عضو هيئة التحرير في صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أندرو بالكولم تحدث أمس في «منتدى الإعلام العربي» المنعقد في دبي حول الحراك الإعلامي في آسيا (مثل الهند والصين) المصاحب للصعود المتواصل لتلك البلدان اقتصادياً وسياسياً، مشيراً إلى العلاقة الطردية بين الحالتين، ولعل الأميركان الذين لم يتعودوا على رؤية ما يجري في الخارج قد بدأوا النظر إلى التطور السريع.

أما الخبير في الشئون الصينية جوناثان فينبي فقد أشار إلى أن الصين ترى نفسها من خلال أعينها، وهذه الصورة الذاتية تنعكس في إعلامها، مشيراً إلى أن الصين قررت الانفتاح الاقتصادي في العام1978 واستطاعت انتشال مئات الملايين من شعبها من مستوى الفقر من خلال نمو اقتصادي مستمر بنحو 8 في المئة، هذا في الوقت الذي مازال الحزب الشيوعي يسيطر على إدارة البلاد، ويتحكم في تدفق المعلومات. ولكن عند مراجعة الإعلام الصيني ترى تنافساً تجارياً متصاعداً في الإعلانات وفي التوزيع، كما أن هناك توسعاً كبيراً في استخدامات الإنترنت، وعلى الرغم من سيطرة الحزب الشيوعي على الإعلام إلا أن الحدود التي يمكن أن تصل إليها وسائل الإعلام ليست معروفة إلى حد الآن. الصين من الدول التي تسعى إلى السيطرة على وسائل الإعلام وتتحكم في المعلومات، ولكن إلى حد الآن لا يمكن التنبؤ فيما إذا كانت ستتمكن من الاستمرار في ذلك.

الخبير في الشئون الهندية ديليب شيريان قال إن الهند تشهد أوسع انتشار لوسائل الإعلام؛ لأن الهند متنوعة وهي تتحاور مع بعضها البعض من خلال الصحافة والراديو والتلفزيون والإنترنت، وهذا النمو المتسارع آخذ في الازدياد بحيث ان صحيفة «تايمز أوف إنديا» هي أكبر صحيفة باللغة الإنجليزية في العالم (من حيث عدد النسخ)... والهند التي أفسحت المجال لهذه الحرية الإعلامية، فإن السرعة في التطور الاقتصادي والسياسي أصبح يتسارع أيضاً بصورة مشهودة.

رئيس تحرير صحيفة «ستريتس تايمز» السنغافورية قال إن فكرة السيطرة المحكمة على الإعلام لم تعد ممكنة حتى في بلد مثل الصين... مشيراً إلى أن خمسين مليون صيني يزورون العالم سنوياً، ويعودون إلى بلادهم وهم عارفون بما يجري في أنحاء العالم وفي بلادهم، وهم يطالبون بضرورة الانفتاح.

مهما يكن إذاً فإن التطور الاقتصادي يتطلب نمواً وتوسعاً في الإعلام (وهو ما يحدث في الصين والهند)... وإن التطور الاقتصادي يصل إلى مرحلة ويتوقف بانتظار الانفتاح السياسي، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا مع توافر حرية إعلامية مناسبة... ولذلك فإن الهند قد تتفوق على الصين في السنوات المقبلة؛ لأن لديها الانفتاح السياسي وما تحتاجه فقط اللحاق بالصين اقتصادياً.