لينطلق المشاركون ويتافسوا فيما بينهم على مسافة قاربت من 500 كيلومتر، في وقت وصل عدد السيارات المشاركة 34 منها خمس سيارات من الإمارات العربية المتحدة وسيارة واحدة من قطر وسيارتان من الكويت، وانتهى الرالي بفوز السائق السويدي هاري كالستروم.

وفي العام التالي حملّ الرالي الرقم 2 في البطولة وتكرمّ حينها رئيس اتحاد كرة القدم سابقا رئيس اللجنة الأولمبية الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، بإعطاء شارة البدء من أمام فندق هيلتون البحرين، وانتهى الحدث بفوز في الفريق الكيني شيكر مهتا.

وفي العام الذي تلاه غابت البطولة لتعود في العام 1982 تحت تسمية جديدة هي بطولة الخليج للراليات، إذ شكل رالي البحرين أولى جولاتها، وانتهى بفوز كريس وايلز. وفي العام التالي شكل رالي البحرين خاتمة جولات البطولة الخليجية وانتهى بفوز اللبناني ميشال صالح، بينما ذهب لقب البطولة إلى القطري سعيد الهاجري. في وقت سجلّ الرالي البحريني سطوع نجم سائق إماراتي مغمور هو محمد بن سليّم، من خلال إحرازه المرتبة الثالثة ضمن الترتيب العام خلال مشاركته الدولية الاولى على متن رينج روفر.

وعرف العام 1984 تنظيم رالي البحرين الدولي الذي كان سببا وراء انطلاق بطولة الشرق الأوسط للراليات، البطولة التي بقيت منذ ذلك الوقت وحتى وقتنا الحاضر البطولة الإقليمية الوحيدة التي تُنظم في منطقتنا وتحظى باعتراف من قبل الاتحاد الدولي للسيارات «فيا»، كما كان هذا الرالي بمثابة نهاية حقبة زمنية حافلة بالنشاطات والإنجازات على صعيد رياضة السيارات البحرينية بعدما توقف تنظيم الراليات الدولية في الجزيرة العربية.

والعودة لم تكن إلا مع إدخال منافسة جديدة ومثيرة لرياضة السيارات في الشرق الأوسط عُرفت ببطولة تحدي الصحراء، وحصرت المشاركة في رالياتها بسيارات الدفع الرباعي وتألفت البطولة خلال عامها الأول من ثلاث جولات أقيمت في كل من الكويت، البحرين والأردن. ونجحت هذه البطولة في جذب اهتمام أبرع سائقي الراليات في المنطقة.

وفاز بالجولة البحرينية القطري عباس الموسوي بعد منافسة شديدة مع الكويتي طارق الوزان، ولاسيما أن الاثنين جلسا خلف مقود سيارتين متشابهتين (رينج روفر). وبرزت خلال العام 1988 صورة جديدة ومثيرة للبطولة مع ارتفاع عدد جولاتها إلى 5 جولات في وقت حصرت الراليات في الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. وفي العام 1989 غابت البحرين عن بطولة الدفع الرباعي التي توقف تنظيمها نهاية العام 1991. وكان على عشاق رياضة السيارات البحرينيين انتظار العام 2000 ليشهدوا عودة البحرين للانضمام من جديد إلى بطولة الشرق الأوسط للراليات، أي بعد غياب دام زهاء الستة عشر عاما، والتي تمكن فيها محمد بن السليم من انتزاع الفوز في رالي البحرين الدولي.

وغاب رالي البحرين عن روزنامة بطولة الشرق الأوسط للراليات العام 2003 ليعود من جديد خلال العام التالي، إذ حفل بالكثير من الندية والتشويق، وفي النهاية تمكن الشيخ خالد القاسمي من انتزاع المركز الأول مسجلا بذلك فوزه الدولي الأول الذي كان سببا لفوزه في نهاية الموسم للقب البطولة. وفي العام التالي حقق القطري ناصر بن صالح العطية انتصارا بفوزه بالرالي، وكان هذا الرالي الدولي الأخير الذي تمّ تنظيمه.

وفي العام 2004 دخلت مملكة البحرين تاريخ رياضة السيارات من أوسع أبوابه عندما استضافت في أبريل/ نيسان إحدى جولات بطولة العالم للفورمولا 1 التي تعتبر قمة رياضة السيارات على أرض حلبة البحرين الدولية، ولتكون البحرين بذلك أول دولة شرق أوسطية تنال شرف احتضان إحدى جولات بطولة العالم للفورمولا 1، وكانت كذلك خطوة أخرى جدية تؤكد دور مملكة البحرين الرياضي والريادي بعدما انطلقت منها شرارة الرياضة ولتعمّ بعدها الحلبات منطقة الخليج العربي.

كما لا يمكننا أن نغفل مدى تنامي شعبية سباقات الدراغ والأوتوكروس والكارتنج في البحرين، إذ إن تاريخ تنظيم السباقات الخاصة بالدراغ تعود إلى ما قبل تأسيس حلبة البحرين الدولية، عندما كان مدرج المطار الحربي القديم في منطقة الصخير شاهدا على تنظيم العديد من سباقات السرعة إضافة لمجمع «الرالي تاون».

ونحن الآن مع بدء العد التنازلي للاستضافة السادسة لسباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 الذي سيقام على مضمار حلبة البحرين الدولية في الفترة من 24 إلى 26 أبريل المقبل.

العدد 2379 - الأربعاء 11 مارس 2009م الموافق 14 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً