العدد 770 - الخميس 14 أكتوبر 2004م الموافق 29 شعبان 1425هـ

دَمِّري يا أميركا وعَمِّري يا يابان!

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

قدمت اليابان في افتتاح المؤتمر الرابع للأطراف المانحة للعراق أربعين مليون دولار لتنظيم الانتخابات المتوقعة في هذا البلد. وهذا المبلغ جزء من 490 مليون دولار وعدت اليابان بتقديمها إلى الصندوق الدولي لإعادة إعمار العراق.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تغزى الدول وتدمر ويطلب من دول أخرى إعمارها؟ ولماذا في هذه الآونة يقتصر الأمر على العراق وأفغانستان التي دمرتهما القوة العظمى الولايات المتحدة في حربين لم تتحقق أهدافهما بعد؟

لماذا لا يتم إعمار دول أخرى دمرتها القوة ذاتها بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال تقديم الدعم المباشر أو بالوكالة وعلى رأس القائمة فلسطين الثكلى التي تدمر بواسطة مروحيات الأباتشي الأميركية؟ وهناك دول دمرتها السياسة الأميركية من خلال الحصار الاقتصادي، لماذا لا تنظم مؤتمرات من أجل إعمارها؟ غير أن مؤتمرات المانحين تعتبر عديمة الجدوى، إذ ليس هناك التزام من قبل المانحين بالإسراع في تقديم ما يعدون به. فمؤتمر طوكيو يأتي بعد ثلاثة مؤتمرات عقدتها الجهات المانحة لإعمار العراق، الأول في مدريد في أكتوبر/تشرين الأول 2003 والثاني في أبوظبي في فبراير/شباط 2004 والثالث في الدوحة في مايو/أيار الماضي. ولم يقدم من الالتزامات المالية البالغة 33 مليار دولار سوى خمسة فقط.

وتكمن المشكلة في أن الدول المدعوة إلى إعمار العراق وأفغانستان غير مقتنعة أصلاً بفكرة التدمير ثم التعمير، بالإضافة إلى أن هناك عقبة تتمثل في الأوضاع الأمنية في كل من البلدين، ما اضطر الولايات المتحدة إلى تحويل مبالغ من أموال التعمير إلى عملية حفظ الأمن والتي هي في النهاية عملية تدمير أخرى ويظهر ذلك جلياً في تدمير المدن العراقية مثل الفلوجة وسامراء والنجف.

ومع ذلك تظل بعض الدول مرعوبة من المارد الأميركي وتخشى سطوته، ولذلك فهي تعمِّر بينما الولايات المتحدة تدَمِّر، ومنها اليابان التي عمَّرت نفسها بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن دمَّرتها القنبلة الذرية الأميركية

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 770 - الخميس 14 أكتوبر 2004م الموافق 29 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً