العدد 2804 - الإثنين 10 مايو 2010م الموافق 25 جمادى الأولى 1431هـ

البحرين «بلا طائفية»

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

هل تجدي «فانيلات» طبعت عليها عبارات مناهضة للطائفية أو تذاكر للنواب الأفاضل لمشاهدة فيلم «أنا اسمي خان» أو موقع إلكتروني يجمع تواقيع آلاف من البشر في لجم المد الهادر للطائفية في البحرين؟

لا أعتقد ذلك وخصوصاً أن الأصوات التي تعتلي منابر المساجد يوم الجمعة وتتصدر عناوين الصحف المشبوهة، مستمرة في نفث دخان التفرقة والشتات وإثارة القضايا العقائدية الخلافية.

لن يهدأ للوطن بال وفيه من يدعي تمثيل كل الشعب دون تفرقة، فيما يزرع بيديه الحقد بين الناس ويدعوهم إلى تشكيل اصطفافات فئوية للتناحر فيما بينهم.

لن يصل المركب إلى بر الأمان وفوق ظهره من يعمل على تكريس مبدأ «فرق تسد»، فيحرّض الحاكم على المحكوم ومن ثم يدعي أنه مظلوم، يجزئ المواطنين ويفرقهم وببياناته يشحنهم ويُعدهم لسلسلة وجولات من الصراعات والملاسنات التي ما أن تبدأ لا تنتهي.

القضية أبعد من توزيع دور عبادة على إدارتين للأوقاف «السنية» و»الجعفرية» أو وجود تباين في الآراء بشأن صيام رمضان أو إفطار العيد، فالأمر ينقضي حينما يُحكم العقل وتطغى الحكمة فيعطل القلب وتتفتح البصيرة، بعيداً عن التعصب والتمسك بنزعة الأنا وإلا فلا.

كم هي الأموال التي تنفق من أجل حملة دعائية للقضاء على الطائفية؟ لا شك أنها كبيرة، واحتمالات تأثيرها على الفئة المستهدفة قد تكون ضعيفة، خصوصاً مع وجود مشعلي النزاعات ومروجي الكذب والنفاق.

ماذا لو وظفت هذه الأموال لتنظيم فعاليات وطنية تسهم في التقريب بين المذاهب، وجمع خيوط التلاقي الفكري والعقائدي، بعيداً عن الخطاب المتوتر المشحون الملغم بالألفاظ الجارحة، ألن يكون ذلك مجدياً في قطع الطريق على دعاة الفتنة ومن يعيشون على فتات أوهام العمالة للخارج والخلايا النائمة ومخطط نهب خيرات وثروات الخليج؟

إلى متى سيسود الصمت عن فزعات المارقين الفاشلين حتى في كسب ود من يقاسمونهم التوجه العقائدي؟ ومتى سيقف قطار المتسلقين الذين ألهبتهم ملذات الدنيا فنسوا أنفسهم ولم يعد لهم بوصلة أو دليل يعيد لهم شيئاً من عقلهم المسلوب؟

هل قدر هذا الوطن أن يُقتاد ويجر إلى بيانات صحافية لجهات ذُكرت أسماؤها في تقارير مخزية فاضحة ذات صلة بتهميش طائفة وتأليب طائفة على أخرى لدَاعي التخوف من حجم تركيبتها السكانية واحتمال تغلغلها في المواقع المهمة والحساسة في البلاد؟

إلى متى سيبقى النواب منغمسين في فوضى التشريع العشوائي والرقابة الخرساء وملاحقة الوزراء لاستجوابهم، فيما يترقب المواطن التفاتة لوضعه المادي المتردي والتقسيمات الطائفية التي بدأت تتغلغل في كل شبر من هذه الأرض، تجزأ البشر وفقاً لانتمائهم المذهبي وأجندتهم السياسية وفكرهم ومعتقداتهم، لا على أساس وطنيتهم وحبهم لبلدهم؟

بعيداً عن عبارات التشاؤم التي لا أجد أنها مناسبة للواقع البحريني، فإن حملة ضد الطائفية توظف من أجلها مختلف وسائل الإعلام والوسائط الإعلانية، لن تكون مؤثرة وذات جدوى في واقع تحكمه نزعة المتلبسين بعباءة الدين وأبطال الكيبورد والمتسلقين وأصحاب الخطب العصماء.

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 2804 - الإثنين 10 مايو 2010م الموافق 25 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 2:06 م

      ولا تبالي

      تتكلمون عن التمييز والطائفية في الوزارات .... جميل
      اذن لماذا تصمتون عن التمييز في وزارات مثل العمل والصحة والشؤؤن الجتماعيو والاشغال وغيرها من الوزارات التي معظم العاملين فيها بحارنة

    • زائر 13 | 2:02 م

      اكذب ولا تبالي

      "ماذا لو وظفت هذه الأموال لتنظيم فعاليات وطنية تسهم في التقريب بين المذاهب، وجمع خيوط التلاقي الفكري والعقائدي"
      اذن اوقفوا سب الصحابة على المنابر وفي الكتب والمواقع الالكترونية ام هي عقيدة ..........

