العدد 779 - السبت 23 أكتوبر 2004م الموافق 09 رمضان 1425هـ

عندما يذل المواطن مرتين في اليوم!

نحن كمواطنين بحرينيين ألفنا الذل بأنواعه، بل تعودنا عليه وصار جزءًا منا فإلى فترة من الزمن، كان الفرد منا لا يستطيع أن يبوح بما بداخله، أنا هنا اليوم ليس لتقليب المواجع واستحضار التاريخ الأليم، ولكن أنا هنا لأقول وعلى الملأ، وبعد أن انسكب الماء الذي في (فمنا) إن الذل لن يعود إلينا وإن حاول البعض وإن تمادى أو حتى زايد على مواطنتنا أو اتهمنا بالطائفية (كالعادة) أو الإمبريالية، فزمن الذل ولى وانتهى، وأنا ومثلي كثر سيخطون خطوة موازية وفي الطريق نفسها للذي يتجرأ ويحاول ذلنا ولكل من تسول له نفسه أن يحاول سيرى ما لم يره من قبل.

لنكن على يقين وإيمان بأن لكل مواطن بحريني الحق في كل شيء وبالتساوي، وإلا فيجب علينا المطالبة ليس بحقوق الآخرين ولكن بحقوقنا، نفد الصبر وانتهى، وآن الأوان لنتحرك بخطوات موازية هي مفيدة وواضحة من شأنها أن تضع النقاط على الحروف وليعلم الجميع بأن الحق (يؤخذ) ولا يعطى.

هذا الحديث وتلك المقدمة تقودني إلى سرد نماذج من المواقف التي هي مؤثرة جدا في النفس، ولكن لن نقول «ماذا عسانا أن نفعل» فمسافة الألف ميل تبدأ بخطوة... فهل تذكرون قصة عباس بن فرناس وفكرته الغبية بالطيران والتي لقي حتفه على إثرها، إلى ماذا وصلت وماذا صارت؟

لنستطيع الوصول والولوج إلى الاعماق في حقوقنا لا يجب علينا الانتظار أو التعلق بقشة، ولكن يجب علينا أن نبحث عن الخشبة تلو الخشبة حتى نكون لنا سفينة ولو صغيرة تقلنا إلى بر الأمان وتكفينا شر المحيطين والمتربصين بنا.

ومن هنا أطلب من الجميع وخصوصاً من (ألفوا) ذلنا أن يتوقفوا فنحن في مرحلة صرنا نتحسس وربما (نطوّف) ولكن لن نفوّت!! ونحن في مرحلة ومنعطف جديد لا نستطيع أن نذل مرتين في اليوم، بالضبط كما هو حال المقولة التي تقول «خبطتين في الدماغ تؤلم». وهي مرحلة انتقالية نعد الجميع بأنها ستمر على خير لأن المقبل هو أننا لن نتحمل حتى التلميح بالذل فما بالك بالذل نفسه.

إضاءة

يقول المثل «من جاور السعيد يسعد... ومن جاور التعيس ...»، فنحن نجاور السعيد... بل السعيد جداً ولا نرى سعادة، ولكن نرى التعاسة محيطة بنا وبطبيعة الحال فإننا نوردها للمحيطين كوننا المجاورين لهم

العدد 779 - السبت 23 أكتوبر 2004م الموافق 09 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً