العدد 772 - السبت 16 أكتوبر 2004م الموافق 02 رمضان 1425هـ

حلم المدينة الشمالية يقترب من التحقق... والأهالي ملّوا الانتظار

بعد إقرار الهيكل النهائي للمدينة

تمت أخيراً الموافقة النهائية على إقرار المخطط النهائي للمدينة الشمالية، خلال اجتماع عقده ولي العهد رئيس لجنة الإسكان والإعمار صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة مع رؤساء المجالس البلدية في قصر الزاهر لمناقشة التخطيط الهيكلي للبحرين بحضور المحافظين.

وأرجعت هذه الخطوة الأمل إلى نفوس الأهالي في المحافظة الشمالية، الذين عولوا كثيراً على هذا المشروع. يقول أحد سكان المحافظة، إبراهيم أحمد: «لقد سمعنا عن هذه المدينة الموعودة منذ أكثر من عامين، وكنا نأمل أن تنجز بسرعة كبيرة، وخصوصا أنها ستحل أحد أهم المشكلات التي يعاني منها شعب البحرين وهي المشكلة الإسكانية.

ولكن بسبب الوعود المتكررة، والمواعيد التي اختلفت في مجملها عن الواقع المعاش، فقدنا شيئاً من الأمل، ولم نعد نكترث كثيراً بالأخبار المتعلقة بالمدينة الشمالية. ولكن الاجتماع الأخير الذي جمع ولي العهد مع رؤساء المجالس البلدية والمحافظين ووزير شئون البلديات والزراعة، أرجع الأمل مرة أخرى إلينا».

وفي هذا الإطار، صرح رئيس المجلس البلدي في محافظة العاصمة مرتضى بدر على هامش اللقاء الذي جمعهم بولي العهد قائلاً «لقد كان لسمو ولي العهد موقف إيجابي في دعم دور المجالس البلدية، إذ أكد تصديق المخططات من قبل المجالس، وأثبت مرة أخرى أهمية اللجنة الشعبية المنتخبة»، منوهاً بأن رؤساء المجالس «يشعرون بارتياح كبير من اهتمام سمو ولي العهد، الذي شدد على وجود تنسيق أكبر بين المجالس ولجنة الإسكان والإعمار».

وقال: «خلال الاجتماع تم التنويه إلى وجود مشروعات كبيرة سيتم إنشاؤها في المستقبل، ومن بين هذه المشروعات المحافظة على البيوت التراثية في جميع أنحاء المملكة، ولكنه تم حالياً اعتماد 18 بيتاً أثرياً تم رفعها إلى مقرر لجنة الإسكان والاعمار مأمون المؤيد لكي توضع أماكن سياحية وتراثية في العاصمة».

من جهته أشار رئيس مجلس بلدي الشمالية مجيد السيدعلي إلى أن «مشروع التخطيط الهيكلي للمملكة بحاجة إلى شركات متخصصة لطرح رؤاها على الأجهزة التنفيذية المعنية في البلد، وبالتالي فإن المملكة استدعت مجموعة من الشركات لتأهيلها لهذا الأمر»، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تؤكد دور المجالس البلدية في مجال التخطيط.

وأكد رئيس مجلس بلدي الوسطى إبراهيم حسين أنه تم إقرار المخطط النهائي للمدينة الشمالية، كما تمت مناقشة شبكة الطرق والشوارع في المملكة، كما تمت مناقشة التخطيط الهيكلي للمملكة ودور المجالس في آلية التنفيذ والمتابعة للمخططات ودراسة الموضوع الذي يجب أن يكون أكثر تنظيماً من خلال تشكيل لجنة متابعة سيقوم سمو ولي العهد بإقرارها.

وأوضح الحاج أحمد علي (أحد سكان المحافظة الشمالية) أن «هناك الكثير من الشباب الذين وضعوا أملهم في هذه المدينة، بعد أن أنهكتهم الديون وأنهكم إيجار الشقق. علما بأن سكان المحافظة الشمالية من أقل السكان دخلاً في المملكة. كما أن هذه المحافظة تعاني من وجود البيوت الآيلة إلى السقوط بصورة ملفتة للنظر، وهذا ما أكدته زيارة ولي العهد لقرية المقشع. وإذا كان المسئولون استغربوا من وجود بيوت على هذه الشاكلة في المقشع، فعليهم أن يتوجهوا إلى قرية جدالحاج.

ونحن في المحافظة نأمل الكثير من ولي العهد، ومن أعضاء اللجنة المكلفة وضع التصورات الأولية بشأن المدينة الشمالية.

وفي حال تحققت المدينة على أرض الواقع، فستكون إنجازاً مشرفاً لرؤساء المجالس البلدية، وأعضاء المجالس، وسيبقى هذا الإنجاز في أذهان الناس مادامت المدينة باقية».

المدينة الشمالية بين الإنشاء والتأجيل

في ظل التكهنات وعدم تحديد موعد فعلي لدفان المدينة الشمالية يظل المواطنون على أمل وحلم للحصول على سكن ملائم ومدينة متكاملة، يستطيعون من خلالها أن ينهوا المعيشة في غرفة صغيرة أمضوا فيها سنوات طويلة، أو يتخلصوا من قسط الإيجار الشهري الواقع على عاتقهم.

ولكن يبقى ذلك حلماً، وخصوصاً عندما تقوم وزارة الأشغال والإسكان بتأجيل الموعد من شهر إلى شهرين. فمنذ أن دشن ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع رئيس لجنة الإسكان والإعمار صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة إقامة أربع مدن سكنية جديدة بوضع حجر الأساس للمدينة الشمالية والمقدر لها أن تستوعب 20 ألف وحدة سكنية على مساحة تقارب 1500 هكتار في أول أكتوبر/ تشرين الأول العام 2002 وموعد الدفان لم يكن محدداً بشكل دقيق.

