سعى حزبا المعارضة الرئيسيان في بريطانيا أمس (الأحد) لإنهاء حالة الجمود في انتخابات الأسبوع الماضي التي جاءت نتائجها غير حاسمة قبل أن تفقد الأسواق المالية صبرها فيما وصفت أجواء المفاوضات «بالجيدة».

وفاز حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون بمعظم المقاعد في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الخميس الماضي لكنه لم يستطع الحصول على غالبية وهو يسعى إلى الفوز بدعم حزب الديمقراطيين الأحرار بقيادة نيك كليغ الذي حل في المركز الثالث لتشكيل حكومة.

ولا يزال رئيس الوزراء، غوردن براون الذي خسر حزب العمال الذي يتزعمه 91 مقعداً في الانتخابات في الحكم ليلعب دور تسيير الأعمال. وهو مستعد لتجربة تشكيل تحالف مع الديمقراطيين الأحرار إذا لم يستطيعوا الاتفاق مع المحافظين أولاً. وهذه أول انتخابات منذ العام 1974 لا يفوز فيها حزب واحد بالسيطرة الكاملة ما أدى إلى مساومات غير مألوفة في السياسة البريطانية. واستأنفت فرق من المحافظين والديمقراطيين الأحرار المحادثات في الساعة 11 صباح من صباح أمس في محاولة لتأمين اتفاق سينهي 13 عاماً من حكم العمال. وجرت مناقشات بالفعل بين الزعيمين وفريقي تفاوضهما.

وقال المتحدث باسم المحافظين لشئون التعليم وأحد أوثق حلفاء كاميرون، مايكل جوف، لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) «الأجواء جيدة. هناك رغبة للمحاولة والتصرف بما يتفق والمصلحة الوطنية».

ويقول الجانبان إنهما لن يتعجلاً التوصل لاتفاق لكنهما يعيان حاجة الأسواق المالية إلى تصرف حاسم في ظل عجز قياسي في الموازنة يتجاوز 11 في المئة من الناتج القومي. وقال جوف إن من المهم أن يظهر الجانبان تقدماً بحلول اليوم (الاثنين) حين تفتح الأسواق لكن أي اتفاق سيسمح لها بالشعور بالارتياح.

وحين سئل إن كان مستعداً للتخلي عن فرصته في منصب وزاري ليفسح المجال لعضو من حزب الديمقراطيين الأحرار والمساعدة في إبرام اتفاق رد بالإيجاب دونما تردد. وأشار جوف إلى أن هناك عدة سيناريوهات محتملة بما في ذلك حكومة محافظين يدعمها الديمقراطيون الأحرار في البرلمان في قضايا أساسية معينة أو ائتلاف أكثر رسمية مع وزراء من الحزبين أو وضع بين الاثنين.