    • زائر 12 | 12:52 م

      أمانه

      الرجاء من الوسط الكرام أن لا تضعوا ما شئتم من التعليق وتشطبوا الاخر!!!
      او ان لم يعجبكم التعليق فلا تضعوه بلمره لانه يغير معنى التعليق زائر9

    • زائر 10 | 10:24 ص

      عصابة تقرير الفتنة

      إذا أردنا فعلا التخلص من هذه الفتنة الطائفية في البحرين فعلينا (سنة و شيعة) التخلص من العصابة التي وردت في تقرير الفتنة الذي أعده مستشار الحكومة السابق ..

    • زائر 9 | 6:38 ص

      من زائر4 الى زائر7

      احسنت فأنها قلت لا يجوز تقويه مذهب على مذهب وأيتاح فرص عمل لطائفه ضد طائفه أخري ...

    • زائر 8 | 6:12 ص

      ان ما يحصل في البحرين ليس طائفية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      ان ما يحصل في البحرين ليس طائفية بل هي ابادة حقيقية لطائفة معينة وليس طائفية الطائفية اهون من اللي نشوفه راحت عليكم يالبحارنه راحت

    • زائر 7 | 5:51 ص

      الطائفية والتفريق

      في كل وزارة سوى ان كنت تعمل او كنت مراجع ترى ان الطائفيه هي التي تحكم في كل دوائر البلد وهذا من المناصب

    • زائر 6 | 5:26 ص

      الطائفيه تصب لفائده فئه معينه .

      الطائفيه من البدع السياسيه .
      حين يحس شخص ما بخطر وليس حوله احد ماذا يفعل؟يكره الناس في شخص معين او فئه معينه حتى يجمع اكثر عدد من الناس في صفه.
      الطائفيه احدى ادوات الحرب ولكم عبره من حرب العراق وغيرها من الدول التي حلت عليها لعنه الطائفيه لاجل منافع شخصيه من بعض الشياطين الذين يدعون انفسهم بشر.

    • زائر 5 | 3:33 ص

      الأفضل طائفية بلا البحرين

      الطائفية هي من أساس ما تقوم عليه البحرين
      في كل صغيرة وكبيرة وهي الدول الأكثر تغذية للطائفية والطائفية متفشية بأبشع صورها لدينا
      وزارات محرمة على ناس معينة ان يدخلون
      أراضي ومناطق محرمة على نوع من المواطنين الإقتراب منها
      وظائف محصورة في نطاق طائفي معين
      نظام إعلامي ذا طيف واحد
      كل الأمور في البحرين تعيش وتقتات على الطائفية

    • زائر 4 | 3:33 ص

      أحسنت يا أستاذ أحمد

      وأكثر من هذه المواضيع الطائفيه تأتي ممن يعتلى المنبر يوم الجمعه ويدعو لطائفيه.. انني اود ان نعيش ببلد يحكم الناس على أخلاقياتهم وليس على مذاهبهم!! فلا يجوز أن نقوي مذهب على مذهب او تعطى فرص عمل لمذهب ضد المذهب الاخر!!

    • فيلسوف | 3:05 ص

      بلا طائفية والمناصب والتوظيف هي السبب

      الحمدلله وما نتمنى توجد هناك طائفية وعنصرية وتمييز بين ابناء الطائفتين الكريمتين الشيعية والسنية. واعتقد ان سبب الطائفية بسبب التجنيس السياسي الحاصل الان

    • زائر 3 | 2:27 ص

      مواطن

      سبب الطائفية هو ما يروج على منابر الجمعه واحد المنتديات الحقيرة والصحف المنبوذة شعبيا وبدعم وتحريض من الجمعيات الدينية المتعصبة والمتورطين في التقرير المثير

    • كشاجم | 2:19 ص

      لا داعي لخلط الأوراق

      الخصوصيات المذهبية ليست لها علاقة بالممارسات الطائفية يا رجل. موضوع التقريب هراء أولا والأوقاف يجب أن تبقى كما هي فهذه ليست جذرا للطائفية. الطائفية هي إقصاء طائفة على اسا مذهبها أو دينها أو غير ذلك من معتقداتها!!!
      حل مشكلة الطائفية هو في تنظيف المناهج المدرسية، والبرامج الإذاعية، والتعيينات الإدارية والوزارية وإفساح المجال في العمل على أساس الكفاءة وفتح بعض الوزارات المغلقة على طائفة كبيرة ومنع وتجريم الممارسات الطائفية وليس تقريب الذاهب أو توحيد الأوقاف، إنتبه هذا شرع الله.

    • زائر 2 | 1:22 ص

      يا ليت قومي يعلمون

      كيف يتحقق هذا وفتاوى حرق المدارس ودور العلم والحدائق وتكسيرسيارات العباد وتشميخها والتطاول على رموز الوطن والتجريح والتشهير والسب ناهيك عن مؤججي الفتنة الطائفيةوالنعرات الحزبية اليس هذا مقت وتمزيق للبلاد وضياع مصالح العباد .
      يا ليت القوم يعلمون
      انظروا الى افغانستان والعراقكيف تمزقها الخلافات
      يا ليت قومي يعلمون

    • زائر 1 | 12:17 ص

      بن طوق

      بارك الله فيك
      بس اخي في من يروج للاطائفية باموال ضخمة
      وسياسة فرق تسد معروفه عندنا

اقرأ ايضاً