وكانت لجنة الإسكان والإعمار تدارست التقرير التحليلي بشأن سير العمل في مشروع تخطيط المدينة الشمالية، وكل ما يتعلق بالنمط العمراني للقرى والحزام الأخضر الذي تمتاز به القرى الشمالية، وإمكان تطبيقه بشكل إيجابي متطور في المدينة الشمالية. والتي ستتعدد فيها التصاميم المعمارية التي تتلاءم مع احتياجات الأسرة البحرينية مع التركيز على الطابع المعماري الشرقي وإضفاء الطابع الجمالي والساحلي على هذا المشروع.

كما تمت دراسة الواقع الاقتصادي والاجتماعي لهذا المشروع بشكل شامل ودراسة حجم النشاط الاقتصادي الذي تتم مزاولته في هذه المنطقة وصولا إلى أفضل السبل لتطوير هذا الجانب بما يخدم نمط هذا النشاط بشكل عام.

واستعرضت اللجنة التقرير التحليلي بشأن سير العمل في مشروع تخطيط المدينة الشمالية والذي تقدمت به الشركة الاستشارية، وتناول المعطيات كافة ذات العلاقة بالخدمات في قطاعات الكهرباء والماء والصرف الصحي، والتصورات الأولية لوضع الحركة المرورية بالمدينة الشمالية وربطها بشبكة الطرق الرئيسية ومدى استيعاب الشبكة الحالية لقيام مشروعات مستقبلية.

وفي تصريح حديث كشف الوكيل المساعد للإسكان نبيل محمد أبوالفتح ان العدد الإجمالي للوحدات السكنية في المدينة الشمالية بحسب مخططها العام المعتمد سيبلغ 25000 وحدة سكنية، على أن تكون الدفعات الأولى جاهزة للتوزيع خلال العام 2006.

وهناك تصريح آخر لوزير الأشغال والإسكان فهمي الجودر أشار فيه إلى أن أعمال الردم لإنشاء المدينة الشمالية ستبدأ في يونيو/ حزيران (الماضي) وستستمر لمدة 6 أشهر مؤكداً أن الخطة ستستمر طوال العام 2005 بهدف إنشاء ما بين 17 و21 ألف منزل يسع إلى 100 ألف مواطن.

وقال: «إن الذين سينتفعون من هذه المنازل هم أبناء المنطقة بدءًا بأصحاب الطلبات الإسكانية المقدمة في العام 1992 وإن توزيع المنازل سيتم في العام 2006.

وتبقى المدينة الشمالية حلماً بالنسبة إلى الناس، حتى يروا مباني مشيدة على أرض الواقع. وبحسب الأهالي، فإنهم قد سئموا تصريحات المسئولين المتضاربة بشأن البناء تارة، والدفن تارة أخرى.

المدينة الشمالية وحلم التنفيذ...

كان ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع رئيس لجنة الإسكان والإعمار صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة دشن إقامة أربع مدن سكنية جديدة بوضع حجر الأساس للمدينة الشمالية معرباً عن اعتزازه بتكليف صاحب الجلالة الملك له إيذاناً بالبدء في الأعمال المتعلقة بإنشاء هذا المشروع الحيوي الذي يمثل واحداً من أهم مشروعات لجنة الإسكان والإعمار.

وبحسب المخططات فإن المدينة ستنشأ وفق مبدأ الحداثة والتكامل من حيث الخدمات والاحتياجات ومن المتوقع أن تصل الكثافة الاستيعابية لهذا المخطط إلى 20 ألف وحدة سكنية وستتعدد فيها التصاميم المعمارية التي تتلاءم مع احتياجات الأسرة البحرينية مع التركيز على الطابع المعماري الشرقي وإضفاء الطابع الجمالي والساحلي على هذا المشروع.

وبالرجوع إلى المدن الأربع، فإن المدينة الأولى تقع شرقي جزيرة المحرق، في منطقة بحرية منخفضة نسبياً، بمساحة تقريبية تبلغ 4 كيلو مترات مربعة في 6 كيلو مترات مربعة. وتشكل منطقة التعمير جزءًا من المخطط العام لجزيرة المحرق وتبلغ المساحة الإجمالية للموقع نحو 2150 هكتاراً سيتم تعميرها على مراحل.

والمدينة الثانية تقع في شرقي سترة، في المنطقة الضحلة من الساحل الشرقي لجزيرة سترة وعلى مساحة تقريبية تبلغ نحو 350 هكتاراً.

أما المدينة الثالثة فتقع غربي مدينة حمد، إلى الشرق من قريتي دمستان وكرزكان، وتبلغ مساحة الموقع نحو 80 هكتاراً، منها 20 هكتاراً من الملكيات الخاصة.

وتقع المدينة الرابعة على المنطقة الضحلة من الساحل الشمالي لجزيرة البحرين الأم. وتعتبر وزارة الإسكان «الموقع مهماً جداً لتوفير الامتداد السكني وتلبية الاحتياجات المستقبلية إلى السكن والمتأتية من النمو المتوقع لكل من مدينة المنامة والمنطقة الشمالية للبحرين». وتبلغ المساحة المتوافرة ضمن المنطقة الضحلة 1500 هكتار تقريباً، يبنى فيها نحو 20 الف وحدة سكنية

العدد 772 - السبت 16 أكتوبر 2004م الموافق 02 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً