العدد 2803 - الأحد 09 مايو 2010م الموافق 24 جمادى الأولى 1431هـ

الجيش الروسي يحتفل في الساحة الحمراء بهزيمة النازية

بمشاركة أميركا وبولندا وبريطانيا وفرنسا

شارك أمس (الأحد) أكثر من عشرة آلاف جندي روسي وعشرات الدبابات والآليات المصفحة لنقل الجند ووحدات إطلاق الصواريخ وثلاثة صواريخ نووية عابرة للقارات توبول-ام في الساحة الشهيرة الواقعة في قلب موسكو. كما شاركت قوات من دول أعضاء في الحلف الأطلسي للمرة الأولى في الساحة الحمراء بموسكو في أكبر عرض عسكري ينظم في روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي للاحتفال بالذكرى الخامسة والستين لانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية.

وفي سابقة تعتبر على درجة عالية من الرمزية سار عشرات الجنود الفرنسيين والبريطانيين والبولنديين والأميركيين (دول أعضاء في الحلف الأطلسي) تحت شمس ساطعة بمحاذاة جدران الكرملين، و خصوصاً أن روسيا ما زالت تعتبر المنظمة الأطلسية بمثابة التهديد الرئيسي لأمنها بعد نحو عشرين سنة من انتهاء الحرب الباردة.

وحضر العرض العسكري عشرون رئيس دولة وحكومة بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي أدلت بتصريح لوكالة أنباء «إيتار تاس» الروسية، قالت فيه «إن الدعوة لحضور احتفالات النصر تمثل شرفاً كبيراً» لها. وأضافت أن هذه الدعوة توضح أن روسيا وألمانيا تعلمتا من التاريخ وأنه يمكنهما العيش في سلام وصداقة. وكان غيرهارد شرودر، أول مستشار ألماني يدعى لحضور احتفالات الميدان الأحمر قبل خمسة أعوام .

كما شارك الرئيس الصيني هو جينتاو، فيما عدل الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني عن المجيء بسبب الأزمة المالية التي تهز منطقة اليورو.

وقال الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف في خطابه «قبل 65 عاماً هزمت النازية وتوقفت آلة إبادة الإنسان».

وأضاف أمام آلاف الجنود «كانت هناك دماء ودموع، ولم يكن هناك خيار آخر غير الانتصار أو العبودية. إن الحرب جعلت منا دولة قوية». وعقب الخطاب هتف الجنود الروس له بصوت واحد.

وكان جنود الكتيبة الـ 75 الممثلون للجيش البولندي، وهي وحدة متخصصة بالعروض العسكرية أو الاحتفالات الرسمية، في طليعة القوات الممثلة للحلف الأطلسي التي دخلت الساحة الحمراء.

وتمثلت فرنسا بفيلق النورماندي - نيمان للمطاردة، وهي وحدة قتالية قديمة في سلاح الجو الفرنسي أنشئت إبان الحرب العالمية الثانية.

أما الولايات المتحدة فقد أرسلت فرقة من الكتيبة الثانية في فيلق سلاح المشاة الثامن عشر، فيما أرسل الجيش البريطاني وحدته الشهيرة المعروفة باسم «ويلش غاردز» (حرس الويلز) بلباسها الأحمر وقبعاتها السوداء المصنوعة من الفرو.

وشارك في الحدث أيضاً جنود من جمهوريات سوفياتية سابقة عدة منها كازاخستان وأذربيجان وأوكرانيا وأرمينيا ومولدافيا، ومروا أمام ضريح لينين أب ثورة 1917 البلشفية والاتحاد السوفياتي.

وعبر ضابط من تركمانستان الساحة الحمراء وهو يمتطي حصاناً أبيض أصيل من فصيل أخال - تيكي يتحدر من حصان المارشال غيورغي جوكوف الذي شارك في أول عرض عسكري سوفياتي للاحتفال بالانتصار على الرايخ الثالث في 24 يونيو/ حزيران 1945.

ولم تبخل السلطات الروسية في الوسائل للاحتفال بالذكرى الخامسة والستين للهزيمة النازية، من لافتات وأعلام وصور زينت شوارع موسكو احتفالاً بنصر الجيش الأحمر.

ويبقى انتصار الحلفاء على النازية يوم العطلة الرئيسي في روسيا، بحيث سقط أكثر من 25 مليون مواطن سوفياتي قتلى أثناء ذلك النزاع.

وفي الإجمال جرت عروض عسكرية في سبعين مدينة في سائر أرجاء روسيا شارك فيها 51 ألف جندي في الإجمال.

من جهتها انتقدت المعارضة الليبرالية الروسية السلطة الروسية لحجم هذه الاحتفالات التي كلفت - فقط في موسكو- 1,3 مليار روبل (34 مليون يورو).

ويحتفل حلفاء الحرب الغربيون بالانتصار في الثامن من مايو/أيار، وروسيا في اليوم التالي، إذ أن استسلام ألمانيا حصل عند الساعة 23,01 بتوقيت برلين، أي التاسع من مايو بتوقيت موسكو.

العدد 2803 - الأحد 09 مايو 2010م الموافق 24 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً